Thursday 22nd June,200612320العددالخميس 26 ,جمادى الأول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

إسرائيل.. ليس بهذا الأسلوب تُحَارب حماس إسرائيل.. ليس بهذا الأسلوب تُحَارب حماس
عبدالله بن راشد السنيدي

منذ أن انتصرت إسرائيل على العرب في حرب حزيران (يونيو) سنة 1967م وهي تتحين الفرص لممارسة أقصى درجات الوحشية والقتل لأسباب واهية وغير مقنعة، وذلك انطلاقاً من أنها هي الدولة الأقوى، أما العرب فهم مهزومون وضعفاء، وهو مبرر غير منطقي وغير معقول، فالعرب مهما وصلت إليه درجة ضعفهم فإن المقارنة بينهم وبين إسرائيل من حيث الطاقات والثروات والقوى البشرية والتاريخ غير واردة؛ فالتاريخ علمنا أن العرب كانوا ضعفاء ومحتقرين من قبل القوى العظمى قبل بداية التشريع الإسلامي، فالفرس والرومان كانوا المهيمنين في ذلك الوقت، حيث كانوا أهل الحضارة والمدنية والقوة، ولم يكن العرب سوى رعاة للماشية ودعاة للعصبية ومحترفين للقتل والسلب وشن الغزوات والحرب، إلا أن دين الإسلام الحنيف رفع راية العرب وعدّل أخلاقياتهم وأهدافهم وارتقى بإنسانيتهم عندما استجابوا لندائه فأصبحوا أمة متحضرة وإنسانية ومنتصرة ومهيمنة بالحق والعدل؛ ما أدى بها الى هزيمة تلك القوى وكسب مودة الشعوب عندما أصبحوا مثلاً في التعامل والاخلاقيات، وعليه فإن العرب هم أصحاب الرصيد الأكبر من تلك الامكانيات اللازمة لحياة الشعوب وانتصارها واستمرارها، فعلى إسرائيل ألا تغتر وتتباهى بما حققته وأنه بدلاً من عمليات القمع والمجازر يفترض ان تستغل ما حققته في التقرب للعرب وإجراء مصالحة تاريخية معهم، فالكل يتذكر ما قامت به إسرائيل في جنوب بيروت سنة 1982م حيث سقط مئات الأبرياء في المخيمات الفلسطينية، كما لا ننسى مجزرة قانا التي وقعت في غزة وما خلفته من قتلى وجرحى معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال، وبين هذه وتلك من المجازر وقع العديد من المجازر الأخرى وعمليات القصف العشوائي ضد الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو في مدن الضفة الغربية كرام الله ونابلس وأريحا ونحوها.
وفي إطار هذا المسلسل الدامي من إسرائيل ضد شعب فلسطين وقعت مؤخراً وبعد خروج الفلسطينيين من صلاة الجمعة في التاسع من شهر يونيو لسنة 2006م الحالي مجزرة جديدة، حيث قامت القوات الإسرائيلية بالقصف الجوي والبري والبحري لقطاع غزة بحجة استهداف مقاومين، وكأن إسرائيل لا تدرك ان استهداف المقاومين وسط الناس سوف يؤدي الى قتلى أبرياء وهو ما حصل، فقد أدى استهداف أحد المقاومين إلى مقتل ثلاثة من أقاربه كانوا يحاولون اسعافه، كما أدى استهداف شاطئ البحر في غزة بالقصف من البوارج الحربية الإسرائيلية الى مقتل سبعة فلسطينيين منهم أسرة مكونة من ثلاثة أطفال وامرأتين.
وبعد فإنه ليس بهذا الأسلوب الذي لا يتماشى مع تعاليم الأديان أو الأخلاق أو الإنسانية سوف تُحارب منظمة حماس التي فازت في الانتخابات الفلسطينية وشكلت على إثر ذلك الحكومية الفلسطينية التي لا تعترف بوجود إسرائيل، وفي نفس الوقت فإن اسرائيل تصف (حماس) بالإرهاب، كما ان على حماس ان تخطو خطوة في هذا الإطار، فيكفي الشعب الفلسطيني تشريداً وقتلاً وبؤساً، فقد أثبتت الأيام أن العمليات التي تقوم بها حماس وغيرها من المنظمات ضد إسرائيل والتي تواجه نقداً شديداً من رموز المجتمع الدولي تعود أيضاً بأضرار على الفلسطينيين عندما تقوم إسرائيل بالانتقام من الفلسطينيين بسبب تلك العمليات، ولذا فإن أمام حماس فرصة لاستثمارها والاستفادة منها وهي الاعتراف بإسرائيل مقابل التزام إسرائيل بإقامة الدولة الفلسطينية على سائر الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في حرب 1967م بما فيها القدس الشريف.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved