* بيروت - دمشق - الوكالات:
دمرت الغارات الإسرائيلية أمس الاثنين ستة منازل في قرية حولا الحدودية في جنوب لبنان راح ضحيتها شخص واحد فيما تم العثور على 50 ناجيا كان يعتقد انهم قضوا في القصف الذي شنته اسرائيل . وأوضحت الشرطة أن الغارات الكثيفة استهدفت القرية التي تقع في القطاع الأوسط لجنوب لبنان قرب بنت جبيل في المنطقة الحدودية وأن ستة منازل دمرت بالكامل في إحداها 17 شخصاً وفي المنازل الأخرى ما لا يقل عن 28 شخصاً قتلوا جميعهم. وتدور اشتباكات عنيفة في حولا منذ ليل الأحد الاثنين بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله. وأعلنت ناطقة عسكرية إسرائيلية عن إصابة خمسة جنود بجروح في هذه الاشتباكات. من ناحيتها أكدت المقاومة الإسلامية، ذراع حزب الله العسكرية، في بيانات أنها تصدت لعدة محاولات تسلل إسرائيلية إلى حولا وأن مواجهات عنيفة تدور. كما أشارت المقاومة الإسلامية إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين في هذه المواجهات وهو ما نفاه ناطق عسكري إسرائيلي.
ومن ناحية أخرى قالت منظمة إنسانية: إن غارة جوية إسرائيلية ضربت أمس الاثنين المعبر الأخير على نهر الليطاني وقطعت بذلك الشريان الرئيسي للمساعدات المتجهة لميناء صور بجنوب لبنان والمناطق المتضررة حوله.
وصرح كريستوفر ستوكس مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود بأن القصف الإسرائيلي لجسر مؤقت حال دون مرور قافلة طعام ودواء ووقود إلى صور التي شهدت هذا الأسبوع زيادة في أعداد الجرحى نتيجة المعارك العنيفة.
وقال ستوكس بعد الغارة الجوية الإسرائيلية على معبر القاسمية على بعد نحو عشرة كيلومترات شمالي صور: (قطع آخر طريق إمداد أمامنا نحو صور والجنوب). وكان جسر القاسمية قد ضرب من قبل في غارات جوية سابقة شنتها إسرائيل.
وأضاف (لقد أخطرونا أيضاً أنه ليس بوسعهم تقديم أي ضمانات أمنية تفيد عدم تعرض قافلتنا للهجوم ولذلك إذا حركناها (القافلة) سيكون ذلك بمخاطرة من جانبنا). وذكر أن منظمته تفكر الآن في إفراغ شحنات القافلة عند ضفة النهر ثم نقلها بعد ذلك يدويا.
وصرح ستوكس بأن ذلك يتضمن خطراً إضافياً خاصة بعد أن شنت إسرائيل أمس غارة جوية على بعد نحو 40 متراً من قافلة تابعة للأمم المتحدة وقتلت في الغارة اثنين من المدنيين.
وأضاف (لأن المعبر أصبح غير متاح سنضطر إلى النقل اليدوي وهو ما يجعلنا مكشوفين أكثر. (هناك حاجة ماسة إلى هذه الإمدادات خاصة إذا حدث قتال متصاعد قرب صور).
وتقول منظمات إنسانية إن المدفعية الإسرائيلية والغارات الجوية والحصار البحري يمنعها من مساعدة كثيرين من بين ما يتراوح بين 800000 ومليون مواطن نزحوا بسبب الحرب في لبنان.
من جهة أخرى قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة: إنه اقترح إرسال قوة من الجيش اللبناني قوامها 15 ألف جندي مدعومة بقوات الطوارئ الدولية.
وقال السنيورة في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست وزعها مكتب رئيس الوزراء اللبناني أمس الاثنين (الحكومة اللبنانية اقترحت استعدادها لنشر 15 ألف جندي من الجيش اللبناني)... إضافة إلى 2000 جندي دولي هناك لإرسالهم فوراً إلى لبنان من دول صديقة بانتظار تشكيل القوة الدولية.
