كتب عبدالرحمن السماري في جريدة الجزيرة يوم الثلاثاء 10 من جمادى الأولى 1427هـ العدد 12304 في زاويته مستعجل مقالاً رائعاً بعنوان: خريجو (القهاوي) وخريجو حلقات التحفيظ.. وفيه يعقد مقارنة يسيرة بين مرتادي القهاوي وبين الملتحقين بحلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد.ومما قاله في ذلك (أتمنى لو أن شباب المقاهي زاروا ولو ليوم واحد حلقات التحفيظ في المساجد والمدارس وحاولوا (يغصبون) أنفسهم ولو ليوم واحد وأجزم أنهم سيكونون من منسوبيها.. لأنهم.. سيشاهدون أجواء رائعة هناك.. أجواءً جذابة.. أجواء مريحة أجواء لن يجدوها في أي مكان.
ويضيف الأستاذ السماري (أيهما أفضل أن تقضي وقتك ماسكاً لي الشيشة وتملأ رئتيك دخاناً وسموماً.. أم تجلس في حلقة ذكر تحفك فيها الملائكة؟! أيهما أفضل.. شاب يمسك لي شيشة.. وشاب يمسك كتاب الله؟! أيهما أفضل.. قضاء الوقت مع شباب وأناس أسوياء صادقين مخلصين نزهاء أم.. مع (نوعية رواد المقاهي)؟!
وأنا أكرر سؤال الأخ السماري وأقول أيهما أفضل في الدنيا والآخرة شاب يجلس في المسجد يقرأ القرآن الكريم ويستمع إليه وإلى تفسيره وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في جوء إيماني طاهر ورائحة زكية تفوح من أجواء المسجد.. أم شاب يجلس في مقهى أقل ما فيه - كما قال الأستاذ السماري - روائح كريهة ودخاناً يملأ الرئتين وضياعاً ً للعمر والوقت!! إن الذين يشككون في حلقات القرآن الكريم وروادها يدفعون الشباب دفعاً للضياع ومن أبرز أمكنته (المقاهي).. والذي تعلمناه وجربناه في حياتنا شباباً وآباءً أنه لا حل وسط فإما أن يكون الشباب مستقيماً متقياً لله من رواد المساجد وعند ذلك يكون مواطناً صالحاً في المستقبل.. أميناً على دينه وعرضه وماله وولده، أو يكون ضائعاً لاهياً لا يقيم لدينه ولا لوطنه وزناً ولا يردعه رادع عن ارتكاب كل ما تسول له نفسه عمله سواء كان جميلاً أو قبيحاً.. إنهم يا أخي عبدالرحمن لا يستوون!! أصلح الله ذرياتنا وذريات المسلمين.
عبدالعزيز بن صالح العسكر الدلم |