دخلت شركة الاتصالات السعودية عصراً جديداً في خدمة المجتمع بعد أن أسهمت في مشروع الوفاء الصحي ولعلها فرصة أن أشيد بجهود الشركة لإسهامها في المجال الصحي حيث إن هذا المجال بات عصياً على الإصلاح! فكل يوم نسمع قصة مؤلمة لمريض قضى في مستشفى، أو طفلة فارقت الحياة بسبب الإهمال، وما فتئت الأخطاء الطبية تسجل أرقاماً قياسية في موسوعة الفشل أو الموت!!
ولعل إسهام شركة الاتصالات الإنساني في الشأن الصحي يخفف التوتر والاحتقان الاجتماعي تجاه هذه الشركة، نتيجة لأخطاء إدارية سابقة، ولئن كانت الشركة بدأت (تكفر) عن سيئاتها في حق الناس، فلعلها تقبل توبتها!! واختيارها الصحة خاصة يعبر عن نوايا طيبة قادمة ونتأمل إسهامها في مجال التعليم وتطويره وتحريره من ذلك القيد الذي ما برح يعوق مجتمعنا ويمنعه عن الانطلاق!
وكثير منا يتذكر الاتصالات قبل تخصيصها وما كانت تتعامل به مع الناس لا سيما طالبي الخدمة في الهاتف الثابت الذي وصلت تكاليفه إلى أسعار خيالية! كما أن قصة الاشتراك في الجوال في بداياته تذكرنا بمعاناة شقق التمليك في الأفلام المصرية التي يدفع فيها المشتري مقدماً (مبالغ طائلة) وهي ما زالت قاعا صفصفاً! وسقى الله أيام العشرة آلاف ريال مقدم طلب اشتراك (جوال) حيث كان طالب الاشتراك يبرر لنفسه انجرافه وراء الاشتراك بأهمية الجوال في الحياة العامة وتراه من جهة أخرى يدعو على الشركة ويحوقل ويأسف على المال المدفوع والشماغ المفقود جراء الزحام والتدافع!! حتى خفض الاشتراك إلى ثلاثة آلاف فألف وخمسمائة فثلاثمائة ريال، وتدرجت الشركة بالتخفيضات حتى جاء الوقت الذي (تحرج) فيه الشركة على أرقام الجوال مع أيام مجانية بل أسابيع وشهور!! ومن سعر ريال وستين هللة للدقيقة إلى خمس وثلاثين هللة لنفس الدقيقة فضلاً عن باقات قطاف ورصيدها إلى أن جاء اليوم الذي نشهد فيه الجيل الثالث بتقنياته المتقدمة الذي حل علينا دون مقاومة اجتماعية من أحد كما كانت في بداية ظهور الجوال وعدم القبول بأسماء السيدات كمشتركات والآن الحصول على شريحة جوال مثل الحصول على شريحة خبز (التوست) سواء بسواء!! وبات من غير المستغرب أن تجدها مع الجميع بمختلف الفئات العمرية والمهنية وحتى العاملة المنزلية وعمال النظافة أصبح لديهم جوالات بمواصفات الجيل الثالث!! ومع كل هذه التخفيضات والريجيم في الأسعار تنمو أرباح الشركة بل وتزداد خزينتها على الرغم من المنافسة الحادة مع شركة اتحاد الاتصالات (موبايلي) وبانتظار المزيد من مشغلي الخدمة والمزيد المزيد من الأرباح!!
وبعد ذلك ألا يحق لهؤلاء المشتركين الوفاء لهم والاهتمام بصحتهم من قبل شركة الاتصالات وهم يقضون وقتهم في الكلام ويصرفون عليه أكثر مما يصرفون على صحتهم؟! بل تجد الواحد منهم يصعب عليه دفع قيمة الكشف في مستشفى أو مستوصف أهلي ولكنه يصرفها بسهولة في مكالمة هاتفية أو مشاهدة مباراة دولية عبر الجوال!!
لذلك تدعوهم الشركة ليتحدثوا ويعبروا عما في أنفسهم وما يجول في خواطرهم وما تكنه صدورهم من مشاعر إنسانية نبيلة أو حتى غيبة أو نميمة فلا أرخص من الكلام وليس أرخص منه إلا الوقت الذي يصرف فيه! ولست أعلم متى آخر مرة قرأت فيها حكمة (الوقت من ذهب) و(السكوت من ذهب) حين كان الكلام من فضة.
فهل كف الناس عن نصح بعضهم بتقليل الكلام والسكوت الحكيم وأن من كثر كلامه كثر سقطه، وأن لسانك حصانك! وقد يكون لسانك هو حصان شركات الاتصالات وجوادها السريع في سباق الأرباح الذي يرفع أسهمها؟!
على أية حال الشركة والمساهمون هم فقط المستفيدون!! ولينظر أحدكم إلى عداد مدة جميع المكالمات في جواله (الصادرة والواردة) بالساعات وليقسمها على 24 ساعة ليرى كم يوماً متواصلاً قد تحدث! وليحكم بنفسه على نفسه!! وربي إن ضياع الوقت أشد من ضياع النقود!! فربما الثاني متوافر وموجود، بينما الأول ذاهب ومفقود وكلاهما محاسب عليه!!
لذا.. عبر أيها المواطن والمقيم..وكلما عبرت أكثر كلما حرصت شركات الاتصالات على صحتك وأسهمت في علاجك!!
ص.ب 260564 - الرياض: 11342 rogaia143hotmil.com |