أضاف أن ذلك يأتي شريطة (أن تكون مهمة هذه القوة الانتشار جنوب الليطاني وبالتالي تكون هناك منطقة لا وجود فيها لأي سلاح غير سلاح السلطة الشرعية).
وأردف قائلاً: (نقترح نشر الجيش اللبناني إلى جانب اليونيفل (قوات الطوارئ الدولية) بحيث يصبح وجود أي أسلحة أخرى في تلك المنطقة غير قانوني). وتقول إسرائيل إنها تريد طرد مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود لمنعهم من إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل.
وطلبت الحكومة اللبنانية أن يتضمن مشروع قرار مجلس الأمن الذي صاغته فرنسا والولايات المتحدة دعوة للانسحاب السريع للقوات الإسرائيلية من أراضيها.
وتساءل السنيورة (كيف يمكن ضمان وقف الاشتباكات خصوصاً وإسرائيل تحتل أراضي لبنانية بعد الخط الأزرق. والقرار لا يحل أيضاً مسألة مزارع شبعا بأي طريقة ما عدا ما يتعلق بقضية ترسيم الحدود) وقال حزب الله إنه سيقاتل إلى أن تتوقف إسرائيل عن قصف لبنان وتسحب قواتها.
أفادت الصحف الرسمية السورية أمس الاثنين أن الرئيس السوري بشار الأسد أكد للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان خلال اتصال هاتفي بينهما بأن سوريا تدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون.
وكتبت صحف (البعث) و(تشرين) و(الثورة) أن (أنان اتصل هاتفياً بالرئيس الأسد الذي أكد له بأن سوريا تدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون وأن سوريا قيادة وشعباً تكرس كل إمكانياتها لدعم صمود الشعب اللبناني بوجود آلة الحرب الإسرائيلية).
وأضافت أن الاتصال تناول (آخر ما توصلت إليه المناقشات والاتصالات الجارية بشأن وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان).
وقالت إن الأسد جدد التأكيد على أن (أي قرار سيتخذ بمعزل عن الإجماع اللبناني سيؤدي إلى تعقيد الأمور). وأشار الأسد إلى أن (هناك سعيا من بعض القوى لتحقيق مكاسب سياسية لإسرائيل التي لم تستطع أن تنجزها بالحرب وأن هذا السعي لن يكلل بالنجاح) كما ذكرت الصحف.
ومن جهته رأى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن مشروع القرار الأمريكي الفرنسي حول لبنان الذي يناقشه مجلس الأمن، (قد يقود إلى اضطرابات في لبنان). وقال المعلم بعد اجتماعه في مقر وزارة الخارجية مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ، (إذا لم يعدل (مشروع القرار) كما يطلب لبنان (...) هو وصفة لاستمرار الحرب واستمرار القتال).
وتابع أن هذا (المشروع قد يقود إلى اضطرابات داخلية في لبنان لا أحد يأمل بحدوثها)، معتبرا أن المشروع (استهدف إعطاء إسرائيل انتصارات سياسية على حساب حقوق لبنان من أجل التغطية على هزيمتها العسكرية).
وينص مشروع القرار الفرنسي الأمريكي على (وقف كامل للأعمال الحربية يقوم خصوصاً على وقف فوري لكل هجمات حزب الله وكل العمليات العسكرية الهجومية من جانب إسرائيل).
وطلبت الحكومة اللبنانية الأحد تعديل مشروع القرار لجهة إضافة الانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية بعد وضع حد للأعمال الحربية. ويشارك المعلم بعد الظهر في اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت الذي سيعمل على الخروج بموقف يدعم النقاط السبع التي تنص عليها خطة الحكومة اللبنانية لحل النزاع التي (توافق عليها اللبنانيون)، بحسب ما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الأحد.
|