هناك مصطلح ثقافي، تعارف عليه المثقفون أن (الأدب لا يُؤكِّل عيشاً) لكنني ذات يوم زرتُ صديقاً يعمل في القطاع الخاص في مكتبه؛ وإذا بي أجد لديه أحد أصدقائه الذي تقاعد منذ فترة وجيزة من الوظيفة الحكومية؛ كماعرفت من صديقنا صاحب المكتب.
فأحضرت ثلاث نسخ من مؤلفاتي وقدمتها هدية للصديق الجديد، الذي بدأ يتصفحها ويوجه لي بعض الأسئلة حول محتوياتها، ثم تشعب بنا الحديث بعد ذلك في اتجاهات متعددة، وبعد أن أمضينا بعض الوقت، استأذن لينصرف وودعته ومضى متأبطاً الكتب الثلاثة الهدية.
وفي الغد، إذا بالصديق صاحب المكتب يتصل بي هاتفياً ويطلب مني أن آتيه في المكتب، وبالفعل ذهبت إليه؛ فإذا به يقول: أَتذكر صديقنا الذي قابلته لديَّ أمس وأهديته ثلاثة من مؤلفاتك؟، لقد كان لديَّ قبل قليل، وقد ترك لديَّ هديةً طلب مني تسليمها لك!!
وقام إلى زاوية في المكتب وأحضر حقيبة بلاستيكية بيضاء على شكل (طبق) وناولني إياها قائلاً: هذه هي الهدية، فتناولتُها شاكراً له وللمُهدي الذي لم ينسَ أن يكافئني على مؤلفاتي الثلاثة التي أهديتها له أمس، بهذه الحقيبة البيضاء، ذات شكل (الطبق) ولكن ماذا بداخلها؟، فتحت الحقيبة والصديق صاحب المكتب يرقبني، ورحت وإياه في موجة ضحك.. إنها عِدَّةُ أَرْغِفَةٍ من (القُرصان القصيميَّة) الشهيرة!!
|