Thursday 22nd June,200612320العددالخميس 26 ,جمادى الأول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الريـاضيـة"

واقع الحال في صراع العمالقة واقع الحال في صراع العمالقة
مي عبدالعزيز عبدالله السديري

من يصدق أن منتخب فرنسا أبطال مونديال 98 وأبطال أوروبا يبحثون بصعوبة عن ثقب بسيط للتأهل وإعادة ماء الوجه لكرامة الكرة الفرنسية؟ الشارع الفرنسي سخط كثيراً في المونيدال السابق ويبدو أنه الآن تجاوز حدود السخط في هذا المونديال، فهؤلاء النجوم بدوا في أسوأ حالاتهم وقد يغادرون الأراضي الألمانية عائدين بخيبة أمل جديدة إلى الشارع الفرنسي.
لكن هذا هو واقع الحال في صراعات العمالقة الأقوياء، حتى على الأقوياء أصبحت الأمور بالغة التعقيد، إنه حاجز قوي يمنع ويفصل بين العمالقة وبين الآخرين المكملين لهذا العرس الكروي الممتع، قلت هذا في مقال سابق إن عبور المفاجآت يبدو صعباً لمن يستوعب الجدار الزمني والأبعاد الحضارية للعالم المتقدم في الرياضة خصوصاً والحضارة بشكل عام.
هكذا يبدو كأس العالم، واقع بين قوة العطاء المبني على تاريخ لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه أو الاقتراب منه، وبين طموح القادمين بالعزيمة، والنتيجة حتمية في صراعات مثل هذا النوع. إن الاستثناء لا يمكن أن يتحول إلى قاعدة يؤسس عليها المعيار الرياضي كما حصل مع منتخبنا في كأس العالم 94 وكما حصل مع تونس عام 78، يجب على كل المتذوقين والمحللين والمراقبين وحتى المشجعين لمنتخبنا أن يدركوا حقيقة كأس العالم وهي فرصة لأن يرتقي حسهم الثقافي الرياضي بعيد عن العواطف حتى نستطيع أن نقنع أنفسنا بأن وجودنا داخل هذا المونديال هو انتصار وتشريف للكرة العربية بوجه عام وهو الأهم، وكثير من الدول المجاورة لنا وتحمل إمكانيات فشلت في ذلك. وأود أن أعرج على مباراة منتخبنا مع المنتخب الأوكراني.. نجد أن النتيجة لم تكن تعكس أبداً مستوى الأداء للفريقين، فالأهداف التي ولجت مرمانا كان بالإمكان صدها لو أن حارس المرمى مبروك زايد كان بأحسن حالاته، ولكن في النهاية خسرنا اللقاء وخسر بعدنا المنتخب التونسي بنتيجة مشابهة ولولا تألق حارس مرماه لكانت النتيجة قاسية على أبناء قرطاج.
أنا باعتقادي أن المنتخب السعودي والمنتخب التونسي لم يخسرا لكن كانا أقل الرابحين لسبب ذكرته سابقاً هو الفوارق الفنية الكبيرة التي يتمتع بها عمالقة العالم. وهنا أود أن أذكر أن أحد لاعبي المنتخب الأوكراني أندري شيفشينكو واحد من أفضل مهاجمي العالم قيمته 35 مليون يورو، ما يقارب 170 مليون ريال، أما زملاؤه الآخرون فهم ليسوا بأقل منه قيمة ولا مستوى، وهم يلعبون في جميع الأندية الأوروبية، أما لاعبو منتخب اسبانيا فلن أحدثكم عن راؤول وزملائه لأنكم قد تكونون أدرى مني بهؤلاء النجوم.
أعتقد أننا حققنا الإنجاز الأهم وهو المشاركة ورفعنا راية لا إله إلا الله محمد رسول الله عالية وقدمنا تواصلا مع جميع شعوب العالم من النواحي الثقافية ووصلنا رسالة مهمة عن بلدنا، ويكفينا هذا التواصل ولا أريد أن أذكركم بهدف سامي الجابر الذي أدخل الرياضة السعودية في إنجاز جديد ومنحنى إعلامي له أبعاد كثيرة.
كأس العالم لن يأخذه إلا فريق يملك التاريخ والمستوى المتميز.
في مقالي هذا رسالة إلى الجميع بأن يؤمنون بأن ليس بالإمكان أكثر مما كان، أفراد المنتخب هم أفضل العناصر الموجودة لدينا، ومدربنا سبق أن حقق كأس العالم للناشئين مع بلاده وحقق مع الزعيم خمس بطولات.
