* القدس - بيروت - بلال أبو دقة - رندة أحمد:
يبدو أن جهاز المهمات الخارجية الخاصة في دولة الاحتلال الإسرائيلي المعروف ب (الموساد) قد مُني بخسارة استخبارية كبيرة في لبنان، بعد أن كشفت مصادر أمنية لبنانية شبكة التجسس الإسرائيلية الثانية التي ضبطتها الأجهزة الأمنية اللبنانية، والتي كان على رأسها القيادي في تنظيم الجبهة الشعبية القيادة العامة (حسين خطاب) قبل أن يتمكن من الهرب إلى إسرائيل وفقا للمصادر الأمنية اللبنانية.
وقال تقرير أمني إسرائيلي تم بثه عبر موقع (تيك دبكا) الإلكتروني الإسرائيلي الذي يتابع قضايا الأمن في الشرق الأوسط: إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة قريبا وستكون إسرائيل في مواجهة إحدى اصعب القضايا؛ إذ لدى الحكومة اللبنانية دلائل تدين إسرائيل و(الموساد).
وروى الموقع أن عنصرين من عملاء (الموساد) دخلا إلى لبنان قبيل السادس والعشرين من أيار - مايو الماضي تاريخ اغتيال الأخوين محمود ونضال المجذوب في صيدا، وذلك على متن رحلة تجارية عبر مطار بيروت وخرجا بتاريخ التاسع والعشرين منه.
وأشار الموقع الإلكتروني الإسرائيلي إلى أن العميل اللبناني (محمود رافع) أدلى بشهادات مفصلة حول كيفية تجنيده منذ العام 1989م على يد رئيس (مائير داغان) قبل أن يصبح رئيسا لجهاز الموساد الإسرائيلي.
وقالت المصادر الأمنية في لبنان: صدر الأمر بتوقيف اللبناني (محمود رافع) بتهمة التورط في عمليات تفجير واغتيال وتجسس لصالح إسرائيل، ولم يتمكن (خطاب) من تهريب أي من معداته من منزله الكائن في مدينة صيدا، ولا سيما جهاز الاتصال اللاسلكي بالإسرائيليين، فضلا عن وثائق ومعدات كثيرة، بينها جهاز الإرسال داخل جارور المكتب الذي كان يتلقى عبره الرسائل من الإسرائيليين على شاشة الكمبيوتر مباشرة (الجهاز الذي عرضته مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني).
وقالت المصادر: إن هذا الجهاز وبعض التقنيات التي تم العثور عليها في منزلي (رافع وخطاب) لا يوجد مثيل لها في لبنان.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية قد أعلنت في نيسان - أبريل من العام 2003 أن (الموساد) سيستأنف بمبادرة من رئيسه الجديد (مائير داغان) ما وصفته ب (التحرك المباشر) لإعادة إطلاق عمليات الاغتيالات من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية خارج إسرائيل (وهدفها بصفة خاصة العالم الإسلامي).
وقالت: إنه تم تعزيز القسم الخاص المكلف بعمليات التصفية والاغتيالات في (الموساد).
وتولى داغان عام 1970 قيادة وحدة كوماندوس سرية هي (وحدة ريمون) التي كانت مكلفة بحسب الصحافة الإسرائيلية، بتصفية قادة المقاومة الفلسطينية في الخارج.
كما تولى سلسلة مهام أمنية مباشرة في منطقة الجنوب اللبناني في الثمانينيات والتسعينيات!!، ويتوزع الجهد الأمني اللبناني في هذه الأيام على خط شبكة (مفاجأة الفجر) الإسرائيلية على اتجاهات عديدة، أبرزها استمرار البحث عن الفار حسين خطّاب، في موازاة تلميحات إعلامية إسرائيلية حول احتمال أن يكون تم تهريبه إلى إسرائيل، فيما اكتملت تقريبا التحقيقات العسكرية مع الموقوف محمود رافع.
ونفت المصادر الأنباء التي تم ترويجها حول توقيفات في منطقة شرق صيدا في الساعات الأخيرة.
وقال وزير الخارجية اللبناني (فوزي صلوخ): إنه كلّف فريقا في الوزارة بإعداد ملف متكامل بالتعاون مع وزارة الدفاع من اجل أقوى وأدق توثيق قانوني متماسك لملف الشبكة الإسرائيلية تمهيدا لتقديم شكوى لبنانية إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل.
وكان قد كشف الموقع الاستخباري الإسرائيلي (تيك دبكا) عن تفاصيل شبكة التجسس الإسرائيلية الثانية التي ضبطتها الأجهزة الأمنية اللبنانية، مؤكدا أن القيادي في تنظيم الجبهة الشعبية القيادة العامة (حسين خطاب) هو من وقف على رأس شبكة التجسس قبل أن يتمكن من الهرب إلى إسرائيل وفقا للمصادر الأمنية اللبنانية.
ونشر الموقع الاستخباري الإسرائيلي تفاصيل شبكة التجسس الإسرائيلية الثانية، ونقل الموقع عن (أحمد جبريل) قوله: إن القيادي في التنظيم (حسين خطاب) جند للعمل لمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلي أثناء وجوده داخل السجون الإسرائيلية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث تم الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 1985م.
واتهم احمد جبريل العميل حسين خطاب باغتيال نجله جهاد يوم 20-5- 2002 في العاصمة اللبنانية بيروت في حين تتهم السلطات الأمنية اللبنانية شبكة التجسس التي قادها (خطاب) باغتيال القياديين من حزب الله (علي صالح وعلي حسن ذياب) إضافة إلى تصفية الشقيقين القياديين في الجهاد الإسلامي (محمود، ونضال مجذوب) في مدينة صيدا في شهر مايو - أيار الماضي.
|