Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/10/2006G Issue 12444فـنالثلاثاء 02 شوال 1427 هـ  24 أكتوبر2006 م   العدد  12444
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

دوليات

متابعة

منوعـات

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

بعد نهاية الشهر الفضيل.. وتباين المواقف
(طاش) الذي نعرفه قبل 14 عاماً..بين الأخذ والرد
محمد بن عبدالعزيز الفيصل

المسلسل السعودي (طاش ماطاش) بزغت لنا شمسه قبل عقد ونصف العقد تقريباً، وكان ولا يزال هو المسلسل السعودي والخليجي بل العربي الذي استطاع الدخول إلى منازلنا ومصارحتنا بأخطائنا، ووضع المجهر على الرواسب الدقيقة المتراكمة على أنفسنا وسلوكنا العام، فطالما سئمنا.. وسئمنا.. وسئمنا.. من مشاهدة بعض الأخطاء التي يقع فيها جزء كبير من مجتمعنا، وهي بالتأكيد من صنع ذواتنا, ولا سبيل لحل هذه المشاكل والقضاء عليها إلا عن طريق (الدراما والكوميديا..)، وطبعاً يجب أن يكون الحل بأيدينا ونابعاً من أعماق ذواتنا الحية.

طاش ما طاش.. العمل المحلي (سابقاً) الذي أنجز بأيدٍ سعودية مبدعة بعيداً عن كل ما هو (بعيد عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا).. فمنذ أن بدأ هذا العمل المتواضع وهو يضع كل أنواع الأعمال الفنية في سلة واحدة من (الدراما, والميلودراما, والتراجيديا, والكوميديا..) وإلى غير ذلك من الأشكال والقوالب الإبداعية المتميزة, وبالفعل استطاع (طاش) أن يستقطب أكثر من خمسة وتسعين بالمائة من المشاهدين في المملكة العربية السعودية, ومن دون استثناء أو حتى منافس استقر طاش على عرش المسلسلات السعودية الإبداعية (الرائعة) التي لم تجد من ينافسها حتى الآن.

على مدى الأعوام السابقة التي عرض فيها المسلسل (طاش ماطاش) كان مثار الأخذ والرد؛ إذ كانت القضايا الاجتماعية (الحساسة) التي يطرحها (طاش) أرضاً خصبة لتضم جميع أنواع الآراء, فتباينت المواقف التي أخذت من هذا المسلسل بين مانع ومقاطع، وتعددت الجوانب التي نوقش من خلالها المحاذير التي أخذت على (طاش), فلم يكن بالإمكان أن يتجه المنتقدون الذين ينظرون إلى الجوانب السلبية فقط من دون الالتفات إلى أقل مستوى من الإيجابية أو حتى النفع (الاجتماعي) الذي يحدث بعد عرض بعض المشاهد؛ فحلقات (طاش) تناقش الجوانب (المظلمة البعيدة عن الأضواء) وغير القابلة للأخذ والرد حتى في المجالس (الخاصة).. وبلا شك قد يتعرض من يتناول هذه القضايا (الحساسة) إلى الوقوع في (المحظور من دون أن يحس)؛ فعلاج مثل هذه الظواهر الاجتماعية لا بد أن يحتويه نوع من (الألم)؛ فالدواء لبعض الأمراض قد يكون مُرًّا، وقد لا يستسيغه المريض, ولكنه ضروري ولا بد منه لتجاوز الأزمة. وقد أثبتت الأيام أن الحل الجذري لكثير من القضايا أو (الظواهر) الاجتماعية لا يكون إلا بالإعلام؛ فهو الحل المناسب لمثل هذه الأمور؛ لأنه الكيان الوحيد القادر على الدخول إلى كل بيت وكل أسرة..

صحيح أن القسوة في تناول (القضايا الاجتماعية) أمر قد لا يقبله الجميع، لكنه ضروري, ولا بد منه؛ فعن طريقه تتكون لدينا النتائج السليمة (المنتظرة), فقصر نظر البعض وعدم تدقيقهم في التفاصيل - خاصة فيما يتعلق منها بالمستقبل - قد يكون السبب في مثل هذه المواقف السلبية. وعلى أية حال لا بد أن تظهر الحقيقة لتبدي لنا ما كنا نشك فيه, وقد تكون الحقيقة مرة، لكن لا بد من معرفتها والعمل بمقتضاها.. ولا يخفى على أحد قول الشاعر طرفة بن العبد:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأنباء من لم تبع له
بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد

