Thursday 14th September,200612404العددالخميس 21 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

سلمان وأولاده وأحفاده سلمان وأولاده وأحفاده
يوسف بن أحمد العثيمين

في ليلة بهيجة من ليالي البر والخير والإحسان وفي مظهر من أزكى مظاهر التكافل الاجتماعي في مجتمعنا الطيب كان لي شرف حضور مناسبة تسليم مساكن أحد المشروعات التي ينفذها (مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري) في حي الجرادية في الرياض.
هذا المشروع الاجتماعي والإنساني الذي من دلالات نجاحه هي استمراره في العطاء سنويا رغم حداثة إنشائه، وليدخل البهجة في نفوس بعض المواطنين المحتاجين ممن طال انتظارهم للحصول على مساكن لائقة بآدميتهم، وتحفظ كرامتهم وتزكي إنسانيتهم كما ذكر الأمير ذلك في كلمته..وذلك عندما انتقلوا ليلة البارحة إلى مساكن عصرية، تتوافر فيها جميع الخدمات، ووسائل الراحة، بعد أن هجروا العشوائيات إلى الأبد.
وأحسب أن الأمير سلمان على حق، فجميع الدراسات الاجتماعية التي اطلعت عليها تشير بوضوح إلى أن الإسكان معضلة تواجه جميع الدول والمجتمعات، وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة.. كما تشير الدراسات - أيضاً - إلى أن السكن (يبتلع) أكثر من (30%) من دخل الفرد في المجتمع.
لذا فلا عجب أن (تهب) جميع الحكومات، وعلى مختلف توجهاتها السياسية، والاقتصادية، إلى سن التشريعات وابتداع البرامج الإسكانية التي تحقق لمواطني تلك الدول الحد الأدنى من خدمات الإسكان، حتى ولو كان ذلك (مفحص قطاة) - كما يقال..
وسلمان الإنسان له قصة عشق مع العمل الخيري والإنساني والتطوعي، فهو متيم بهذه الجهود.. ولا أذيع سراً بالقول بأنه بدأها بالرياض، منذ قرابة نصف قرن بالتبرعات لصالح الجهد الوطني لمساعدة إخواننا الجزائريين، مروراً بحملة (ادفع ريالاً تنقذ عربياً) لمساعدة إخواننا الفلسطينيين، وانتهاءً بهذا المشروع الإسكاني وغيره لصالح أكثر الفئات حاجة في مجتمع الرياض.. الأمر الذي جعل هذا الإنسان أفضل خبير عالمي في قيادة جهود التبرعات لصالح القضايا الإنسانية ونعم الصفة.
ولعل الملفت للنظر حقاً أن سلمان (ودّ) أن يزرع هذا العشق للعمل الإنساني والخيري في نفوس أبنائه، لا بل وأحفاده أيضاً، إذ لا تكاد ترى مناسبة خيرية إلا ويصطف معه عدد من أنجاله وأحفاده (سلطان وعبدالعزيز ومحمد وسعود وراكان ونايف) ليس بالحضور والمشاركة بل وبالتبرع أيضاً.
كما أنه هو الذي (صك) - حسب علمي - مصطلح (زكاة الجاه).. إذ لم أسمعها من غيره قبل أن يطلقها.. وهو تعبير جميل، يشير إلى أن على الإنسان زكاة ليس في ماله فحسب، بل في جاهه ووقته وجهده وعلمه وتخصصه، والذي لا يقل أهمية وقدراً وحاجة المجتمع إليه عن الدرهم والدينار.. وقد صدق..
هذه الجوانب في شخوص رموزنا السياسية من المهم أن تبرز، وأن يطلع عليها الناس ويعرفوها.. ليس من باب المجاملة لهم، ولا (الترزز) أمامهم، ولكن من باب القدوة، لأن أحوج ما يحتاجه أي مجتمع هو أن ينظر شبابه إلى نخب مجتمعه، وساساته ليستمد منهم القدوة المثالية، ويتشرب عبرهم القيم والأعراف والمثل الحسنة.. هذه القيم التي تنزرع في وجدان الشاب السعودي لا تأتيه من بطون الكتب أو المدرسة.. بل من أمثلة حية يراها الشاب السعودي ماثلة أمامه، تتحرك وتتنفس وتصافح، مما يجعل أثرها أعمق، وتأثيرها أكبر في النفوس.. ونحتاجها في هذا الوقت بالذات، هذا الزمن الذي (تشقلبت) فيه المعايير، فلم يعد شاب هذا الزمن قادر على أن يميز الخبيث من الطيب مما امتلأ به الفضاء من موجات وتموجات، إلا من رحم ربي.
أحسنت يا سلمان .. قولوا للمحسن أحسنت.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved