* عندما يزور المدينة المنورة خادم الحرمين الشريفين والانطلاق الروحي. والتسامي الوجداني في آفاق ذلك الفجر البعيد، من تاريخ الإسلام والمسلمين الذي شهدته وتخضت بعطره السماوي في الرحاب الطاهرة، يكتب الله الملك الصالح الفارس عبد الله بن عبد العزيز شرف الوجود فيها، والوقوف في مدارجها، والارتواء من منهل القداسة والطهر في نفس التربة.. وفي نفس الأرض التي أصغت، فاستوعبت صوت الوحي يهبط به جبريل عليه الصلاة والسلام على سيد الخلق محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه.
* يعيش المليك المفدى في كل لحظة من لحظات الزيارة التي يقوم بها إلى المدينة المنورة مسيرة التاريخ منذ تلك اللحظة التي استقبلت فيها هذه البلدة الطاهرة موكب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مهاجراً إليها إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد أن أدى الأمانة وبلغ الرسالة تسطع بكتاب الله الكريم. وهدى يتألق في حياة البشرة نوراً يبدد الظلام.. ظلام الكفر والطغليان... ظلام العبودية والبهتان، ظلام الضلال والضياع والتخبط في الرذيلة والشر والعدوان.
يعيش الملك الباني هذه اللحظات في المدينة المنورة، وفي ضميره ووجدانه مشاعر الابن البار المسلم المؤمن بحق هذا المسجد، وفيه مسجده صلوات الله عليه وبيته ومصلاه ومنبره أن يتسع فيستوعب الألوف المؤلفة التي تتوافد الصلاة فيه قادمة من مشارق الأرض ومغاربها..
وفي قلب كل منهم توهج الشوق، وتوفر المشاعر، وفورة الرغبة في السلام على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وفي الارتواء من مناهل القداسة.. والطهر تتدفق تذكيراً وذكرى برايات الجهاد في سبيل الله، خرجت من هذا المسجد تدعو إلى الله، تدعو إلى عبادة الواحد الأحد والعدالة والإحسان، فتنشرها بيضاء تتلألأ وتتوشج تخطف الأبصار، ليس بالبريق الكاذب، ولا بالشعارات الجوفاء، إنما بالعمل والتطبيق بخلق الإسلام وسلوك الإسلام ومنهج حياة الإسلام، فتنفتح الأبواب.. أبواب الأرض.. أبواب الاقطار في الشرق والغرب تستقبل دعوة الحق، وترحب بمثل العدل والمساواة، ويسجل التاريخ أمجاداً وراءها أمجاد.. وانتصارات تليها انتصارات، وفتوحات تعقبها فتوحات ويعي الضمير المسلم المؤمن حقيقة راسخة ساطعة لن تنسى، وهي أن هذا المسجد النبوي الشريف.. وأن هذه الأرض المباركة الطاهرة هي التي خرجت منها رايات الجهاد في سبيل الله.. هي التي شهدت أرفع نماذج الايمان المطلق بعقيدة التوحيد ممثلة في صحابة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي- رضي الله عنهم-، هي التي شهدت ما لم يسبق له مثيل قط من مثل العدل والمساواة والحرية والإحسان.
يعيش مليكنا المحبوب هذه اللحظات في المدينة المنورة وفي رحاب المسجد النبوي الشريف ذكرى الدولة الإسلامية الأولى يعيد إلى الأذهان هذه الذكرى، فيضيء ساحة التاريخ المعاصر، بما يؤكد - حفظه الله - الأمير الذي يضع نفسه في خدمة الحرمين الشريفين.. في خدمة أمجاد الإسلام وتاريخه العظيم.. ويدرك الملك المفدى- حفظه الله- أبو متعب آفاق دار الهجرة بكل ما امتلأت به من ذكريات الجهاد في سبيل الله فيقدم في هذا القرن المثال الرائع، العظيم لما يضطلع به الأمير العربي المسلم، من مسؤوليات يحققها أعمالاً، تسطع وتتوهج وتقول للعالم كله هكذا.. هكذا نحن.. في خدمة الإسلام والمسلمين.
