* القاهرة - مكتب الجزيرة - عبداللطيف إسماعيل - طارق محيي:
جاءت خسارة المنتخب السعودي أمام المنتخب الأوكراني مخيبة لآمال وطموحات الجماهير العربية بوجه عام وجماهير الأخضر بوجه خاص لأن الجميع كانوا يعتبرون المباراة بوابة العبور للدور الثاني لتحقيق إنجاز تاريخي وتقديم مستوى رائع لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن وفازت أوكرانيا 4- صفر.
(الجزيرة) ناقشت مع خبراء كرة القدم المصرية الأسباب التي أدت إلى الخسارة وكيفيه معالجة الأخطاء في المباراة القادمة أمام الميتادور الإسباني.
أكد الكابتن أنور سلامة الخبير الكروي أن المنتخب السعودي كان قد أدى مباراة قوية أمام منتخب تونس حيث لعب كرة قدم جميلة خصوصاً في الشوط الثاني لدرجة أن مباراته مع تونس كانت ضمن أفضل أربع مباريات في المونديال في الجولة الأولى، والسبب الرئيسي في ذلك هو الإعداد المعنوي الجيد الذي قام به الجهاز الفني، مضيفاً إنني أعتقد أن لاعبي المنتخب السعودي افتقدوا هذه الميزة أمام أوكرانيا وهو ما يضع اللوم الكبير والجانب الأكبر من الخسارة على البرازيلي باكيتا المدير الفني الذي لم يجهز اللاعبين بالشكل اللائق أمام فريق كبير مثل أوكرانيا.
وقال سلامة إنني قرأت تصريحاً لأحد أفراد الجهاز الفني للمنتخب السعودي أن الفريق الأوكراني فريق متواضع عقب هزيمته أمام إسبانيا 4- صفر، موضحاً أن مثل هذا التصريح عمل على تثبيط همم اللاعبين وجعلهم ينزلون إلى الملعب وكأنهم فائزون لا محالة وأن الثلاث نقاط مضمونة وكانت هذه نقطة ضعف كبيرة في لاعبي المنتخب السعودي لم يعالجها البرازيلي باكيتا.
وأشار إلى أن الهدف المبكر الذي مني به مرمى السعودية في الدقيقة الرابعة كان له تأثير سلبي على الفريق وأفقد الجميع توازنه خصوصاً أن الفريق لم يستطع الخروج من هذه المرحلة والدخول في أجواء المباراة وإدراك التعادل كما أن الهدف كان له تأثير كبير على مبروك زايد حارس المرمى الذي ظهر دون المستوى في هذه المباراة وأن الهدف الثاني قبل نهاية الشوط الأول أضعف تماماً فرص المنتخب السعودي في العودة مرة أخرى إلى المباراة، موضحاً أن الأهداف جاءت جميعاً من أخطاء دفاعية ساذجة، وأوضح سلامة أنه يجب من الآن تجهيز لاعبي المنتخب السعودي نفسياً قبل مباراة إسبانيا القادمة لأنها مباراة صعبة وقوية لأن المنتخب الإسباني قدم عروضاً جيدة خلال مباراتيه مع أوكرانيا وتونس ولكن هذا لا يدع مجالاً لليأس فكرة القدم لا تعترف بذلك ولكنها تعترف بالجهد والعرق، فالمباراة 90 دقيقة بين منتخبين كل منهما 11 لاعباً.
توتر وقلق
أما محمد السياجي المدير الفني لاتحاد الكرة المصري فيرى أنه كان من الواضح أن المنتخب السعودي لعب مباراته مع أوكرانيا بتحفظ مطلق ووضح الخوف والقلق والتوتر على لاعبيه من البداية وأن هذا التوتر والقلق زاد بعد إحراز أوكرانيا الهدف الأول وأن الهدف الثاني قتل طموح المنتخب السعودي تماماً لأنهم أدركوا أن العودة بالمباراة إلى نقطة البداية صار صعباً جداً.
وأكد السياجي أن المنتخب السعودي لم يكن مهيأ نفسياً لهذه المباراة بالشكل المطلوب وأنه كان على الجهاز الفني تجهيزهم جيداً وتوجيههم أن هذه المباراة تختلف كلياً عن مباراتهم مع تونس وبخاصة أن المنتخب الأوكراني كان جريحاً بعد أن مني بأربعة أهداف من المنتخب الإسباني.
وأوضح أن حارس مرمى المنتخب السعودي مبروك زايد كان مهتزاً في هذه المباراة خصوصاً بعد أن دخل الهدف المبكر في مرماه ثم دخل الهدف الثاني الذي يتحمل مسئوليته بعد أن (تزحلق) على الأرض ولم يستطع اللحاق بالكرة التي سددها لاعبو أوكرانيا من مسافة بعيدة.
وطالب السياجي أن يلعب المنتخب السعودي أمام إسبانيا كرة قدم جميلة ويقدم مباراة قوية ولا ينظر إلى النتيجة سواء الكاسب أو الخاسر وأنه على المدير الفني البرازيلي أن يركز على ذلك ويعد لاعبيه جيداً لأنهم سيلعبون أمام منتخب كبير وقوي جداً لذلك يجب أن يخوض المباراة بقوة وعليه أن يدفع بأصحاب الخبرة في هذه المباراة لأنه أخطأ كثيراً في مباراة أوكرانيا وتأخر في تغييراته.
من جانبه أكد رمضان السيد المدير الفني لبترول أسيوط أن خسارة المنتخب السعودي أمام أوكرانيا جعلت مهمته في التأهل إلى الدور الثاني صعبة خصوصاً أن رصيده توقف عند نقطة واحدة متساوياً مع منتخب تونس بينما أصبح رصيد أوكرانيا ثلاث نقاط وصعدت إسبانيا إلى الدور الثاني برصيد 6 نقاط، موضحاً أن المنتخب السعودي لم يقدم العرض المنتظر منه في هذه المباراة وبخاصة بعد أن أبهرنا جميعاً بالمستوى الذي قدمه في الشوط الثاني أمام منتخب تونس واستطاع الخروج متعادلاً وكان الأقرب للفوز.
وأضاف أن الأخطاء الدفاعية وأخطاء حارس المرمى كانت وراء الخروج بنتيجة 4- صفر وأن الهدف الأول جاء في بداية المباراة وأربك جميع الحسابات للاعبين والجهاز الفني ولكنه عاب على الجهاز الفني بقيادة البرازيلي باكيتا عدم اختياره التشكيل الأمثل لهذه المباراة، موضحاً أنه كان يجب إشراك مالك معاذ من البداية وأيضاً نواف التمياط كما أنه تأخر في إجراء التغييرات في الشوط الثاني مشيراً إلى أنه كان يجب إشراك الحارس العملاق محمد الدعيع لأنه يمثل خبرة كبيرة للاعبين ويعتبر قائداً ثانياً من داخل الملعب يوجه زملاءه حسب احتياجات المباراة.
وأشار السيد إلى أن المباراة القادمة أمام إسبانيا مباراة صعبة وقوية ولكن كرة القدم لا تعرف التنبؤات والتوقعات وكل شيء وارد في عالم الساحرة المستديرة وأن المنتخب السعودي عليه أن يؤدي بقوة في انتظار ما ستسفر عنه مباراة أوكرانيا أمام تونس وأن كل شيء وراد في كرة القدم.
ومن جانبه أكد حمادة المصري مدير الكرة بنادي بتروجيت أن الهدف السريع الذي دخل مرمى السعودية في الدقيقة الرابعة أثر كثيراً على معنويات اللاعبين وأن المنتخب السعودي لم يقدم عرضاً جيداً أمام أوكرانيا بل ظهر جميع لاعبيه دون المستوى ولم يكن هناك تواصل بين خطوطه الثلاثة الدفاع والوسط والهجوم، وأن ضغط لاعبي أوكرانيا على وسط الملعب عزل الهجوم السعودي عن وسط الملعب والدفاع ومن ثم لم يشكل الفريق السعودي طوال الشوط الأول أي خطوة تذكر على مرمى أوكرانيا وأنه مع بداية الشوط الثاني جاء الهدف الثالث سريعاً أيضاً ليزيد لاعبي المنتخب السعودي إحباطاً لأن المباراة أصبحت صعبة جداً، موضحاً أن منتخب أوكرانيا قدم مباراة جيدة وكانت خسارته 4- صفر أمام إسبانيا سبباً رئيسياً في انتفاضته القوية التي جاءت على حساب المنتخب السعودي. وأوضح أن المطلوب من المنتخب السعودي أن يقدم كرة قدم جميلة أمام الميتادور الإسباني ليؤكد أنه كان الأحق والأجدر بتمثيل كرة القدم العربية في المونديال العالمي، وبغض النظر عن نتيجة اللقاء يجب أن يلعب باكيتا مهاجماً من البداية، باحثاً عن إحراز الفوز لأن المنتخب الإسباني لن تؤثر عليه نتيجة المباراة خصوصاً أنه ضمن الصعود إلى الدور الثاني ومن ثم يجب على الجهاز الفني للمنتخب السعودي إعداد لاعبيه وتحفيزهم لإحراز الفوز وتحقيق ما يجب عليهم وترك التوفيق من عدمه على الله سبحانه وتعالى.
|