Monday 10th July,200612338العددالأثنين 14 ,جمادى الثانية 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

عبدالله بن عبدالعزيز... هذا المنتمي إلى مستقبلنا عبدالله بن عبدالعزيز... هذا المنتمي إلى مستقبلنا
(قراءة تأملية.. لواقع سعودي)
مقدم د. عبدالله بن إبراهيم المنيف

(لا نميل إلى أن تتركز رسالتك حول زعيم وطني)... كانت هذه ملاحظة أستاذيّ الإدارة العامة والعلاقات الدولية بجامعة هاورد بالعاصمة الأمريكية واشنطن، والتي وجهاها لي قبل شروعي في بحث رسالة درجة الدكتوراه... كانت كلماتهما هذه بمثابة الدافع الجديد والمهم لأن أمضي قدماً لتحقيق رسالة الدكتوراه الأولى باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله بنصره..
لم تكن إرادتي هذه تحدياً لرغبة البروفيسورين (جون ديفيس) و(ليزو موريس)، واللذان كنت ولا زلت أكن لهما وافر التقدير والاحترام... بل كانت إنصافاً لواقع لم يكن يعرفه حينها سواي... واقع أعيه جيداً، كما يفعل السعوديون جميعاً.. فنظرة السعوديين لقيادتهم.. تختلف من حيث المضمون والشكل عن نظرة سواهم من الشعوب الأخرى.
وحتماً لا يدرك البعيدون عن الواقع السعودي - كبعض الغربيين أو غيرهم - خصوصية العلاقة الفريدة التي تربط السعوديين بقيادتهم.. العلاقة التي تزامن قيامها مع وضع اللبنات الأولى لهذا الكيان الكبير على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - إذ قامت دعائم البناء الحضاري في هذه البلاد المباركة على أسس من القيم الخالدة، والمبادئ النبيلة، وتجلت بادية في صور التلاحم الوثيق ما بين الحاكم والمحكوم، وحرص واهتمام الراعي بأحوال رعيته أينما وجدوا.
برزت كل هذه الأفكار والذكريات إلى ذهني بعد تأملي في جولة الخير الكريمة التي قام ويقوم بها مؤخراً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - حول عدد من مدن ومحافظات بلادنا العزيزة والتي تعكس جانباً من هذه القيم الخالدة، وجانباً أصيلاً من تكوين المجتمع المسلم على هذه الأرض الطيبة منذ تأسيس المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - والتي تقوم على مبادئ التكافل والتكامل والمسؤولية، إضافة إلى كونها ترجمة واقعية متكررة لاهتمام خادم الحرمين الشريفين بمواطنيه، وسعيه الدائم نحو تلمس حاجاتهم عن كثب، واللقاء بهم، والاطمئنان عليهم، والوصول إليهم أينما كانوا، وذلك في أجمل وأصدق صور المحبة والتراحم والتلاحم والتواد والولاء.
فما جولة ملك الإنسانية والخير متفقداً ومستمعاً وموجهاً، وتواصله مع إخوانه وأهله ومواطنيه، والاستماع إليهم بكلماتهم وأصواتهم؛ إلا شواهد حية، مشاهدة وقريبة، على سمو نهجه المتبع في علاقته بأبنائه المواطنين، إذ هو القريب منهم، الملامس لحاجاتهم، الملتصق بهمومهم..
(أقول بصدق وأمانة إننا معكم نعايش أمانيكم وأحلامكم، فلم يبق لنا من أمل في شيء سوى خدمتكم والسهر على راحتكم وتفقد أحوالكم أينما كنت في هذه البلاد في المدينة والقرية والصحراء)...( أود أن أذكر لكم أن الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - لا تفرق بين منطقة ومنطقة فكل ذرة من تراب الوطن غالية علينا وكل مواطن في هذا الوطن ابن عزيز من أبنائنا)..
أجل... فقراءة بسيطة لأقوال الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كفيلة باستنباط دلالاتها العميقة، والمتضمنة - بوضوح شديد - اهتمامه البالغ بكل ما ينفع الوطن والمواطن.. إذ كان تلمس احتياجات المواطنين من أول اهتمامات الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - إبان ولايته للعهد، ليبدأ عهده الزاهر الميمون بمبادرات لتحسين الأوضاع المعيشية لمواطنيه، وتيسير سبل العيش والحياة الكريمة..
ولقد لاحظنا جميعنا المشاعر الوطنية التي تجسدت في احتفالات المواطنين بزياراته الميمونة، ومظاهر الفرحة والبهجة والفخر والاعتزاز التي عبروا عنها كافة، والتي هي ولا شك مناسبة غالية لتجديد البيعة والطاعة والولاء، وكذلك وهم يرون مدنهم ومحافظاتهم وقد مستها يد التطور والخير والنماء، وأخذت حظها الوافر من خطط التنمية والتحديث، وبثت في جنباتها حيوية العمل والتشييد والاستثمار والبناء، في نهضة حضارية تميزت بخصائص فريدة، أهمها الحفاظ على خصائص المواطن السعودي المميزة، ليظل مستمسكاً بعقيدته، مرتبطاً بقيمه الإسلامية والعربية.
وفي واقع الأمر إن إنجازاته - أيده الله - وعطاءاته المتواصلة، ومواقفه الإنسانية النبيلة من الكثرة والاتساع بحيث يتعذر تعدادها، وهي حقائق ملموسة ومحسوسة، ولن أتحدث عنها، فهي قائمة شامخة تتحدث عن نفسها، وأصبح أبناء هذه البلاد يتمتعون بكل خيرات وميزات الواقع المعاصر. وقد لا يتسع المجال للحديث بلغة الأرقام والإحصائيات التي تجسد اهتمام القيادة بكل ما يهم الوطن والمواطن.
إن لخادم الحرمين الشريفين أسلوب مميز وفلسفة عميقة نستطيع أن نراها خلال لقاءاته الكثيرة المتواصلة مع مواطنيه أو بخطاباته وكلماته وأحاديثه لوسائل الإعلام المختلفة داخل المملكة وخارجها، وحياته مليئة بالمواقف الحكيمة، واللمحات الإنسانية، ومواقفه في هذا الشأن معروفة للجميع.. وهي غالباً ما تتردد في أحاديث المواطنين والمواطنات.. إلا أن مما يحز في نفوسنا جميعاً، افتقار المكتبات في الداخل والخارج لإصدارات تتناول الملك عبدالله وإسهاماته الجليلة، إذ لم تستوف إلا القليل من المسيرة العطرة لملك الخير والإنسانية.
قال لي أكاديمي أمريكي بعد إطلاعه على ملخص بحث الرسالة (أنت تنحاز إلى الملك عبدالله... لأنك سعودي).. فكان من الضروري أن أرد عليه بلسان غير سعودي، إذ استشهدت بشاهد من أهله!.. مستحضراً رأي المفكرة الأمريكية (ناتانا ديلونج باس)، والوارد في تعليقها على مبادرة خادم الحرمين الشريفين للسلام (مبادرة العرب الأهم من وجهة النظر الغربية)، حين قالت: شخصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإيمانه ومكانته ومصداقيته.. هي من أضفت - أكثر من أي شيء آخر - الأهمية الكبرى على مبادرته للسلام التي أصبحت مبادرة العرب أجمع... وحشدت التأييد الكبير لها.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved