Monday 2nd October,200612422العددالأثنين 10 ,رمضان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

السلمان معقباًَ على رؤية الفلكي الزعاق: السلمان معقباًَ على رؤية الفلكي الزعاق:
يا ليت أهل الحساب يتركون الأمور المتعلقة بالعبادة لأهلها

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة -وفقه الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اطلعت على ما نشره الأخ الدكتور خالد الزعاق في جريدتكم الغراء صفحة عزيزتي الجزيرة يوم الأربعاء 27-8-1427 عدد رقم (12410).. وفي البداية أود أن أهنئه على نيله درجة الدكتوراه والتي آمل أن تكون معونة له على طاعة الله عز وجل. الدكتور خالد تكلم عن أزمة سنوية تحدث عند دخول شهر رمضان أو خروجه وكذلك عند دخول شهر ذي الحجة، والملاحظ أنه خلال هذه الفترة ينشط الحسّاب والفلكيون للتحدث والكتابة عن الصيام وكأنهم المسئولون وحدهم عن الأمة وأن لهم الحق في تحديد يوم الصيام والفطر وكذلك الحج. والحقيقة أن هؤلاء حريصون على الظهور الإعلامي فقط، ولو كان الأمر إبراءٍ للذمة لأجروا البحوث والدراسات وناقشوا أهل العلم بنتائج هذه البحوث الميدانية ولم يشككوا الأمة بصحة وخطأ دخول الشهر. وثقة مني في سياسة جريدتنا الغالية في إتاحة الفرصة لقرائها في الرد على بعض ما ينشر أود أن أعقب على بعض النقاط التي وردت في مقال الدكتور خالد..
أولاً: - هناك اختلاف واضح بين علماء الفلك في حساب بداية الشهر ونهايته واتضح ذلك جلياً من المقالات التي تنشر في الصحف اليومية فبعضهم يقطع بدخول الشهر والآخر يقطع باستحالة رؤية الهلال.. فمن نصدق؟
ثانياً:- كم أتمنى من الدكتور أن يحدد غروب الشمس بالحساب في مكان معين ويحسب الفرق بين الغروب الحسابي والغروب بالعين المجردة، وهذا واضح في الشمس فكيف به في القمر؟ حيث يصل الفارق بين الغروبين إلى ثلاث دقائق وتستطيع يا دكتور مشاهدة ذلك بنفسك.
ثالثاً:- استشهد الدكتور بمجموعة من أقوال علمائنا الأفاضل ولكل منهم رأي اجتهادي ولكنه ليس بنص شرعي، فكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وقد قرأت بين السطور في نقاطك أنك متعصب وتحاول إقناع القارئ وإيراد ما يوافق قناعاتك من ما ذكره العلماء المتقدمون في هذا المجال، ولم أجد أنك ذكرت إحدى فتاوى شيخ الإسلام أو الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- لأن فيها رداً على ما ذكرت في بعض نقاطك.
رابعاً:- ذكرت مواقيت الصلاة وتحديدها ولم تذكر أن مواعيد الصلاة محددة لكل صلاة أي أنها معروفه حساً من متابعة الشمس أو الظل والزوال والشفق والفجر لا من الحساب.
خامساً:- قولك إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأخذ بالحساب، فهل يعقل أن الذي لا ينطق عن الهوى ويأتيه الوحي من الله عز وجل يجهل بالحساب أو حتى لا يأمر بالأخذ به؟ وأين أنت من قصة ابن عمر رضي الله عنه والأعرابي حينما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فصام وأمر بالصيام وشرع لنا أن نفعل كفعله وهو يعلم صلى الله عليه وسلم ما لا يعلم أصحابه.
سادساً:- الهلال ليس ظاهرة ولكنه من مخلوقات الله عز وجل ولهذا ربطت كثير من العبادات بحركته ويكفينا منها ركنان من أركان الإسلام الصيام والحج.
سابعاً:- وحدة المسلمين ليست في صيامهم وإفطارهم في يوم واحد ولكن وحدتهم في التمسك والاعتصام بحبل الله عز وجل وكم حدث أن تطابقت الحسابات الفلكية مع الرؤية الشرعية في سنوات مضت ومع ذلك نجد أن دولاً إسلامية تتأخر عنا أو تتقدم بيوم أو يومين وهي دول مجاورة.
ثامناً:- حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غمَّ عليكم فاقدروا له)، ليتك رجعت إلى خلاصة فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- قبل أن تذكر تفسيرك الخاص.
تاسعاً:- في كل عام يُرى الهلال في أقطار مختلفة ولا ينكر ذلك على من رآه إلا إذا كانت هذه الرؤية في بلاد الحرمين -حفظها الله من كل مكروه- لأن هناك من ينادي بتطبيق الرؤية حسب الحسابات الفلكية ومعيار يالوب مع إن مجموعة من الفلكيين في إحدى الشهور التي تسبق رمضان من العام المنصرم استطاعوا رؤية الهلال مع أنهم قالوا باستحالة رؤيته
عاشراً:- ما ذكرته عن فضيلة الشيخ عبدالله المحمود أرجو منك الرجوع إلى تقويمك ستجد من حساباتك الخاصة جواباً كافياً، ويتضح هذا جلياً في دخول شهر جمادى الآخرة من العام 1425 حيث يشرق الهلال قبل الشمس بأكثر من عشرين دقيقه ويبقى بعد الشمس في نفس اليوم حوالي عشرين دقيقة. ولو أجريت دراسة على هذه الحالة لوجدت إنها تتكرر من أربع إلى ست مرات في العام الواحد وتعتبر طبيعية، وقد نشرت دراسات لمجموعة من الفلكيين في هذا المجال.
عموماً موضوع رؤية الهلال أمر شرعي ومناط بالشرع وأهله، يحكم بذلك أصحاب الفضيلة، ويأمر بتنفيذ حكمهم ولاة أمرنا - حفظهم الله- فيا ليت أهل الحساب يتركون الأمور المتعلقة بالعبادة لأهلها لكي تنتهي المسألة، وحتى لا نكون مثل بعض الدول التي حددت دخول الشهر لسنوات قادمة، وهذا ابتعاد عن ما نص عليه الشارع الحكيم وليس أدل على اختلاف أهل الحساب واضطراب حساباتهم من ما نقرأه في كتاباتهم واختلافهم في رؤية الهلال من عدمه حينما قالوا إن الهلال يتخلف عن الشمس بدرجة وله مكث في الأفق في بعض مناطق المملكة فكيف نسلم لهم في تحديد أمور العبادة.
وفي الختام أشكر مرة أخرى جريدتنا الغراء الجزيرة ممثلة في صفحتنا الغالية عزيزتي الجزيرة.

عبدالله بن حمد بن محمد السلمان / جلاجل

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved