تعتبر بلدة السلمية (مركز السلمية) بمحافظة الخرج من أقدم المراكز بالمحافظة وأعرقها، ولست هنا بصدد الحديث عن ذلك التاريخ التليد لهذه البلدة، فهو معروف لدى كل مطّلع على تاريخ هذه البلاد المباركة، إلا أنني أجد أن الحاجة ماسة للحديث عما تفتقر إليه من خدمات أرى أنها كانت ولا تزال من أهم الأسباب في نزوح الكثيرين من أهلها عنها وطلب السكنى داخل المدن طمعاً بأن يتمتعوا كغيرهم بما يتوفر فيها من خدمات سواء صحية أو تعليمية أو بلدية.. إلخ.
فالبلدة لا تزال ضمن تخطيطها القديم منذ أن انتقلت إلى مكانها الذي هي فيه الآن بعد أن أغرق السيل مكانها القديم عام 1351هـ والتي تعرف بسنة الطبعة، ذلك التخطيط الذي لم يعد يفي بحاجات السكان ومتطلبات معيشتهم، فأغلب الشوارع الداخلية مثلاً لا يتجاوز عرضها الثلاثة أمتار أو أقل بما لا يسمح حتى بمرور سيارتين حال التقائهما؛ ناهيك عن عدم توفر الأراضي الخدمية كالمرافق التعليمية الحكومية والحدائق العامة.. إلخ، وأما الأراضي السكنية فيها فأغلبها ذو مساحة صغيرة، كيف لا؟ وهي تمثل مساحة بيت الطين الذي كان يسكنه الأجداد، فيحتم الأمر على من أراد بناء مسكن أن يشتري ثلاث أو أربع قطع متجاورة يضمها لبعض لتكون أرضه بمساحة تمكنه من بناء مسكنه المتواضع!.. هذا في حال إمكانية شراء قطع متجاورة يكون أصحابها مختلفي الآراء والاتجاهات.. مما يؤكد الحاجة الماسة إلى توفر مخطط سكني حديث ذي أراضٍ واسعة وشوارع فسيحة ومرافق عامة وخدمات متوفرة، يحقق توجه الدولة - رعاها الله- في التوطين وتخفيف ما تعاني منه المدن من ازدحام يزداد يوماً بعد يومٍ.
إلا أن مثل هذا المطلب للبلدة قد يحتاج إلى دعم من بعض رجال الأعمال الخيرين للاستثمار في هذا المجال، والذي سيكون بلا شك نقلة نوعية للبلدة، وبل قد يكون تحقق مثل هذا المطلب دافعا قوياً لمن ألجأته الحاجة للسكنى خارج البلدة لأن يعود إلى هدوء القرية وسكونها ونقاء نسيمها، وحافزاً مشجعاً - في الوقت ذاته - بأن تقف تلك الهجرة لأبنائها عنها.
سميح بن هزاع السميح السلمية - الخرج |