غداً يختتم منتخبنا الوطني مشاركته في مونديال 2006 بلقاء يجمعه بالمنتخب الإسباني متصدر المجموعة وأحد المرشحين الأقوياء لبلوغ الأدوار النهائية والمنافسة على المراكز الأولى. ولا أحد يدري بأي شكل سيظهر المنتخب السعودي.. وكيف سيودع المونديال. لقد أفقد المنتخب ثقة الجماهير فيه. فلم يكن أحد يتوقع أن يخسر بتلك النتيجة الكبيرة أمام أوكرانيا.
في الوقت الذي كان الجميع يتطلع إلى تحقيق نتيجة إيجابية لا تقل عن التعادل في أسوأ الأحوال. ومن هنا فالخوف الكبير أن يتلقى الأخضر من إسبانيا خسارة مماثلة أو أسوأ من تلك التي تلقاها من أوكرانيا. فمنتخبنا وصل عدم الثقة فيه إلى درجة أن المراقب لا يستطيع التنبؤ بما سيقدمه في المباراة المقبلة. فالتوقع مفتوح إلى أقصى حد من الفوز الكبير إلى الخسارة المخجلة كلها نتائج ورادة وممكنة.
فلماذا أصبح منتخبنا هكذا؟ لا يمكن الوثوق به. ولا يمكن توقع نتائجه. بشكل صحيح أو بشكل قريب من الصحيح مثل كل منتخبات العالم؟ لقد وفر اتحاد الكرة كل الظروف والمناخات المناسبة للمنتخب وانفق عليه بسخاء وهيأ له أفضل المعسكرات ومنح لاعبيه أكبر المكافآت وأحضر لهم أفضل الأجهزة التدريبية.
فلماذا لا تظهر آثار كل ذلك على نتائج المنتخب؟.. في تقديري إن حالة المنتخب بحاجة إلى دراسة علمية متعمقة تتسم بالصراحة والشفافية يشترك فيها متخصصون في علم الإدارة وعلم النفس الرياضي ومتخصصون في الأمور الفنية الكروية. فتجربة مونديال 2006 وما قبلها يجب أن تجعلنا نتبنى أساليب جديدة ومختلفة تماماً في الإدارة الرياضية إذا كنا بالفعل راغبين في الخروج من نفق الازمة التي نعيشها والتي تجعلنا نعود بعد كل تجربة إلى المربع الأول.
عبدالعزيز الهدلق - ألمانيا |