Thursday 27th July,200612355العددالخميس 2 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

في الإقتصاد في الإقتصاد
أحداث
د. سامي الغمري

على الرغم من المخاوف المصحوبة كلها لتداعيات أحداث الجنوب اللبناني التي أثرت سلبياً في نفسية متداول الأسهم العربية والخليجية وسلوكيته، ولما يقارب من أسبوعين، إلا أن سوق الأسهم السعودي وكغيره من أسواق المال والبورصات أعاد للأذهان مدى صعوبة التنبؤ باتجاهاته وتذبذبات أسعار الأسهم الحادة فيه، فقد كان يفترض أن تنخفض المؤشرات والأسعار انخفاضاً حاداً وهبوطاً إلى تحت مؤشر 10000 نقطة، إلا أنه تماسك في الأسبوع الأول من الأزمة. وعلى الرغم من مواقع الحذر كلها التي احتاط بها المتداولون في حالات الشراء والبيع إلا أن مؤشر السوق تماسك في الأسبوع الأول ليوم أو يومين ثم شهد هبوطاً مقبولاً خلال الأسبوع الثاني (بين 1 - 3%) وإذا ما أضفنا عامل مؤثر قوياً آخر يتمثل في طرح اكتتاب أسهم مدينة الملك عبدالله حالياً، فإننا نستطيع القول إن الأسهم السعودية تراجعت تراجعاً مؤقتاً نتوقع لها الرجوع حال اختفاء العاملين المؤثرين السابقين. ولا ننسى أن تأثير طرح اكتتاب مدينة الملك عبدالله ليس كغيره من الاكتتابات السابقة التي عشناها في الأشهر الماضية، فهي تختلف نوعاً وكماً، فقد توجه أكثر من عشرة ملايين مكتتب إلى البنوك لما تمتلكهم رغبة شراء قوية توضح قوة اندفاع المتداولين بشرائح المجتمع. وكان على الذين تنقصهم السيولة الكافية بيع بعض ما لديهم من أسهم محلية بسعر السوق والحصول مقابل ذلك على نقدها والسبق إلى اقتناص الفرصة، والربح الأكيد. ويعوضون بهذا الاكتتاب خسائرهم المالية حال إعلان نسب وتناسب الاكتتاب ورد الفائض للمواطنين في العاشر من الشهر الميلادي القادم (أغسطس). وعند حصر الأحداث المهمة التي تتحرك على أثرها أسواق الأوراق المالية نجد أن أقل من 25% من هذه التحركات كانت ترجع لأسباب سياسية واقتصادية، ولا غرابة في أن تحركات السوق ترتبط ارتباطاً كلياً مباشرة بما يدور حولها إيجابياً أو سلبياً. والذين سارعوا ببيع أسهمهم في بداية أزمة الجنوب اللبناني كانوا على يقين بأنهم سوف يجدون فرصاً أخرى طيبة حال عودة الأوضاع إلى حالها وحال بيع ما يخصص في اكتتاب مدينة الملك عبدالله، خصوصاً أن هناك جهوداً دولية لاحتواء أزمة الجنوب وعودة الهدوء لها - إن شاء الله - قريباً، وعندها تعود بعدها الأسهم إلى وضعها الطبيعي ،أي إنها ليست عشوائية أو اعتباطية وإنما تأتي ردود لما يدور حولها لأنها مبنية على منطق اقتصادي قوي يتخلص في اجتهاد كل متداول في تعظيم أرباحه إلى أقصى حد ممكن لها، وتقليص خسائره إلى أدنى حد لها. ولكل متداول يعرف أن كل الناس يخسرون في سهم ما أو في وقت ما وهذا أمر لا يمكن تفاديه، ولكن يمكننا أن نتعلم منه ونتعامل معه. ومن هنا تعد الخسارة حلقة في سلسلة الأرباح وأنها خطوة على طريق النجاح.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved