تعادلنا مع تونس فعلَّقنا الأكاليل.. وخسرنا من أوكرانيا برباعية موجعة فعلَّقنا المشانق!! هذا ما حدث في ظرف خمسة أيام فقط!!
** مشكلتنا أننا عاطفيون جداً، ونتيجة مباراة واحدة.. واحدة فقط كفيلة بنسف كل آرائنا السابقة وقلب قناعاتنا.. وتبدُّل كل آرائنا وتحليلاتنا!!
** نتيجة مباراة واحدة.. واحدة.. كفيلة بجعل المديح ذماً.. وتحويل الناجح مباشرة إلى خانة الفاشلين!!
** للأسف الشديد نحن عاطفيون أكثر مما يجب.. بل إن هذه العاطفة تؤثر على قراءتنا للأحداث وأسلوب عرضنا لها!!
** الخسارة من أوكرانيا برباعية كانت موجعة ونكأت جرحاً غائراً من جديد..
** هذه الخسارة كانت مفاجئة على اعتبار ما ذهب إليه أكثرنا قبل المباراة.. لكنها طبيعية جداً في مقاييس كرة القدم.. وعالمها المليء بالمفاجآت والتقلبات!!
** هذه الخسارة يجب أن لا تكون نهاية المطاف.. ولا يجب أن نجعلها فرصة للنياحة.. أو البكاء على لبن مسكوب!! فالفرصة ما زالت متاحة في المونديال لإصلاح ما يمكن إصلاحه... وتقديم صورة جيدة عن الكرة السعودية.. وأمام إسبانيا الساعية للقبض على صدارة المجموعة يجب أن نجعل الظهور الجيد هو الهدف الأساسي.. وإذا ما فعلنا ذلك غداً فإن الأخضر قادر على الخروج بالتعادل على الأقل.
** أما إذا وقعنا في الخطأ الذي وقعنا فيه أمام أوكرانيا وصوَّرنا للاعبين أننا قادرون على الفوز فإن الخسارة ستدق أجراسها من جديد.. وهذا ما نرفضه.. على الأقل بالشكل الذي حدث أمام الأوكران!!
** يجب علينا أن نكون أكثر قناعة، وأن ندرك صعوبة المهمة أمام فرقة راؤول وصحبه.. ويجب أن لا نحمِّل اللاعبين فوق طاقتهم.. وأن نقول (أبلوا بلاءً حسناً.. وكفى)!!
** الماضي ذهب ولن يعود.. ولن يجدي الحديث عن الكيفية التي سُجلت بها أهداف تونس وأوكرانيا في مرمى مبروك زايد.. والمهم الآن أن يكون باكيتا قد تعرَّف على كل المشاكل والعلل في فرقته من أجل وضع حلول جذرية لها قبل التصفيات الآسيوية والنهائيات التي نسعى للعودة أبطالاً لها من جديد بعد المشاركة السابقة في الصين، التي شهدت أسوأ حضور أخضر في مسابقة أمم آسيا طوال عقدين كاملين.
** وما دام الحديث قد وصل باكيتا.. فإني أرى أنه لا بد من الإشادة بما قدَّمه حتى الآن مع الأخضر.. بَيْد أن ثمة ملاحظات أجده مطالباً بالتنبه لها خصوصاً أن معظم النقاد قد تناولوها طوال الفترة السابقة بشكل مكثف.
** أهم هذه الملاحظات.. الضعف الظاهر في الخط الخلفي.. والإصرار على اللعب بمهاجم واحد..
الملاحظة الأولى كلَّفت الأخضر أهدافاً سهلة.. والثانية ساهمت في تدني نسبة زيارته لمرمى الخصوم... وما دامك لا تُسجِّل ويُسجَّل بسهوله في مرماك فإن كل الجودة في الأداء وسط الميدان لا معنى لها.. ولا ثمرة منها!!
** قبل أن تبدأ مباراة إسبانيا لا بد من التنبيه على أهمية الهدوء في اللحظات الأولى من المباراة.. إن غياب هذا الهدوء كان من أهم أسباب الخسارة من أوكرانيا.. التي سجلت هدفاً مبكراً بعثر معظم أوراق باكيتا.. وزاد من مهمة اللاعبين صعوبة وألقى عليهم ثقلاً كبيراً.. ومن يدري فربما انصرفت أذهان بعضهم إلى المونديال السابق وما حدث فيه أمام ألمانيا.
** وكالة الأنباء الفرنسية أشارت إلى أن الفريق السعودي قد دفع ثمن عدم جدية لاعبيه في اللحظات الأولى من المقابلة السابقة.. كما أشارت إلى أن مدافعيه قد افتقدوا للتركيز في تشتيت الكرات أو تمريرها إلى زملائهم...
السؤال هل تنبه باكيتا لذلك؟؟
** بعد الخسارة من أوكرانيا راجت شائعة إقالة باكيتا من منصبه.. هذا على الرغم من أن سمو الأمير سلطان بن فهد قد أكد قبيل المونديال أن باكيتا باقٍ حتى نهاية العام 2007م.
مثل هذه الإشاعات من شأنها التأثير على الأخضر ولاعبيه إلا أن البعض يرددها دون إدراك لعواقب الأمور !!
** ينتهي غداً الدور الأول من المونديال .. وينطلق يوم السبت الدور الثاني بدور الـ 16 ومعه تبدأ الإثارة ... ومباريات الحسم التي لا تقبل أنصاف الحلول.
ثمة من يرى أن المونديال يبدأ فعلاً من دور الـ 16، وأن ما مضى منه كان مجرد تسخين فقط، ومن جهتي أخالف هذه الرؤية.
** أحر التعازي للاعبنا الدولي الكبير محمد الشلهوب في وفاة والدته - رحمها الله -.
وهنا لا بد من الإشادة بالوقفة التي وجدها اللاعب من جميع الرياضيين الذين حرصوا على مواساته والوقوف معه في هذا الظرف وهذا ليس غريباً عليهم فهم مثل الجسد الواحد.
كما لا بد من الإشادة والتقدير لوقفة الأمير فيصل بن سعود عضو شرف نادي الهلال مع اللاعب ومبادرته لتأمين طائرة خاصة تنقله للرياض للمشاركة في الصلاة على جثمان والدته ومواراتها الثرى.. وهذا ليس بغريب على سموه الكريم صاحب الأيادي البيضاء والوقفات الدائمة مع الجميع.
(*)للتواصل: |