رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رؤية ثاقبة .. وحلم كلّ العرب
د.محسن الشيخ آل حسان - الرياض

في زيارتي الأخيرة لمدينة دبي استطعت أن أبتاع نسخة من كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم - نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رؤيتي). ومنذ النظرة الأولى لعنوان الكتاب والذي كُتب على الغلاف (رؤيتي - التحديات في سباق التميُّز) .. حاولت أن أؤجِّل قراءة الكتاب إلى وقت آخر، إلاّ أنّني شعرت بانفتاح شهيّتي الفكرية وغريزتي الإعلامية لدخول أعماق هذا القائد الذي أحال مدينة دبي إلى مدينة خيالية رومانسية واقعية اقتصادية إعلامية .. تقنية .. وجمع تحت سمائها وفوق أرضها جنسيات مختلفة وأجناساً متعدّدة ولغات متفرقة وأدياناً تحترم بعضها البعض .. وأهم من كلِّ ذلك أرسى قواعد الأمن والأمان في هذه الإمارة التي ترتبط بأخواتها السبع لتكوِّن دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد اخترت لنفسي زاوية من الزوايا الهادئة في أحد المنتزهات الحضارية التي تنتشر في مدينة دبي .. وبدأت في قراءة (رؤيتي) ولن يكون لأيِّ كتاب أيّ فائدة إذا لم يقم قارئه بنشر محتوياته وفوائده على بقية القوم من أهله وأصدقائه وزملائه وقرائه .. وها أنا أتشرّف بإلقاء الضوء على كتاب رؤيتي.
يقول ناشر الكتاب (كتاب رؤيتي فريد يستعرض فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعض جوانب التجربة التنموية التي تقوم على تحقيق الامتياز والانتقال بالإمارات من دورها كمركز اقتصادي إقليمي إلى دورها الإضافي كمركز اقتصادي عالمي).
ويشتمل الكتاب على خمسة أجزاء مقسَّمة على فصول بالتقسيم التالي:
* الجزء الأول: نبض التنمية ويحتوي على فصل واحد هو الغزال والأسد.
* الجزء الثاني: مقومات صناعة التنمية وتنحدر من هذا الجزء الفصول التالية:
- الفصل الثاني: الرؤية.
- الفصل الثالث: القيادة.
- الفصل الرابع: الإرادة.
- الفصل الخامس: القرار وفريق العمل.
* الجزء الثالث: التنمية في سبيل البقاء ويشمل الفصول التالية:
- الفصل السادس: ضفاف الخور.
- الفصل السابع: التنقيب في العقول.
- الفصل الثامن: الساسة والسياسة.
- الفصل التاسع: الطاقة الإيجابية والطاقة السلبية.
* الجزء الرابع: الامتياز في التنمية ويحتوي على الفصول التالية:
- الفصل العاشر: مفهوم الامتياز في رؤية دبي التنموية.
- الفصل الحادي عشر: صنع في دبي.
- الفصل الثاني عشر: ماسة الامتياز.
* الجزء الخامس: الطرق إلى المستقبل وبه فصل:
- الفصل الثالث عشر: سباق الأمم والشعوب.
وكتاب رؤيتي يقع في 223 صفحة تشمل المصادر والحواشي وقد زاد من ثروة الكتاب الوطنية أنّ الشيخ محمد أهدى الكتاب إلى رئيس الدولة بهذه الكلمات المعبِّرة عن عمق صدقه وانتمائه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بالقول (إلى أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تقديراً لجهودكم الميمونة في استكمال مسيرة الخير من الماضين رحمهم الله والذين شيّدوا صرحاً شامخاً ينطق في كلِّ ركن من أركانه بحب الوطن ونحن معكم نشدُّ عضدكم ونعزِّز أمركم بقيادتكم الحكيمة).
وسأحاول أن أغوص في أعماق الكتاب كما يغوص البحّار في أعماق البحر للحصول على (اللؤلؤة) التي تزين نساء العالم .. وسأختار بعض العبارات التي سجّلها الشيخ القائد محمد في تعبيره الواقعي عن رؤيته لكلِّ صغيرة وكبيرة، فمثلاً على الصفحة التاسعة من الكتاب تحدث سمو الشيخ عن غايته من كتاب رؤيتي بالقول (وغايتي من هذا الكتاب النصيحة وتقديم تجربتها المتواضعة لإخواننا أملاً في أن تعينهم، لأنّ حرصنا على مساعدتهم على تحقيق التنمية المتميِّزة كحرصنا على أنفسنا). وعلى الصفحة 37 تحدث سموه عن تأصيل الرؤية بالقول (الرؤية الأصلية ليست رؤية المنام بل رؤية المستقبل، لذا ينبغي على القائد أن يتمسّك برؤيته انطلاقاً من قناعته التامة بأنّه يرى في المستقبل ما لا يراه الآخرون حوله).
وتحدث سمو الشيخ عن شباب الإمارات على ص 44 بقوله (إنّ نجاح الأمم بنجاح شبابها وتحقيق النجاح مسؤولية الجميع لا الحكومات فقط .. وستفي الدوائر والهيئات الحكومية بالتزاماتها وستقوم بواجباتها كاملة لكن للقطاع الخاص دوره المتميِّز في إنجاح هذه المهمة التي تفرد لأبناء وبنات الإمارات دوراً محورياً في عملية التنمية ومسيرة التقدُّم والتطوُّر).
وأخيراً .. أختار إحدى الحكم والقول المأثور من كتاب رؤيتي وعلى ص 214 في الريادة في القيادة بقوله: (على القائد العربي أن يكون وفياً لشعبه وبلده، وملتزماً بتحقيق أحلام وطموحات شعبه وفق رؤية واضحة تواكب العصر).
دعوة من الأعماق لجميع أبناء الأُمّة العربية لقراءة كتاب رؤيتي فهو تجربة فريدة وثروة كبيرة وثقافة سياسية واقتصادية وعمرانية وإعلامية وتقنية لا غنى لأحد عنها.