مراقبون: التفاؤل تجاه الحوار قد يخفي خلافات حادة بين فتح وحماس
الاحتلال يمنع إسعاف جريح تاركاً إيّاه ينزف حتى لفظ أنفاسه الأخيرة

* نابلس - رام الله - غزة - الوكالات:
استشهد داؤود قاطوني القيادي البارز في كتائب الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال اعتدائها أمس على مدينة نابلس بالضفة الغربية، وأصاب المعتدون شابا آخر بجراح.
وزعم جيش الاحتلال عقب جريمته بأنّ الشهيد كاتوني كان وراء تفجير انتحاري في مارس - آذار أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين بالقرب من مستوطنة يهودية.
واستشهد كاتوني خلال اشتباك مع الاحتلال في مخيم عين بيت الماء القريب من نابلس - على ما أفاد مصدر أمني فلسطيني -، وقال شهود عيان إن الاحتلال منع إسعاف قاطوني.
وقالت المصادر المصادر إن الجنود منعوا سيارات الإسعاف من الوصول إلى مسرح الاشتباك لإنقاذ قاطوني الذي ترك على الأرض لينزف لساعات حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وعلى صعيد آخر تتسارع وتيرة الحوار الداخلي بين الفصائل الفلسطينية التي بدأت قبل عدة أيام عقد اجتماعات ماراثونية بغية التوصل إلى اتفاق يقنع الشارع الفلسطيني بنجاح الحوار من أجل تخفيف حالة الاحتقان إثر الصدامات المسلحة التي وقعت بين حركتي فتح وحماس وأودت بحياة 20 شخصاً على الأقل من الجانبين في الفترة الماضية.
وبينما سادت أجواء من التفاؤل هذا الحوار الذي يستهدف حل القضايا العالقة بين الفصائل الفلسطينية خاصة فيما يتعلق ببرنامج الحكومة ومنظمة التحرير الفلسطينية ومصير العمليات المسلحة ضد إسرائيل، يرى البعض أن هذا التفاؤل يخفي خلافات حادة بين فتح وحماس.
وينصب الخلاف المحوري حتى الآن بين المتحاورين على قضيتين رئيسيتين تطالب حماس بأن يؤجل الحوار حولهما لوقت لاحق، وهما تشكيل الحكومة وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية.
ويقول عاطف عدوان وزير شئون اللاجئين في الحكومة الفلسطينية والقيادي البارز في حركة حماس: (لا يمكن على الإطلاق الحديث عن تشكيل حكومة فلسطينية جديدة في الوقت الراهن لأن هذه الحكومة هي حكومة تكنوقراط مدعومة بشكل كامل من المجلس التشريعي وتمارس الصلاحيات القانونية وفق الدستور).
ونفى عدوان في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية ما نشر قبل يومين حول استعداده للدخول في حكومة تكنوقراط جديدة قائلاً: (هذا الأمر لا نقاش فيه).
أما أحمد أبو هولي عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح فقد قال إن النقاط التي تناقش حالياً بين المتحاورين (يجب ألا تكون تحت ضغط من حماس فيما يتعلق بالمنظمة ومطالبة حماس بالإصلاح قبل الدخول في المنظمة وهذا شرط ترفضه أطر المنظمة) .. مضيفاً: (كيف تطالب حماس بإصلاح المنظمة دون الاعتراف بها).
ومضى أبو هولي قائلاً: (يجب على حماس الدخول في المنظمة قبل عملية الإصلاح حتى تكون عملية الإصلاح متكاملة بين كافة الأطر السياسية الفلسطينية).
ومن جانبه قال وليد العوض عضو لجنة الحوار الوطني والقيادي في حزب الشعب الفلسطيني إن (الحوار الداخلي يتقدم بصورة غير مسبوقة خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل الحكومة والمفاوضات ومنظمة التحرير الفلسطينية).
وأشار العوض إلى أنه (فيما يتعلق بالحكومة لا يمكن لحماس بمفردها تنفيذ البرنامج الوطني الفلسطيني وهي بحاجة إلى أن تدرك خطورة اللون الواحد للحكومة .. وعليه يجب تشكيل حكومة ائتلاف وطني تسهم في التخفيف من الأعباء الخطيرة التي ألقيت على المجتمع الفلسطيني خاصة الملف الاقتصادي).
في الوقت نفسه قال إبراهيم أبو النجا القيادي في حركة فتح إن هناك (اتفاقاً بخصوص المفاوضات يقضي بأن تتولي المنظمة إدارة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي).
وأشار أبو النجا كذلك إلى إمكانية الإعلان قريباً عن تفاصيل الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية (خاصة بعد أن تم إنجاز العديد من القضايا العالقة) بينها.
لكن هذا التفاؤل الكبير قوبل برد فعل معاكس من عزام الأحمد رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي والذي قال إنه (يتخوف من أن يفشل الحوار الداخلي الآن بسبب عدم وجود اتفاق على قضايا تتعلق بالمنظمة وكذلك المفاوضات وعلى الحكومة وأيضا فيما يتعلق بالمقاومة وكيفية القيام بها) .. مشيراً إلى أن (الخلاف يتمحور الآن في هذا الملف حول المقاومة داخل أراضي 1967 أو أن تكون ذات شكل آخر).