Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/10/2006G Issue 12427متابعة السبت 15 رمضان 1427 هـ  07 أكتوبر2006 م   العدد  12427
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

أوصى المسلمين بتقوى الله... الشيخ الشريم في خطبة الجمعة أمس:
القصص القرآني وسيلة عظمى من وسائل التربية وتوثيق الإيمان في النفوس ومصدر داعم للفرد والجماعة لتذكر أيام الله


* مكة المكرمة - عمار الجبيري
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال في خطبة الجمعة أمس بالحرم المكي الشريف: للناس في حياتهم ولع بالغ بالقصة وحب لصيق متمكن من قلوبهم وعواطفهم؛ لأن المعاني تتناسق من خلال القصة تناسقاً مقترناً بالأحداث والوقائع في سلسلة متتابعة من الأخبار حتى تصير مثل صورة محسوسة داعية النفس إلى حب الاستطلاع لمعرفتها وتتبع أحداثها حتى ترسخ في النفس، فتكون بذلك أبلغ من الأسلوب الخطابي والسرد الكلامي لأنها أسلوب رفيع يصغي إليه السامع وترسخ عبرها في النفس بشغف وينفذ إلى المشاعر بسهولة، لا تحمل معها كللاً ولا مللاً، فيحصل من خلالها التعليم والخبر في آن واحد.
وأبان فضيلته أنه صار للقصة في عصرنا الحاضر أدب وفن ولغة خاصة بها غير أن الوحي الإلهي قد تفرد بالقصص الحق، فأنزل الله للناس أحسن القصص الذي يخبر الله به عن أحوال الأمم والنبوات السابقة ويظهر ما تتضمنه من حقائق وعبر بقصد إعلام الناس ودفعهم إلى التفكر فيها، مشيراً إلى أن ما من قصة في القرآن الكريم إلا وهي مسوقة لتأكيد مبدأ نبيل أو أصل شرعي أو لهما معاً. وفي المقابل تأتي لإبطال خلق دنيء وأصل فاسد ونهج مقبوح.
وأفاد أن القصص القرآني برمته وسيلة عظمى من وسائل التربية وتوثيق الإيمان في النفوس ومصدر داعم للفرد والجماعة لتذكر أيام الله التي يداولها بين الناس، لافتاً إلى أن المسلمين المتأملين حينما يتلون القصص القرآني، فإنهم يخالطهم شعور حاضر مع القصة، وأن الأمة الإسلامية بحاجة ماسة إلى أن تعمق فهمها وإدراكها للقصص القرآني لتنهل منه أساليب العراك مع الحياة والطرق الموصلة الى خلافة الله في أرضه من خلال إقامة دينه والثبات عليه والوقوف بعزم وحزم أمام الدعوات المعادية له والزوابع المستهزئة به، أو بشيء من أصوله وآدابه النبيلة، مؤكداً أن الأمة التي استطاعت أن ترى ما فوق القمر ليجب عليها ألا تعمى عن إبصار القصص الحق في كتاب ربها، وألا تبحث عن النور في أي ظلمة وقبس القرآن بين يديها وألا تكون كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء محمول فوق ظهورها.
وتعجب فضيلته من أن يكون من أمة هذا الكتاب العظيم من ينحرف في فهمه للقصص القرآني، فلا يراه إلا نوعاً من الفن التصويري القصصي الذي لا يقتضي صحة الوقوع، بل يرونه نوعاً من التخييل الداعي إلى التشويق المراد منه التمثيل لا الحقيقة تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
ووصف فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام القصص القرآني بأنه من أحسن القصص وأصدقها وأبلغها، مشيراً إلى أنها داعية إلى الاعتبار والأذكار ومما يزيد هذا القصص جلالاً أنه حق وواقع دون أدنى شك فيه قصص رباني وكلام الإلهي لا ريب فيه هدى للمتقين. لم يخترع تلك القصص خيال قصاص، بل هي قصص يزلزل الفؤاد ويشيب بالناصية ويأخذ بلب اللبيب كل مأخذ. إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه الحق وما هو بالهزل.
وقال فضيلته: إن من أراد أن يدرك أثر القصص على النفس فليبصر حال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حينما أسفر له صبح مشيب، وقد ألم الشيب بلحيته ترى فيه هيبته ووقاره، يسأله أبو بكر - رضي الله عنه - فيقول له: يا رسول الله ما شيبك، قال: (شيبتني هود والواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت). وبين فضيلته أن تتبع القصص القرآني وتأمله والوقوف عند آحاده وتدبر أحوال الأمم السالفة كيف قامت وكيف فنت، يعود بثروة طائلة من العبر والعظات تزيد العبد معرفة بربه ويقيناً بقدرته وعظمته.
وقال فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم إن القصص القرآني لم يكن يوماً ما حديثاً يفترى ولا فتوناً يتردد، وإنما هو عرض لوقائع موصلة إلى غايات عظمى يمكن إدراكها بالتفكر والتأمل والعظة، وإنه يمكن لنا أن نجمل بعض تلكم الرايات العظيمة ومنها الاستدلال بالقصص على وحدانية الله تعالى كما في قصص إبراهيم ونوح وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.. ومن ذلكم أيضاً تثبت الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين على الدين الذي يدعون إليه في خضم ما يلاقونه من أعدائهم من شدة وعناد وصد عن سبيل الله واستهزاء به وبشرعته وثوابته يبغونها عوجاً وليس أنبل من قصة تثبت فؤاد داعية إلى الله - جلّ وعلا - على بصيرة وتكون عظة وذكرى للمؤمنين المستضعفين تبعث في نفوسهم الأمل واليقين بأن الله غالب على الأمر وأن الفرج يعقب الشدة وأن مع العسر يسراً. قال تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved