لقاء عربي خالص في سادس أيام المونديال
تونس.. بداية المهمة الخضراء في ألمانيا

  لن يكون هذا المساء عادياً في القارة الآسيوية ونظيرتها القارة الافريقية وسيكون لهذا المساء طعم آخر بمذاق النكهة الكروية في الدول العربية حيث تستضيف مدينة ميونخ الألمانية في ملعبها الشهير ALLiensarena لقاء يجمع المنتخب السعودي والمنتخب التونسي في ديربي آسيوي افريقي يحمل الطابع العربي الخالص ضمن مباريات المجموعة (H) والتي تضم أيضاً أوكرانيا واسبانيا.
اللقاء المرتقب هذا المساء يحتل أهمية قصوى لدى المنتخبين لاسيما وانه لقاء افتتاحي لهما يمثل نقطة تحول مستقبلي في نتائج المحصلة التاريخية لهما في المونديال العالمي ويأخذ اللقاء طابعا آخر حيث يعتبر أول لقاء يجمع السعودية وتونس كأس العالم إذ لم يسبق ان التقيا رغم وصولهما إلى كأس العالم أكثر من مرة.
باكيتا.. المهمة الخضراء
المنتخب السعودي بقيادة البرازيلي باكيتا أكمل تحضيراته البدنية والفنية لخوض غمار المنافسة المونديالية بإقامة معسكر قصير في مدينة باد نوهايم الألمانية ركز خلاله باكيتا على رسم الخطوط الرئيسية للتكوين الفني والعناصري داخل الملعب وقد عمد إلى تجربة عدة طرق لعب مثل 4 - 4 - 2 و4 - 5- 1 ويواجه باكيتا صعوبة فنية تتمثل في ازدياد وتيرة الأخطاء الدفاعية من جانب قلب الدفاع وسهولة الاختراق عن طريق الأطراف وهو الأمر الذي يجاهد باكيتا لإيجاد حل جذري له إما بتكثيف محاور الوسط أو الاعتماد على إغلاق مناطق الأطراف بلاعبي الوسط الأيمن والأيسر.
باكيتا حرص كثيراً على عدم إعلان التشكيل النهائي للعناصر التي تبدأ المباراة رغبة في عدم إيجاد ضغط نفسي على اللاعبين أمام أجهزة الاعلام لكن المؤشرات الأولية تؤكد ان البداية ستكون بالتشكيل الآتي: الدعيع (حارس)، تكر، منتشري، دوخي، عبدالغني (دفاع)، عزيز، كريري، غامدي، تمياط، نور (وسط) والقحطاني مهاجما.
وسيعتمد باكيتا انطلاقا من المؤشرات الخططية التي اعتمدها في المباريات الودية إلى اعطاء الفرصة لنور والتمياط لمساندة القحطاني في الهجوم مع بقاء عزيز والغامدي وكريري كمثلث محوري مساند للدفاع وإعطاء مساحة للظهراء بالتقدم بالتناوب (دوخي، عبدالغني)..
لومير.. أمل التوانسة
في المقابل فإن الفرنسي (لومير) مدرب المنتخب التونسي جاءت تحضيراته عبر دورة ودية دولية في تونس ضمت أربع دول قبل أن يتوجه إلى ألمانيا ويعتمد لومير على تنويع خطط اللعب بحسب الخصوم إلا أنه دائما ما يتخذ من الحذر مسلكا اساسيا خاصة في الشوط الاول من كل مباراة.
4 - 2- 3 - 1 هي خطة اللعب التونسية التي يفضلها (لومير) بوجود علي بومنيجل (حارس) وطرابلسي (ظهير أيمن) والعياري (ظهير أيسر) وجعايدي وحقي (قلب دفاع) وبوعزيزي ومناري (محوري وسط) والشاذلي والنومشي جزيري (ثلاثي وسط متقدم) وسانتوس (مهاجم).
ويواجه لومير مشكلة إصابة (سانتوس) والذي من المتوقع ان يشرك بدلاً منه (قمانديه) إذا ما صحت رواية الإصابة.
الأداء التونسي يعتمد على قفل جميع مناطق الدفاع والاعتماد على المرتدات السريعة الخاطفة واستغلال الكرات الثابتة عبر الضربات الرأسية المتقنة أو التسديد المباشر للمرمى ويعيب على المنتخب التونسي البطء في محاور الدفاع الأمر الذي خلق حالة من القلق لدى الشارع الرياضي التونسي.
الواقعية أساس الانتصار
الواقعية ستكون الفيصل في السباق نحو الفوز ولا شك أن المنتخب السعودي بما يملكه من إمكانات عناصرية مؤثرة قادرا على تحقيق مردود ايجابي في المباراة إذا تم وضع إطار عام يكفل عدم الوقوع في أخطاء سابقة وسيكون لخط الوسط السعودي كلمته في المباراة إذ يمتلك هذا الخط عناصر جيدة ومتميزة وسيكون لمشاغبات القحطاني وسرعته دور في عدم تقدم الدفاعات التونسية للضغط على مرمى الأخضر.
القلوب كلها مع الأخضر ومع لاعبي الأخضر وكل الجماهير العربية تتمنى أن ترى ديربيا عربيا جميلا وممتعا يتغلف بالمثالية والروح الرياضية والرقي الفني الجميل وهو ما سيتجسد واقعا بحول الله مساء اليوم مساء المتعة الآسيوية الإفريقية مساء الكرنفال المونديالي للعرب.
كل الأماني للصقور الخضر بالفوز وبحول الله هم قادرون على رسم الابتسامة على شفاه أكثر من عشرين مليون سعودي.