* فمرحباً بك يا ابن عبد العزيز.. مرحباً بك في دار الهجرة في طيبة الطيبة.. في مدينة سيد الخلق محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام.. مرحباً بك نقولها من القلوب لتردد أصداءها القلوب في كل مدينة وقرية في جزيرتك الكبيرة.. أرض الآباء والأجداد.. أرض العطاء والنماء.
* مرحباً بك في قباء والعقيق.. وعروة والعوالي، مرحباً بك في هذه الرحاب الطاهرة الطيبة.. ففي كل ركن من هذه الأرض أثر لأولئك الأجداد الذين خرجوا يجوبون الأرض.. يملأون كل جزء من أراضيها وبطاحها علماً وإيماناً ونوراً في هذه الأرض التي مشى عليها محمد بن عبد الله- صلى الله عليه وسلم- وصحبه الأخيار.. تحل اليوم أنت الذي قطعت على نفسك العهد بأن تصنع الخير فصنعته، وأن تزرع الأمل فزرعته، وأن تجسد الأماني.. فجسدتها حتى أصبحت بلادنا صورة مشرقة، نعتز بها نحن أبناء هذه الجزيرة التي تدين لك بالطاعة ونحن إليك بقلوب أبنائها حباً ووفاء وإخلاصاً، كنت ولم تزل وستظل يا ابن عبد العزيز نعم القائد تمر على الديار وفي أعماق أعماق نفسك الحب.. تصنع منه قلائد نور، وباقات محبة.
* إن المدينة المنورة تفتح قلبها قبل ذراعيها لهذا الملك الرائع تطرح أمامه كل همومها وكل تعبها، وتنام ملء عينيها عن (شواردها) فهي تعي تماماً إنها تعيش في قلب محب واع.. وتترعرع بين أيد أمينة تبحث لها عن مستقبل زاهر.. وحضاري رائع.. لتكون درة في جبين الدهر وعلامة صدق في مسيرة البناء اليوم تعيش مدينة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- أياماً خالدة تزغرد جنباتها.. وأزقتها.. وحواريها هاتفة أهلاً.. في العين والقلب دائماً أبا متعب.. أهلاً.. أهلاً حبيب الشعب.
* تتجلى كل صور التلاحم والولاء، ويأتي احتفاء أهالي الرياض بقائدهم وولي عهده كأحد تلك الصور المشرقة في وطن كل جوانبه مشرقة.
* فكلما ازداد الحب زاد العطاء، وكلما نما الود عم الرخاء، وهذا ما يلاحظ في بلد الخير والأمن والأمان، فهذه مشاريع التنمية تواصل عطاءها وجسور الإخاء يتواصل بناؤها، ونبع المعرفة يتدفق معيناً صافياً من بين أرجائها. فالمدينة تزدان بالملك طيبة الطيبة الإنسان حيث تعيش المدينة وأهلها في ملحمة الحب والتناغم الوجداني بتشريف خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين للحفل الذي يقيمه الأهالي الذي يعبر عن متانة العلاقة الأزلية بين الشعب وقيادته والمشاعر الصادقة والتلقائية المتبادلة بين ساكني الطيبة والقيادة، والتلاحم الكبير بين شعب أحب مليكه وملك أحب شعبه وغمر القلوب بحبه، وعمق التقدير والرعاية والاهتمام الذي تكنه القيادة للشعب الذي زادته الأيام عمقاً وتمكيناً في كافة المناسبات التي عاشتها هذه البلاد الطاهرة.
* يزهو الوطن فخراً وتملأ الفرحة قلوب المواطنين بمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ملكاً للبلاد إيذاناً بمقدم عهد زاهر جديد نحو التقدم والرقي والازدهار، ولتحقيق مزيد من الإنجازات، وتقف الكلمات حائرة، ويعجز اللسان عن الوصف والتعبيرعما تكنه القلوب لهذا الملك الإنسان الذي رأيت في شخصه أجمل ما رأيت إنه إنسان بكل ما تنطوي عليه هذه الكلمة من معاني الإنسانية، رجل كبير القلب والنفس، نقي السريرة والوجدان، مسلم عربي أصيل، تجسدت فيه كل معاني الأصالة وفضائل العرب.
|