Thursday 10th August,200612369العددالخميس 16 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

في الاقتصاد في الاقتصاد
أسرة عمل واحدة
د. سامي الغمري

كثيراً ما تحجم بعض المؤسسات الاقتصادية عن مكافأة فريق العمل فيكتفون لأسباب مالية بحته بمكافأة موظفين وأفراد معينين اعتمادا على رؤية شخصية من المدير أو محاباة أو محسوبية يتحول عندها التعاون الوظيفي فيها إلى تعاون سلبي تتبخر فيه روح الفريق الواحد فكيف تستطيع المؤسسات الاقتصادية أن تدعم روح المشاركة والتعاون إذا ما كانت توزع مكافآت وعلاوات على بعض الأفراد دون غيرهم! ولا غرابة فإذا كافأت الأداء الفردي وفرقت بين موظفيها بهذا التصرف، فالمؤسسة هنا لا ريب سوف تحطم معنويات وقدرات الأداء الجماعي فيها فأكثر أشكال التعاون الوهمي انتشارا هو قناع السلبية الذي يرتديه الموظف حينما لم يحصل على مكافأة أسوة بزملائه في العمل. وأول بوادر السلبيات الملموسة في العمل ما يقوم به من صمت مطبق وموافقة ظاهرية على كل الاقتراحات المقدمة لمسارات العمل كيفما وأينما كانت وكأنه ليس له ناقة ولا جمل في مستقبل المؤسسة ونجاحها، وهو تصرف غالباً ما ينتشر حين تسمح المؤسسة بتكوين ما يعرف بأصحاب الحظوة للذين يحصدون العلاوات والمكافآت في كل الاحيان. وهنا فقد تصادف المؤسسة معضلة يصعب تشخصها ومن ثم علاجها. فإذا كافأة الأداء الفردي انتشرت ظاهرة اللامبالاة والشرود الفكري، وإذا ما كافأت الأداء الجماعي فإنها تفتح الباب على مصراعيه لظاهرة التكاسل والتسيب بين الأفراد فكيف تتم المكافآت وما هو الحل المناسب لهذا التصرف؟
تحتاج المؤسسات الاقتصادية إلى رؤية واضحة لترسي معالم التحفيز الذي يقوم على أسس منها: أولا: أن يكوّن كادر مدروس ومفصل لربط الأجور بالأداء، وأن يبني بدقة على حجم المساهمات الحقيقية لكل موظف في المؤسسة.
ثانياً: يفترض أن لا يكون الكادر محل جدال أو نقاش لشموله على مواطن تفريق بين عنصر عمل وآخر بمعنى أن هناك من يتلقون التقدير والترقية مهما كانت نتائجهم المتدنية، وأن هناك تجاهل ونسيان لنتائج المثابرين الآخرين مهما أبدعوا وأعطوا للمؤسسة.
ثالثاً: يجب ألا يخالف الكادر توقعات الموظفين في أجورهم فإذا أرادت المؤسسة أن تمنع مكافأة تمييزية لبعض الأفراد فليكن ذلك بناء على ترشيح كل الأفراد وليس استناداً على رأي المدير المنفرد ومزاجه الشخصي ولا ننسى أن تعقيدات العصر التقنية والإدارية الحالية تؤدي بالضرورة إلى تزايد حاجة المؤسسات على فرق العمل الجماعي في أداء المهام والمسؤوليات بدرجة أكبر من حاجتها على الأفراد حتى ولو كانوا من النوابغ والمتحمسين للعمل. وأن يكون المبدأ العام لشعار المؤسسة هو المساواة بين أفراد موظفيها في نتائج النجاح وتوابع الفشل والقضاء على الأنانية المتأصلة في النفوس.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved