خواطر عن الزيارة الميمونة لمنطقة عسير
العميد. محمد بن حسن العمري

حبا الله منطقة عسير طبيعة جميلة.. وأجواء نقية أنبت الله بها أشجاراً ونباتاتٍ بمختلف الألوان وزينها بزهور فواحة وجبال راسيات، وأودية تجري بها مياه عذبة المذاق.. وعلى جنباتها وضفافها أشجار يتهاوى على أغصانها عصافير تصدح بأصواتها وغنائها على نغمات خرير الماء مشكلة بذلك معزوفة تطرب السامع.. يعجز عن وصفها الواصفون.. وعن رسم تلك الصورة أشهر الرسامين وإلى جانب ذلك حظيت منطقة عسير كزميلاتها في أنحاء المملكة بنصيب وافر من المشاريع التنموية في شتى المجالات.. بفضل من الله ثم بفضل سخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين (أيده الله)، وولي عهده الأمين (حفظه الله) فأظهرت هذه المشاريع طبيعة المنطقة إلى حيز الوجود ويأتي اليوم الذي.. يلتقي ملك القلوب فيه بأبنائه وإخوانه في عسير ليس (زائراً) - فهو صاحب الدار - ولكن راعياً وموجهاً ومتفقداً لأحوال هذا الجزء الغالي من بلاده.
كأنني أرى جبال عسير ازدادت شموخاً بمقدم هذا اللقاء وتحركت أغصان الأشجار، وأزهرت بأوراق وزهور، وفاح شذى الكادي والرياحين.. وبدأت العصافير في تلحين أهازيجها وترنم الحمام بصوت الهديل وتمايلت أعشاب الأرض الخضراء.. مشكلة بذلك رقصات البراءة على نسمات الهواء البارد العليل، ولو قدر لهذه المظاهر أن تتكلم لقالت: مرحباً ألف.. يا ملك القلوب.. لهذا اللقاء سيفز الكهل من مقعده.. ويقفز الشاب بحيويته وينهض الطفل من حبوته ابتهاجا بلقاء الوالد والراعي السديد، وكل منهم يقول: (مرحباً ألف يا ملك القلوب).
- ليس من الغرابة أن يتجشم مليكنا المفدى متاعب السفر إلى عسير لينظر بعينه ما قدمت يداه لجزء من بلاده الغالية.
وليس مستغرباً من أبناء عسير التعبير عن مشاعرهم تجاه مليكهم وصحبه الكرام فجميعهم تواقون للقاء مليكهم المفدى وراعي نهضتهم.. وصاحب الأيادي البيضاء إن ما ستعبر به الطبيعة من مشاعر جاء بقدرة العزيز الحكيم، وأما مشاعر الأهالي فهي نابعة من قناعتهم بأهمية اللقاء وراعي اللقاء.. وما هذه المشاعر إلا رمز من رموز الحب والولاء والطاعة لهذا المليك..
إن منطقة عسير جزء من هذا الوطن الغالي، ومن حقها أن تعبر عن فرحتها بكل إمكاناتها التي حباها الله.. من حقها أن تقف مع أميرها ونائبه ترحيباً بمقدم خادم الحرمين الشريفين.. وصحبه الكرام.. من حقها أن تقف شاكرة لهذا الراعي الأمين الذي أعطاها فأجزل العطاء وأحبها فبادلته الحب عشقاً ووفاء.
من حقها أن تصفق وترفع الأهازيج وهو يضع حجر الأساس لمشاريع مستقبله ويفتتح أخرى.. من حقها أن تضع أياديها في يد أميرها ونائبه لمواصلة المسيرة العطرة في هذه المنطقة.
إذاً يا أميرنا المحبوب (خالد الفيصل) من حقك أن تفتخر وأن تعبر عن مشاعرك وإلى جانبك سمو نائبكم وحولكم أبناء منطقة عسير سيعبرون عن مشاعرهم، ويا أرض المنطقة ازداني بالحلل الخلابة ورحبي بمقدم عزيز المقام وطوعي جبالك الشامخة وأشجارك الخضراء للترحيب بمليكنا المفدى وارسمي لوحة من أغصان الريحان والكادي والأقحوان وقدميها هدية متواضعة إلى من تكبد مشاق السفر ليطمئن على أحوالك، إلى من جاء ليضفي على جمالك الطبيعي جماله الروحي وقولي سأظل هكذا وفاءً وعرفاناً لك يا من ملكت القلوب (فمرحباً ألف).. وإلى اللقاء.