وبالتأكيد لا أقصد من ذلك أن كل من عارض (طاش) وانتقدها على خطأ وقد جانبه الصواب؛ فالبشر معرضون للخطأ في جميع أعمالهم, وأقوالهم, وأفعالهم, بلا استثناء أو تحديد, وقد يكون فريق التمثيل في (طاش) قد أخطأ في تناوله بعض القضايا الاجتماعية، ولكن هذه الزلات لا تعني نهاية العالم.. فالنصح والتوجيه هو خير علاج لمثل هذه الأمور, أما توجيه التهم وتفصيلها حسب الرغبات والأهواء فهذا هو الأمر الذي لا يقبله العقل والمنطق, فإدارة المسلسل فتحت المجال للأفكار الجديدة (الإبداعية)، وقد تكافئ صاحبها إذا كانت الفكرة جديرة بالاهتمام أو الطرح, وقد يلاحظ المتابع لحلقات (طاش) أن بداية كل حلقة يكتب فيها اسم جديد، وجميع الأمور التي يتم تناولها هي - في الغالب - من صلب مجتمعنا السعودي.

كثير من المشاهدين يعانون من تكرار المشاهد والأفكار في كل عام من أعوام (طاش)، والحقيقة أننا مطالبون بالاقتراح على إدارة المسلسل بكل ما هو حديث من الأفكار؛ لكي ندعم هذا الجانب؛ فهدف (طاش) الأول هو المشاهد السعودي.

لا أتفق معهم

لا أستطيع أن أنكر القدرة الإبداعية التي يتمتع بها فريق التمثيل في (طاش), وهي تظهر بوضوح عند الثنائي عبدالله السدحان وناصر القصبي, وتتركز في الجانب (الكوميدي).. ولكن هناك مبالغة من بعض الممثلين في عدد من الحلقات (الطاشية) التي استاء منها الكثير في هذا العام (وأنا واحد منهم).. ولم يكن لها من تفسير منطقي أو حتى معقول؛ فاحتوت على تجريح ومساس بأمور لا ينبغي أن يُتَطَرَّقَ إليها بالكلية.. وأقرب مثال على ذلك الحلقة التي تناولت (الإرهاب).. بلا شك مشكلة الإرهاب عميقة في مجتمعنا حتى ولو كان أصحابها (شواذا) لا يقاس عليهم, ولكن شرهم تجاوز.. وتجاوز لأميال بعيدة فدمر المنشآت والممتلكات, وأزهق أرواح الأبرياء, ويتّم الأطفال ورمّل النساء.. في الأعوام السابقة كانت عملية تناول (طاش) لقضية (الإرهاب) عن طريق الدراما (الجادة) وبأسلوب متميز ومؤثر أصابت في طرحها كبد الحقيقة, ورضي عنها كل من شاهدها, فكل شيء فيها منتقى بعناية وبشكل دقيق.. ولكن وللأسف فوجئنا بحلقة (إرهاب أكاديمي) التي لم يحالفها التوفيق؛ فاستخدام الكوميديا في مثل هذه القضايا (الشائكة.. الجدية) خطأ كبير خاصة إذا تداخلت على المشاهد الأمور، عندما يلحظ الجد والهزل يتصارعان في مشهد (فاشل), ليس فيه من الإبداع أو التميز أو التجديد شيء سوى بعض اللقطات الكوميدية التي لا تسمن ولا تغني من جوع, خاصة أن الحلقة كانت تناقش مسألة داخلية (سعودية), وفيها ما فيها من الكوادر (الأجنبية)، بالإضافة إلى المكان الذي تم التمثيل فيه (خارج المملكة).. حقاً إنه شيء يثير العجب!..

كيف نسمح لهؤلاء بأن يسخروا منا ويُضْحِكُوا (الغريب) علينا, وعنوان الحلقة المثير يقف هو الآخر ليثبت كل هذه الأمور.. والمشكلة أن (طاش) لم يعد كالسابق، بل صار يبث في قناة يشاهدها كل سكان العالم.

كثير من الأمور شابت تلك الحلقة, وغيرها من بعض الحلقات, وكثير من المغالطات والمبالغات طغت وسيطرت عليها, حيث بدا للرائي وكأن الأراضي السعودية أشرعت أبوابها للإرهاب ولمعتنقي الفكر الضال, فصار الإرهابي يجوب الأحياء ويذهب ويعود, ولا أحد يراقبه ويرصد تحركاته!.

أين مَنْ يدافع عن أرض هذا الوطن من رجال الدين ومن رجال الأمن البواسل الذين حملوا أكفهم على أرواحهم من أجل حماية هذا الوطن الغالي؟.. كل هؤلاء لم يكن لهم أي أثر في تلك الحلقة.. لماذا؟!..

كان الأحرى ل(طاش) بعد خبرة 14عاما أن يسلك الطريق الصحيح في معالجة مثل هذه الأمور؛ كي لا يقع في مثل هذه الأخطاء التي تسيء إلى ديننا ووطننا.


Alfaisal411@hotmail.com


نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved