Thursday 22nd June,200612320العددالخميس 26 ,جمادى الأول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

في الاقتصاد في الاقتصاد
الاستثمار الأفضل للأسهم
د. سامي الغمري

الاستثمار الأفضل هو الاستثمار للأجل الطويل، وهو خيار استثماري سهل ما دام المستثمر السعودي سيشتري الأسهم المحلية ويحتفظ بها مدة طويلة، وما دام لم يتأثر بكلام وأقوال المستثمرين الذين يحققون أرباحاً سريعة (المضاربين)؛ لما لها من تأثير سلبي على المتعاملين باستراتيجية الأجل الطويل. وعادة ما ينسى هؤلاء المرجفون الدروس والتجارب القاسية التي مرت بسوق المال في الماضي القريب، وهو ما يمكن أن نعبِّر عنه بأنه تصرف ناجم عن نفس بشرية تفضل دائماً النتائج السريعة والربح السريع وتتوق إلى الثراء العاجل. لذا نجد أن السوق السعودي تفتقر إلى مستثمرين يفضلون تحقيق المكاسب على المدى البعيد على رغم أن المكاسب الكبيرة تكون دائماً من نصيب الصامدين الذين يقاومون إغراءات التسرع في البيع. إن أهمية الاستثمار العاجل لا شك سوف تتناقص بالتدريج في السوق لتوافر معلومات وبيانات أسهم الشركات المساهمة التي تحظى باهتمام معظم المتداولين بما تزودهم بإحصائيات جيدة عن اتجاهات السوق في المستقبل القريب على أقل تقدير.
وتعتمد عوائد الأسهم طويلة الأجل على أرباح الشركات المصدرة لها من ناحية، ومن ناحية أخرى تعتمد على الدورات أو الفترات الزمنية الاقتصادية التي تعتبر من العوامل المؤثرة على سوق الأسهم السعودية، وإن كان معظم المتعاملين والمتداولين يعرفون عنها القليل. الدورات الاقتصادية هي فترات زمنية قد تقصر وقد تطول مدتها من عدة سنوات إلى عقد أو أكثر طبقاً لحجم ووزن السوق وموقعه الجغرافي. ولا يمكن التنبُّؤ بوقت حدوث هذه الدورات التي لا تزال في الحقيقة أمراً من الأمور التي يعجز المهتمون عن معرفتها أو تحديد تاريخ بدء دورة الركود مثلاً إلا بعد حدوثها وبعد عدة شهور؛ أي عندما يصبح الوقت متأخراً جداً لتلافي خسائرها المالية.
ونظراً إلى ذلك فإن بعض المستثمرين قد يستعينون بالعديد من الوسائل الفنية التي تساعد على معرفة اتجاهات السوق واختيار أوقات البيع والشراء. عموماً لا يوجد اتفاق معين على استخدام إحدى الطرق العملية أو الإحصائية لزيادة المعرفة والإلمام بسوق الأسهم المتقلبة، ولا يزال هناك حوار ونقاش بين الذين يؤمنون بجدوى التحليل الإحصائي والرسومات البيانية لتوقُّعات السوق المستقبلية وبين الذين لا يؤمنون بجدوى التحليلات مهما اعتمدت في دراساتها على عوامل أساسية كالعوائد الربحية أو القيمة الدفترية أو حقوق المساهمين. لذا فقد تبدو الرسوم البيانية والتحليلات البيانية للأسعار عشوائية إلى حد معين ما دام احتمال صعود الأسهم أو هبوطها لا يمكن التنبُّؤ به. ويبدو أن البديل الجيد هو الاستثمار للأجل الطويل الذي عنده ترتاح العقول والنفوس من متابعة التحليلات البيانية ومن هموم تقلبات السوق الأسبوعية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved