Al Jazirah NewsPaper Sunday  29/10/2006G Issue 12449محليــاتالأحد 07 شوال 1427 هـ  29 أكتوبر2006 م   العدد  12449
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

مزاين الإبل

دوليات

متابعة

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

لما هو آتً
من بقايا ما عَبَر....! (1)
خيرية إبراهيم السقاف

صديقتي شغوفة بصوم آخر أيام رمضان في مكة المكرمة وهي تعودت على هذا منذ اليفاعة...
لكنها في كل عام يعتريها من التغيرات ما يعتري الإنسان... فهي إن لم تكن تتغير في ذاتها من صحة فوهن ومن قدرة فعجز ومن عجز لقوة، إلا أنها تخضع لمتغيرات ما حولها... فهي في البداية كانت واحدة فأصبحت بعد الزواج والإنجاب أكثر...
وهم كانوا أطفالاً لكنهم كبروا...
وهم كانوا فرادى فغدوا أفرادا..
وعائلة صديقتي التي كانت قبل خمس وعشرين سنة شخصين غدت بالأبناء والأحفاد خمسة عشر فردا...
هذه الصديقة في كل عام تحجز لها مكانا بالقرب من المسجد الحرام لتكون في أول صفوف النساء، ويكون أبناؤها وزوجها في أول صفوف الرجال...
وعلى شاكلة صديقتي عشرات بل مئات.. بل ألوف كما هو الوضع الراهن بما هو عليه الازدحام في المسجد الحرام وما حوله.. حتى غدت هناك حالات اختناق بل الموت المحقق في ضوء التناحر والتناكب والتدافع عند الأبواب وفي الساحات وفي المصاعد وفي الأروقة بل في الشوارع، حتى أصبحت المحال التجارية مشرعة لتتحول امتداداً للمسجد الحرام عند إقامة الصلوات...
في رمضان الذي ودَّعنا قبل أيام كنت على خلاف مع صديقتي هذه عند إصرارها على الذهاب في ليلة السابع والعشرين منه لحضور ختم المصحف مع إمام المسجد، فسألتها أن تفعل ذلك في بيتها وتمنح المساحة لمن لم يكن لهم سابق حضور؛ رغبة في منحهم فرصة الصلاة في هدوء، قالت لي: لا أحسب أن غيابي سيتيح هذه المساحة كما أن حضوري لن يضيقها!...
ومنطق الجميع هو هذا بينما في امتناع المواطنين الذين شهدوا لسنوات مضت الصلاة والختم ما يتيح للغرباء والوافدين أداء المناسك في سكينة بل في خشوع ومجال حوارنا لا يحدو بعيدا عن هذا....
وجدت منطق هذه الصديقة هو المفهوم المتحرك في أفكار الجميع حتى إنَّ سكان المملكة جميعهم يفدون بلا رحمة على مكة فيزيدونها ازدحاماً واكتظاظاً...
بلا ريب نحن عندما نذهب فلزيارة ذوينا الذين لا نراهم إلا في المناسبات.. بينما نحرم من زيارة المسجد الحرام إيماناً منَّا بأن العبادة في الازدحام تشغل المرء عن الخشوع؛ لأنَّه يبدد انتباهه في الحرص وفي حماية نفسه بل في البحث عن منفذ له ليصلي فيه أو يتم طوافه أو مسعاه...
أتفكر كثيراً في منطق الذين صلوا لسنوات..
وصاموا لعشرات.. وحضروا ختم القرآن لعديد من المرات.. وأدوا شعائرهم لأكثر مما هو مكتوب وواجب.. كيف لا يكونون ممتثلين لقول الرسول العظيم - صلى الله عليه وعلى آل بيته وسلم -: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)؟...
صديقتي لم تعد تجد مكاناً مريحاً يكفيها وأسرتها إذ لكي تجده فإن عليها أن تحصد مرتب عام كامل لها كي تأوي إليه في راحة تتنفس فيه الصعداء بعد لحظات تقول عنها (مكابدة) حتى تؤدي فرائض الصلاة؟...
أوليس النبي - عليه الصلاة والسلام - أشار إلى أنَّ صلاة المرأة في بيتها لا ينقصها الأجر ولها الأفضلية؟
صديقتي لم أختلف معها ذات عمر إلا حين تشد الرحال في الشهر الفضيل للموقع المقدس ويتبعها كل أولئك المكرِّرين والمكرِّرات فيزيدون من رهق المعتمرين والزائرين والمصلين لمرَّاتهم الأولى...
ترى من يفكر في تغيير مفهوم الناس من المواطنين بأن عليهم إعادة النظر في أسلوب تدافعهم على مكة والمدينة في مواسم الإجازات وتحديداً في مضان...؟



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved