Thursday 24th August,200612383العددالخميس 30 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

في الاقتصاد في الاقتصاد
مهارات أعمال
د. سامي الغمري

على الرغم من أن التوصيف الوظيفي أحد أساسيات وقوائم المؤسسات الاقتصادية، لما يدون به ويوثق فيه كل تفاصيل وواجبات مسؤوليات الموظف العادي، إلا أن التوصيف نفسه أصبح بالنسبة للموظف المميز أمراً عفا عليه الزمن، ولم يعتد به كما كان في السابق. وفي ظل اقتصاد عالمي يعتمد على الابتكار والعمل الذهني، تتطلع معظم المؤسسات لتشغيل موظفين ذوي إنتاجية عالية دفعها لمزيد من النمو. لذا يتزايد الاهتمام حالياً بالموظفين المميزين الذين يتوقف عليهم مصير العمل والعاملين في المؤسسة. هناك فوارق بين الموظف العادي والمتميز. فالموظف العادي يعتقد أن الخضوع السلبي لآراء المديرين والتظاهر بتنفيذ المطلوب منه والالتزام بحدود التوصيف الوظيفي من مهام العمل، أما الموظف المتميز فيعلم أن التبعية المفرطة يعتبر أحد التحديات الكبيرة له ليس لصعوبة إتقانها فحسب ولكن لصعوبة قبولها أيضاً، فهو لديه رؤية مختلفة تماماً كي يمارس دور التابع المخلص في علمه اليومي، وغالباً ما تعني عنده التبعية العمل بإخلاص على نجاح المدير والمؤسسة الاقتصادية، وفي نفس الوقت تكوين رأي خاص عن الأهداف والواجبات والمبادرات. وكان لنتيجة التغيرات التي طرأت على اللوائح المهنية، ولنتيجة الطفرات التقنية التي سمحت للموظفين بمرونة أكبر لتغيرات أساليب الحياة فقد ضعفت أمامها خطوط الإدارة والمتابعة التقليدية مما حتم على كل الموظفين تطوير قدراتهم على اكتساب مهارات جديدة. وكل سنة يتضح لنا أن الأعمال والوظائف المرتبطة بشخص واحد تقل وتتراجع في عددها في مهامها مقارنةً بثلاثة عقود مضت. واتضح أيضاً أن أعمال والوظائف ازدادت تعقيداً في علومها ومعرفتها، وازدادت معها ضرورة مشاركة الخبرات مع زملاء العمل واليوم لن يستطيع مهندس تصميم البيئة متابعة عمله الميداني وتنفيذ المسؤوليات المطلوب إنجازها وإتمامها دون تعاون فعَّال من زملائه. ويؤكد ذلك مهما تباينت بيئات العمل في اختصاصاتها إلا أنها اندمجت أعمال الموظف الواحد في وظائف المجموعة وكفريق واحد، واستغنت بذلك الوظائف المتشابكة والمتلاحمة عن محدودية لوائح التوصيف الوظيفي. كما جاءت مهارات أخرى تعزز هذا التحول مثل مهارات الاتصال التي بدأت تتسع في أهميتها ووظائفها وكمنهج عصري ضروري للخروج من قوقعة التوصيف التقليدي. ويبدو أن مهارات الاتصال هي الوسيلة الأكثر كفاءة اليوم لسد الفجوات والفراغات في علاقات العمل بين الأفراد لما تعنيه من قدرة على جذب انتباه الشخصيات المهمة في الإدارة من خلال الاستمالة التي يحتاجها كل مظف في مستقبله الوظيفي، أو في دعم شخصيته لإقناع مَنْ حوله بالثقة فيه وفي خبراته وقدراته العملية والعلمية ليتسنى له الحصول على تأييد من حوله لإيضاح تصوراته وقبول اقتراحاته.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved