عندما صرخ (مكسيم جوركي) ذات حالة.. الجوع والحب يحكمان العالم.. كان يعبر عن أكثر القضايا (ألما).. فالجوع مؤلم وقاتل ومذل ولا يحترم (حتى الكبار) ولكنه.. قادر على جعل الكائنات المتطامنة أن تتحرك، وتنفجر وتغضب وتفتك وتحارب، وتهب نفسها (ضحية) أو شهيدة.. لأن ليس لديها ما تخسره.. عندها فقط.. تكون الصورة الفارقة..
من جهة ثانية (الحب) فهو جارح ومؤلم وقاتل ومذل ولا يحترم الكبار.. وتنطبق عليه كل مواصفات الجوع، فهو قاتل لأنه ضحية وشهيد..
الحب قيمة كامنة في الحيوات مثله مثل الجوع ولا تستطيع بأي شكل من أشكال العيش.. وأنت بمنأى عن الحب.. أليس هو المحرك لكل الانفعالات.. والحب.. يبدأ بعين الأم وينتهي.. بتراب الوطن.. وما بين العين والتراب تكون المرأة.. حاكمة ومحكومة.. ولكن.. لماذا الجوع والحب..!
وهذان (القاتلان) لا يمكن، أن يجيب عليهما غير جائع حقيقي، أو محب حقيقي.. لذا.. فالإجابة تصبح ضربا من الخبل.. فلا جائع اليوم يعترف ولا محب ولكنهما لفرط ما صمتا.. سوف ينفجران ليشكلا ملامح (حكم العالم).
ماذا اعددتما انتما ايها التعيسان الرجل والمرأة.. غير البكاء والتوسل وتكسير مجداف البوح بينكما..
انتما اللذان تؤسسان الأرومة الإنسانية من جديد.. أيها المجرحان بين عوسج الحب.. وطلح الجوع.. فاخرجا الآن نفسيكما من بين اكوام الاضلع القاسية. واكتبا.. صفحة الحكم الجديد.. الجوع والحب.. الرجل والمرأة.. الموت والحياة.. الضوء والعتمة..
اصرخا.. الآن.. الآن كما لم تصرخا من قبل، دكا - الأضلع - القضبان، الأسوار صوت المعزين.. خطوات السجان.. برودة الموت.. صوت الصفيح.. واخرجا.. لتحكما (العالم)..
على فكرة.. كل جائع حقيقي محب.. ولكن ليس كل محب جائع..
وحلل ثم ناقش..
حلل - ولا تحرم!!
|