أقول قولي هذا لمن سوف يفتي بطريقة ما يطلبه المشاهدون في المجالس، أعتقد أن واقع الحال هو الإيمان أولاً وأخيراً بأن كأس العالم هو صراع عمالقة.
من جهل إلى جهل
(زبرقة، الزق فيه، خش عليه، يصلح ما يصلح، عطاه ركبه، وش يسوي، البوت يزحلق)..
هذه هي مفردات الأديب المحلل فؤاد أنور التي تحتاج إلى قاموس اسمه (عامية العوام في فكر الجاهل فؤاد أنور).. إنها مهزلة اعترف بها مقدم البرنامج (مصطفى الاغاء) الذي سوف يحتاج إلى مترجم من نوع خاص لشرح هذه المفردات اللغوية في فكر أبو جهل الرياضة.
من حقك ألا تفهم ما يقوله ضيفك وأن تضحك علناً عليه، لكن ليس من حقك أن تفرض هذا النوع من (المحللين) على جمهور المشاهد العربي الذي أكاد أجزم أنه سوف يترفع عن هذا البرنامج.
إن الانحدار المستمر لم يكن شعار هذه المحطات بل إن أيضاً التنافس في الانحدار في تغطية فعاليات المونديال، فهذه LBC تأتي بما عجزت عنه MBC، جاءت بطابور من الجهلة يتقدمهم فهد الهريفي وبندر الجعيثن وخالد القروني.. ولأن القائمة طويلة فإنني أترك للمشاهد الحكم على كلامي.
قلت في مقالي السابق إن مثل هذه الممارسات الخاطئة في أسلوب الهجوم على منتخبنا لا يمكن أن تكون هي الحل، أنا لا أقول إن منتخبنا هو الأفضل وليس هناك أخطاء لكن علينا أن نراعي مجمل وقوة الفرق التي تلعب في كأس العالم، كل الفرق انهزمت بثلاثة أهداف وأربعة وستة ولا يزال القادم في علم الغيب، وإذا كان المشاهد غير المتخصص غير قادر على فهم الوضع الفني على حقيقته بسبب قصوره في هذا الجانب وعدم إلمامه بقوة هذه المنتخبات المشاركة حسب مستوى تصنيفها الدولي وأهمية النجوم الدوليين وأسعارهم وأنديتهم وقوة الدوري في هذه الدول، أعتقد أنه من البديهي أن يقوم المحلل بشرح ذلك بشكل تلقائي لهذه العناصر، فنحن لسنا في دورة الخليج أو حتى كأس آسيا.
نحن نرمي بسيل الانتقادات والتعليقات لنجومنا المجتهدين في كأس العالم.. أقول لهؤلاء المحللين في هاتين القناتين إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
تحية خالصة إلى المسؤولين في قناة الرياضة السعودية وقناة دبي الرياضية على حسن اختيار الضيوف وتغطيتها فعاليات المونديال بطريقة تليق بالمشاهد.
همسات المونديال
- جميع جامعات العالم تفكر في منح فؤاد أنور وفهد الهريفي جائزة في الأدب العربي تقديراً منها على قدرتهما في الفصاحة والبلاغة والبناء اللغوي للمفردات.. جامعة هارفرد، عفواً هارديز قررت منح الجائزة.
- حمد الدبيخي في أزمة حقيقية مع نفسه، لا بد أن يكون جاهلا بمعرفة تاريخ الفرق العالمية.. لكن السؤال: كم مرة في تاريخك وصلت إلى منصات التتويج؟ يابيليه، عفواً يا مارادونا حتى هؤلاء النجوم يحترمون الخصوم، أنا أنصحك بالذهاب إلى أطباء نفسيين؛ لأن ذلك أفضل علاج للتخلص من داء الشهرة الذي يحوم حولك، لن تقدم أراؤك أو تؤخر في مسيرتنا الرياضية، وأنا مشفقة عليك.
- خالد القروني.. أين أنت من مباراة الوحدات الأردني مع النصر؟ أين خططك وإبداعاتك يا كوتش؟ ترى الحديث من الجوال في القنوات الفضائية سهلا جداً.. أنصحك بأن تبحث عن فريق جديد يكون أحد الضحايا الجديدة لك.
- بندر الجعيثن.. هذه مباراة كأس عالم، ليست دوري مدارس حتى تقول رأيك.
- خالد الغول.. رحم الله أكرم صالح، فالتعليق فن وذوق، ويبدو أن الزمن القديم لن يعود، التعليقات السياسية التي أدخلتها في مباراة أمريكا وإيطاليا لم يكن لها داع؛ فكرة القدم رسالة سلام ومحبة بين الشعوب.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved