صدر حديثاً كتاب بعنوان (أبناؤنا قتلى وقتلة) للكاتب والإعلامي عبد العزيز سعود البليهد يتناول ظاهرة الإرهاب والإرهابيين، كما يناقش الشُبه والدعاوى التي يتستّر خلفها أصحاب الفكر المنحرف مثل التفسير الخاطئ للنصوص الشرعية.
والكتاب الذي صدر في 115 صفحة من القطع المتوسط يمزج بين رصد ظاهرة الإرهاب التي استشرى خطرها في المملكة خلال السنوات الماضية، وبين عرض سيرة أحد ضحايا تفجيرات الحمراء التي حدثت عام 1424هـ يقول المؤلف: (هذه سيرة شاب سعودي كانت حياته كلها مثل لمحة برق خاطفة لم يكن يعبأ بأن يغدو أحد المشاهير، كما لم يكن يهتم بالتسابق مع أحد في أي مضمار اللهم إلا في مضمار الخير .. هذا الذي لم يكن يهتم بالتسابق، هو أحد الذين تتسابق الدول جميعها من أجلهم .. إنّها تبني المدارس والجامعات والمكتبات والملاعب وتنفق عشرات السنوات في التخطيط، ومئات المليارات في التشييد والتجهيز على أمل أن تظفر في نهاية المطاف بشباب على شاكلة هذا).
ولعل الشيء المثير الذي يلحظه قارئ الكتاب هو العناوين التي تستفز وتنبئ عن وعي بأهمية توظيف العناوين في الدلالة على المضامين، ويلحظ هذا القارئ بدءاً من عنوان الكتاب (أبناؤنا قتلى وقتلة)، ومرورا بالعناوين الفرعية مثل (الجهاد ضد الآمنين في البيوت) و(قتل أي محمد) و(الحياة عبر الآخرين)، ويستخدم المؤلف مفردات فيها شيء من الجدّة والغرابة مثل (لي الذراع، اللعبة القذرة، المنطقة المتمردة) .. ويتساءل الكاتب ما دام أنّ الإسلام هو دين السماحة والسلام، فمن أين أتى كلُّ هذا العنف؟ ويضيف: يجب أن نعترف أنّ بعضنا يقرن الإسلام بالسلام والسماحة والرفق، وبعضنا يرى أنّ الجهاد إنّما هو القتال فحسب، فهم لا يحسبون حساباً إلاّ للقوة والشدة ويعدّون ما دون ذلك تهاوناً وضعفاً!!
وقد طرح المؤلف سؤالاً هاماً يتردّد على الألسنة منذ ابتلينا بهذه الفتنة ..
متى يتوقّف مسلسل العنف .. والتدمير .. والقتل والإرهاب؟!
كيف يعود الأمن إلى بلادنا ويعود مجتمعنا كما كان .. يسعى أبناؤه في مناكب الأرض دون خوف .. ينصرفون إلى شؤون معاشهم؟.
|