Thursday 22nd June,200612320العددالخميس 26 ,جمادى الأول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"شعر"

المونديال المونديال
د. سعد عطية الغامدي

موسم فاق كل المواسم..
سلطة فوق كل السلطات..
يغزو الناس في منزلهم
ومقاهيهم وأسواقهم
ومنتدياتهم.. إن هم
لم يفوزوا بفرصة
شد الرحال إليه..
إنه المونديال.. الذي تهدأ
فيه النفوس وإن كانت على
صلة بالملفات النووية..
والخلافات الدولية..
إلا حال أولئك القابعين
في أرض الرباط.. فإنها متأججة
لا تكاد المناسبات.. مهما
ثقلت - تزيدها إلا تأججاً
واستعاراً..
إنها أمنية في أن يكون
هناك مونديال للعلوم
والآداب والمواهب
التي تفجر إمكانات الحياة
الأروع..
تداعت بما تهوى النفوسُ المطالع
لكل هوى بدر من الحسن طالع
يظل ذوو الأقلام في معقل النهى
تجود عليهم بالصفاء الروائع
وتحت ذوي الأقدام تفترش الثرى
قلوب، وتعيا بالضجيج المجامع
ويعلو صراخ ثم يخبو وتصطلي
أيادٍ بتصفيقٍ وتُشوى أصابع
تموج بها الشاشات حتى كأنها
سماء تغشتها بروقُ لوامع
ويعقبها رعد يصمّ دويُّه
مسامَعَ حتى ليس ثمّت سامع
كأنّ على بركانها من هديرِها
زوابعَ تمضي بالهدير الزوابعُ
وأن حراباً كشّرت عن نِصالها
على حدّها سم من الموت ناقع
ولم يبق إلا الخيلُ مسرجة لها
صهيل، وقد سُلّت سيوف قواطع
ملاحم تشجيعٍ وثارات أنفسٍ
تؤججها بين الشعوب الوقائع
وتستشرف الرايات أحلامَ أمةٍ
لها صبوات للعلا ونوازع
وتغلي صدور نصرة لمهاجم
وتغلي صدور إذ يصدّ المدافع
ويلتهم الدوري الليالي ولم يزل
وأثمنُ عمرٍ في الملاعب ضائع
كما ضاعت الأموال فيها كأنما
هي الحرب تستدعي لظاها المصارع
على كرة كالأرض في بعض شأنها
تطير فتعلو في الصدور الأضالع
على غير هدي غير أن نظامها
دقيقٌ، وبعض الجهل كالعلم نافع
تألقت الأقدام حين احتفت بها
بدور حسان، أو نجوم سواطع
وأعرضت الأقلام عن ألق السنا
وقد راعها عمّا تخط التراجع
وكم قلم راحت زبانية الهوى
تحطّمه والفكر كالبطش خاضع
تشج به رأس المفكّر جهرة
وليس له من سطوة الجهل مانع
وتسجنه إذ تمنع الناس أن يروا
من الفكر إلا ما سقته المطامع
وكم قبّلت يوماً حذاء لأنه
يخدّر بالأهداف من هو راتع
وتحمله فوق الرؤوس وتحتفي
بإنجازه حتى تغص الشوارع
وتزجي له مالاً ومجداً وسمعة
وفي كفه بحر من الخير واسع
ويغرق في التقتير ذو الفكر مثلما
تَقلّب في برد العشيّة جائع
تمزقه لولا اصطبار مرارة
ويخفي الذي يلقاه لولا المدامع
ويعلم أن الفكر والفن توأم
لتسمو آداب وتعلو مصانع
وأن رياضاتِ الحياةِ لغايةٍ
بها يصنع الإبداع ما هو صانع
ترى قيمة الإنسان في العدل، كلّما
أخلّ به جامت عليه القوارع
وفي منهجٍ يحمي الحياةَ لأنها
مقدسة، والحق كالماء شائع
يطيب لمن يمضي إليه اجتهاده
وتغبطه الدنيا وتزكو المواقع
ولم يلتمس إلا طريقاً صفت به
نفوس وغنت للصفاء السواجع
وسطرت الأقلام مجداً وخلّدت
صحائف تبقى فهي فعل مضارع
وسادت على فجر التوازن حكمة
من الأمر لا يُخفي الدليل منازع
ألا مونديال للعلوم وللنهى
يحلق في مرماه شارٍ وبائع

جدة في 21-5-1427هـ
الموافق 17-6-2006م

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved