Sunday 6th August,200612365العددالأحد 12 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"وَرّاق الجزيرة"

مذكرات تاريخية عن بعض أعلام قبيلة حرب (الجزء الأول) مذكرات تاريخية عن بعض أعلام قبيلة حرب (الجزء الأول)

تأليف: فائز بن موسى البدراني الحربي
قراءة: حنان بنت عبد العزيز آل سيف:
في تاريخ الجزيرة العربية نبتت سيرة رجال أفذاذ وعلماء أفراد، وهذه الجزيرة هي مهد الأخلاق الكريمة والشمائل الفضيلة، حيث كانت رمزاً بارزاً من رموز النبل العربي، وعلامة بارزة من علامات الجود والكرم الأخلاقي، هؤلاء الرجال هم عظماء التاريخ الذين زادوه شرفاً ورفعة ومكانة التاريخ عليها شاهد، والعلم بها قائم.
والمتتبع لتاريخ الجزيرة العربية يلمح تعتيماً وضبابية على تاريخ أعلامها، كما يصل في بعض الأحيان إلى تشويه الصورة، وتجاهل الشخصية ومن هنا تنبثق أهمية هذا الكتاب الذي مر به عنوانك قبل برهة من الوقت ولحظة من الزمن، يقول مؤلف الكتاب الأستاذ فايز بن موسى الحربي ما مضمونه: (ومما يحز في النفس أن التاريخ لم يكتف بتجاهل الشخصيات الصحراوية البارزة لكنه تحامل عليها عن طريق إعطاء الفرصة لخصومهم فقط للكتابة عنهم وتدوين أخبارهم مع خصومهم من السلاطين والأشراف وعساكر السلطة المركزية البعيدة عن القبائل العربية وشيوخها وفضائلها مما ساعد على تكوين صورة مشوهة عن أبناء القبائل وزعمائها، فلو نظرنا مثلاً إلى تاريخ القبائل في منطقة الحجاز والحرمين الشريفين خلال القرون العشرة الماضية لوجدنا أن المعول فيه على المؤرخين الذين كانوا غالباً من أتباع الدولة والمحسوبين عيلها سواء من أشراف الحجاز أو من القواد والباشوات والموالين لهم من العلماء والمجاورين الذين كانت مؤلفاتهم وقفاً على تدوين أمجاد الأشراف وأحداثهم من وجهة نظر لا تخلو من التحيز الظاهر لصالح الدولة وأتباعها على حساب مناوئيهم وخصومهم من شيوخ العربان وأتباعهم، وكان من نتيجة هذا التحيز الواضح الإساءة إلى أولئك الخصوم وخاصة القبائل العربية التي لا تجد من يدافع عنها، أو ينتصف لها في هذا المجال، وهكذا فقد جاء تاريخها مشوهاً مليئاً بالمغالطات التاريخية بل والافتراءات أحياناً).
والسؤال الذي يطرح نفسه بنفسه هو ما الهدف من تأليف هذا الكتاب وما غرض المؤلف من سياق تلك المعلومات؟
وتتضمن مقدمة الكتاب توضيح الهدف من هذه الدراسة، فتقول: (فالهدف من هذا الكتاب هو تقديم حقائق تاريخية جديدة ومهمة قد لا يدرك أهميتها إلا المهتمون بتاريخ بلادنا فضلاً عما يقدمه الكتاب من معلومات هامة للجيل الحاضر عن أحفاد أولئك الأعلام عن تاريخ بلادهم).
وأما الهيكل البحثي لهذا الكتاب فقد جاء على النحو التالي:
المبحث الأول: مذكرات تاريخية عن الشيخ مالك بن رومي الزبيدي، وينقسم إلى أربعة فصول هي:
الفصل الأول: خلفية تاريخية عن خليص ومشيختها قبل مالك بن رومي.
الفصل الثاني: من أخبار الشيخ مالك بن رومي الزبيدي.
الفصل الثالث: القضاء على مشيخة مالك بن رومي الزبيدي.
الفصل الرابع: مشيخة زبيد وخليص بعد مقتل الشيخ مالك بن رومي.
المبحث الثاني: ابن مضيان الظاهري ودوره في مقاومة قوات محمد علي باشا.
وينقسم إلى أربعة فصول وهي:
الفصل الأول: آل مضيان في المصادر التاريخية.
الفصل الثاني: مبايعة آل مضيان للسعوديين ودورهم في انضمام الحجاز للدولة السعودية الأولى.
الفصل الثالث: علاقة حرب بالحملة المصرية الأولى (طوسون باشا)
الفصل الرابع: علاقة حرب بالحملة المصرية الثانية (إبراهيم باشا).
المبحث الثالث: مشيخة الأحامدة في القرن الثالث عشر الهجري.
وينقسم إلى ثلاثة فصول هي:
الفصل الأول: الشيخ ابن جزا.
الفصل الثاني: الشيخ ابن محمود.
الفصل الثالث: الشيخ ابن مطلق.
المبحث الرابع: خلف بن ناحل بين الشعر والتاريخ:
وينقسم إلى ثلاثة فصول هي:
الفصل الأول: خلف بن ناحل: حياته ونسبه.
الفصل الثاني: خلف بن ناحل في مذكرات.
الرحالة داوتي.
الفصل الثالث: خلف بن ناحل في ذاكرة الشعر.
ومن خلال مقدمة الكتاب يشرح المؤلف الفاضل خطته المنهجية وهيكله البنائي فيقول: (اخترت عدداً محموداً من الشخصيات الصحراوية للكتابة عنهم وتقديمهم للقارىء الكريم كمثال لكثير من أعلامنا الذين عاشوا على هامش التاريخ، بسبب عدم اهتمامنا بالتاريخ من ناحية وتحامل بعض المؤرخين من ناحية أخرى.
وحتى لا اتهم بالتحيز لمنطقة معينة أو قبيلة أو أسرة معينة، فإن اختياري لهؤلاء الأعلام دون سواهم إنما يأتي بناء على ما توفر لدي من معلومات خلال قراءاتي التاريخية التي تتركز على الاهتمام بتاريخ القبائل في الحجاز وبالذات قبيلة حرب.
فقد توفر لدي من المعلومات المتناثرة في الوثائق والمراجع التاريخية عن هؤلاء الأعلام ما يجعلني أجد أن المادة العلمية المتوفرة تستحق تقديمها للباحثين والمهتمين بتاريخ الجزيرة العربية، ويجعلني أشعر بأن ما سأقدمه يضيف شيئاً مفيداً لمكتبتنا التاريخية، ولو توفر لدي معلومات تستحق النشر عن غيرهم في المستقبل لواصلت الكتابة في هذا الموضوع إن شاء الله).
وفي تراجم الكتاب دقة وترتيب ونظام، وهي معلومات سهلة ممتنعة، ثم هي مطرزة بالحوادث الحادثة، وموشاة بالسنين التي خاض غمارها، المترجم عنه، ومن النماذج التي يصلح سياق معلوماتها للتدليل على جمال العرض عند مؤلف الكتاب ما قدم به ترجمته الوافية، وسيرته المستوفية لعلم من أعلام الجزيرة العربية وهو الشيخ خلف بن ناحل يقول المؤلف:
(الشيخ خلف بن ناحل من الشخصيات الصحراوية المتميزة، لكنه مثال حي لأولئك الذين هضم التاريخ حقوقهم من عرب صحراء الجزيرة العربية لأسباب منها:
1- أنهم عرب رحل ليس للكتابة والتدوين وجود عندهم.
2- أنهم بعيدون عمن يؤرخ لهم ولا صلة لهم بالمؤرخين في زمانهم.
3- أن صاحب الشخصية ليس شاعراً يتغنى بأمجاده ويفاخر بأفعاله لتبقى تلك الأشعار سجلاً تاريخياً لشخصيته، ولأن الإنصاف يكون أولى وأوجب إذا كان لشخصية بعيدة عن الأضواء معزولة عن المؤرخين والمادحين، لا تفعل المكارم تصنعاً ولا تبحث عن الشهرة تكلفاً، لكنها تفعل الحميد سجية، وتمارس الفضائل طبعا لا تطبعاً، فقد كان هذا سبب اهتمامي بشخصية الشيخ خلف بن ناحل الذي يضرب به المثل في الكرم بين العرب المتأخرين في نجد في الوقت الذي نجد أن الكثيرين لا يعرفون عنه شيئاً للأسباب السابقة).
وللشعر نصيب من حديث المؤلف، فخلف بن ناحل شخصية بارزة قال فيها الشعراء، ونضم فيها الأدباء، من ذلك قول الشاعر الكبير صالح بن صخيبر:
والشيخ ابن ناحل يسرك ذكره
شيخ بتشييد المكارم جاد
خصايله ما أظن توجد بغيره
ما يأخذ الرواي والمدّاد
وأخيراً: بارك الله في الكتاب قولاً ومقاماً ومقالاً.

عنوان المراسلة: ص.ب 45753 - الرياض 11524

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved