كان من البديهي أن تكون مباراة الأمس أكثر أهدافاً وأوفر نتيجة مما كانت عليه وكان من المتوقع أن نشد أعيننا أكثر فأكثر لنلاحقها.. وخصوصاً أن الفريق الضيف قد بررنا نتيجته الماضية بعدم معرفة الجو والحاجة إلى شيء من الخبرة لكي يعود إلى ما سمعناه عنه.. كما أن النصر قد أوقد حماسه بمباراته في الدور الأول التي تجاوزها بنجاح..
لكن هذه الأشياء لم تتوفر لنا.. لأن ثمة سلبيات عديدة واجهت المباراة وصبغتها بطابع كان من المفروض ألا نراه في لقاء كنا نحرص على الدوام في توفيره كجو يحيط بلقاء مثل هذا ليس الهدف منه من يفوز أو يكسب، ولكن الهدف منه بالدرجة الأولى هو تحقيق الفرصة الكبرى لأكبر قدر من الاحتكاك.. والالتقاء تحت شعار من السمو بمكان ولذلك كنت وما زلت أجهل على الدوام لماذا يحاول بعض حكامنا أن يبدوا نوعاً من (التنمر) على الضيوف.. دون أي داعٍ أو أي سبب.
أنا أفهم أن يفشل حكم ما في مباراة يديرها ولكن لا أفهم أن يتصرف الحكم تجاه الضيوف بهذه الغلظة أنا كما قلت لا أفهم أن يقوم الدهمش برفع راية رجل الخط مشيراً بها لطاقم التدريب.. يخاطبهم بلهجة لا تخلو من القسوة وكذلك الاحتياطي ويدعو الموازن لمساعدته في حملته.. وهذا لا يجوز فعله مع فريق درجة ثانية محلي، فكيف بفريق ضيف على هذا المستوى، وأنا متأكّد أن كثيراً لا يستطيعون فعله صدقوني..!!
أنا لا أحمل أي حقد على الدهمش أو الموزان أو الخليوي أو أن ثمة مبررات لهذه الحملة وكلهم يعرفون مدى احترامي على الأقل لهم إن لم يكن الحب والصداقة التي تربطني بهم.. ولكنني أشعر أن ما فعلوه يجبرني على تجاوز كل هذه الاعتبارات لأوجه أنظارها إلى أن هذا لا يجوز وبخاصة مع فريق كهذا.. ومن الذوق أن نحزم على أعصابنا ونراعي الكثير من الاعتبارات في هذا المجال. وخصوصاً أن الذي فعله الموزان وهو كما نعرف قدرة تحكيمية لا يستهان بها والدهمش وهو شاب طموح.. لا يقل قدرة ونزاهة وهذا الذي يجعلني أغتاظ أكثر..
قلت في البداية إنه كان من المفروض أن تكون المباراة أفضل مما قدمت به.. لولا أن التحكيم كان غير موفق إلى الحد الذي كان يجب أن يكون فيه.. إذ إن رجلي الخط - الدهمش والخليوي - أوقعا الموزان في مأزق رفع رايات التسلل مما أدى إلى حيرة الموزان.. ومواجهته نرفزة اللاعبين ومن ثم قراراته التي جاءت من واقع هذا المأزق.
ثم إن فريقي الأمس كانا يلعبان بشعور متفاوت أعطى المباراة رداء أقل مما كان يجب أن تكون فيه.. فالفريق الضيف كان لا يبدي أي تفوق يشعرنا بخطورته على الفريق النصراوي أو انتزاع النتيجة منه.. بينما كان النصراويون في المقابل لا يصدقون أنهم سيجدون المجال أمامهم مفتوحاً بهذه السهولة.. وهذا أدى إلى نتائج عكسية جداً أدت إلى عدم توفيق اللاعبين في الكرات التي وصلتهم بالتالي سلبية البعض الآخر ورعونة تهديفه.
ولم يكن التدريب موفقاً إلى أبعد حد في طريقة تغيير في خط الهجوم فبينما كان من المفروض أن يبقى ممدوح لأنه كان في مستوى جيد ولكن لكي تبقى لدى خالد القدرة على تحمل بعض ثقل الوسط.. وبالتالي الاستفادة من الكرات المرتدة.. أو العائدة وجدناه يأتي ليكون في جانب السعد.. مع أننا نعرف بداهة أنه ليس بالضرورة أن تكون لاعباً مهاجماً حتى تأتي بالأهداف أو العكس..
ثم جاءت سلبية المهاجمين الآخرين وإصرارهم العجيب على تسليم كل كراتهم خارج الملعب ابتداءً بالدنيني وحتى (أبوعيد).
كما أن الوسط وحده كان يجد مقاومة عنيفة من الوسط المقابل وخصوصاً بعد فشل ظهيرا النصر - عيد وناصر الجوهر - في رسم خطة مساندة لوسطهما وتغذية الهجوم بالكرات الساقطة أو الوسط بالكرات المنحنية.. بل إنهما تحولا في بعض ساعات المباراة إلى نقطتي عبء على قلبي الدفاع اللذين كانا يتحملان أعتى وأقوى ما في الفريق الضيف - وهما قلبا هجومه -.
ولقد تألق جوهر في صد ثلاث كرات خطرة وخصوصاً كرة أبعدها في الشوط الأول كانت هدفاً بنسبة كبيرة وإن كان يتعجَّل في الخروج من المرمى لدى ضربات المرمى وهذا حدث في الشوط الثاني بالذات.
ومن الفريق الضيف قلت من البداية إنه لم يقدِّم المستوى الذي نأمل منه أن يقدِّمه..
وكان يبدو واضحاً تفوّق قلب الدفاع والوسط وقلبي الهجوم فقط في قائمة الفريق بينما لاحظ بروز سلبيات واضحة على الفريق تتمثَّل في:
* سهولة خداعه بمصيدة التسلّل وسرعة وقوع مهاجميه فيها فلقد كنت أريد حساب حالات التسلل التي وقعوا بها فوجدت أنها أكثر مما تحسب بشكل كبير.
* عدم اعتمادهم على الأجنحة بأي شكل من الأشكال فجميع الكرات التي كانت تمرر أو تضع تأتي إلى ساعدي الهجوم في الوقت الذي يبقى في الجناح دون كرة وقتاً أطول.
* قلة تبادلهم الكرات العرضية.. والكرات الأمامية القصيرة والمثلثات بشكل يشابه بعض الكرات التي تمارس لدينا.
الهدفان:
* كرة لخالد التركي، وممدوح، حالة تسلّل يقف الضيوف.. يسير خالد بالكرة يودعها الهدف الأول في المباراة.
* التعادل كرة من الوسط لساعد الهجوم الذي يجري بها وفي الزاوية الأرضية.
* كرة من الوسط أيضاً لخالد التركي أجمل أهداف المباراة.
* كرة كورنر.. لمسة يد إلى مرمى النصر - الحكم يلغي الحكم ثم يعود إلى احتسابه.. بعد مشاهدته رجل الخط - الدهمش - يؤكد صحة الهدف.
حاشية:
الحقيقة أشعر أنني مصاب بالملل وأنا أكتب هذا التعليق لا لشيء إلا لأنني أكاد لا أصدق أن لقاءً كهذا مرَّ وبسرعة وبدون أن نحقِّق استمتاعاً أكبر سوى مستوى تعامل الضيوف.. وأخلاقهم الطيِّبة التي نشيد بها هنا.. ونؤكِّد أن مثل هذه اللقاءات خير وسيلة لكي تزداد الروابط بيننا وثوقاً وعرى المودة متانة.
|