Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/11/2006G Issue 12453تحقيقاتالخميس 11 شوال 1427 هـ  02 نوفمبر2006 م   العدد  12453
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

ملحق عسير

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الطيارون.. عصابات احترفت سرقة أهالي الحي
حي الجامعة بجدة يضج بالمخالفين

* جدة - أحمد حكمي:
إذا أردت أن تعيش يوماً بين أحضان المغامرة ولو للحظات بسيطة عليك أن تترجل ماشياً ين حارات حي الجامعة جنوب جدة ذلك الحي الذي احتضن ثلاث مجموعات إرهابية. أماكن لا توصف، تصرفات فيها شيء من الجنون بل أكثر من ذلك، مخالفون يتجولون هنا وهناك بكل حرية، تمر من أمامهم كأنك تدوس على أطراف أعناقهم، نظرات تلاحق أي غريب تخطى حدودهم، ازدحام وعشوائية في بناء البيوت، شوارع ضيقة والبعض منها ما زال ترابياً.. بيوت مهجورة لا تعلم كم مضى عليها من سنين وهي بهذا الشكل المخيف، أزقة ضيقة لا توحي أبدا بحياة طبيعية وحين تواصل المسير يلفت انتباهك منظر النفايات المتناثرة التي لا نعلم كم مضى عليها من يوم دون تنظيف. أولاد مشردون هنا وهناك أبناء مخالفين أغلبهم من الجنسية التشادية أو من (التشتش) كما يحلو للبعض تسميتهم، أما الآباء فإما أن تجدهم منشغلون بعقد صفقة تجارية تشم فيها رائحة دخان من نوع آخر أو شيء أشبه بالماء لكنه بعيد عن ذلك الوصف أو تجد بعضهم معتلياً منصات بعض الأرصفة.
عصابات الطيارين
استوقفنا حديث البعض عن (الطيارين) وهي عصابة لها مميزات خاصة في طرق النهب يدهشك سيناريو يتسابق كل واحد منهم على دور البطولة فيه.
حالات كثيرة واجهناها تشتكي الفقر، بيوتهم أشبه بالأكواخ، ساحات أحد المساجد تحولت إلى ملاعب لكرة القدم وصالات ترفيهية ممتلئة بالمخالفين للترفيه عن أنفسهم دون حسيب ولا رقيب.
هذا هو بعض مما رأته (الجزيرة) أثناء جولتها في حي الجامعة. بدأنا بالدخول في إحدى الحارات التي كانت شوارعها لا توحي إنك داخل مدينة جدة والتقينا بأحد السكان القدامى أحمد يسلم محمد الذي يبلغ من العمر 57 عاماً قضى 40 عاماً منها في حي الجامعة الذي أخبرنا بأنه من أقدم الأحياء في جدة وكان الجميع متعاونين وكل واحد منهم حريصا على جاره يقوم بزيارته باستمرار وتفقد حاله وكنا جميعاً يداً واحدة.. ولكن ما يلاحظه العم أحمد عدم تطور الحي أسوة بالأحياء القديمة التي حصل لها تطوير أكثر ويتمنى من المسؤولين الاهتمام بحي الجامعة والرقي به للأحسن.
بعدها واصلنا المسير في أعماق الحارة فوجدنا أحد البيوت التي تعرض للحرق وحين سألنا عن أسباب الاحتراق أجاب المجاورون بأنه كان مهجوراً وكان من بجانبه يقومون برمي النفايات فيه ولم نره في يوم من الأيام إلا وألسنة النيران تشتعل فيه.
بعدها انتقلنا إلى حارة أخرى فصادفنا المواطن عايد حمدان المرواني يقوم بمسح الكتابات الموجودة على جدار بيته. يقول عايد: مشكلتنا تكمن في كثرة المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل الذين سببوا لنا الكثير من القلق فكل يوم نسمع أحد الجيران كُسر زجاج سيارته وسُرقت الأشياء الموجودة بداخلها، أيضاً نجد الكتابات المنتشرة على الجدران والتي تترجم أخلاقيات كاتبها.
وأضاف عايد: نحن نعاني كثيراً في حي الجامعة من العشوائية ونتمنى أن يتكاتف المعنيون لتنظيم الحي كما تمنى أن يتكاتف الجميع لحل مشكلة انقطاع الماء المتكرر.
بعدها أكملنا جولتنا داخل الحي فسمعنا أصواتا تدل على أننا قريبون من أحد ملاعب كرة القدم وعندما اقتربنا وجدنا ساحة أحد المساجد تحولت لملعب يمارس فيه الأطفال هواياتهم.
بعدها وجدنا ياسر عبيد السمين الذي أوضح بأن من يعيش في حي الجامعة يستاء كثيراً مما فيه من مشاكل كالمخدرات والدعارة فلا يستغرب حدوث أي جريمة لأن هذا طبيعي في ظل وجود هذه الأشياء ووجود العمالة السائبة المتناثرة في كل زاوية من زوايا الحي.
وتمنى ياسر وضع شوارع جديدة تشق الحي وبالتالي تحديده إلى مناطق يمكن السيطرة عليها بشكل أسهل.
ويضيف ياسر أنه حصل حريق في إحدى الحارات الضيقة لم تستطع فرق الدفاع المدني إخماده إلا بعد اربع ساعات والسبب هو ضيق الحارة الذي لم يمكنهم من الوصول للحريق وتمنى ياسر أن تكون هناك لجنة لتطوير جدة لكي تتمكن من وضع حلول لحي الجامعة.
واصلنا المسير إلى أن وجدنا أمين القاضي الذي يعاني هو والكثير من الشباب من نقص الأماكن الترفيهية التي تمكن الشباب من تفريغ نشاطاتهم فيها بدلا من التسكع في الشوارع والتناثر على الأرصفة.. ويضيف القاضي قائلاً: هناك بعض النفايات تترك لمدة أسبوع وهذا يشكل خطراً علينا مع كثرة الأمراض والأوبئة ولن أذكركم ماذا فعلت حمى الضنك..
فواز مسفر الحربي أحد مالكي مكاتب العقار في الحي أوضح بأن الإيجارات الشهرية تتراوح من 300 إلى 1200 ريال.. وعن الأشياء التي تسبب لهم الإزعاج هي الدعارة التي أصبحت منتشرة بشكل مؤسف وكذلك كثرة المخالفين لأنظمة الأقامة والعمل.. وأضاف الحربي بأنه انتشر من يسمون ب(الطيارين) وهم شباب يستقلون دراجات نارية يقومون بخطف الجوالات والمحافظ من أيدي المارة ومن المواقف المؤسفة التي حصلت أمام المكتب يقول فواز: رأيت بأم عيني شبابا يقومون بخطف شنطة إحدى السيدات من كبار السن والقوها على الأرض ولاذوا بالفرار.
وتمنى أن تنتشر دوريات داخل الحي تقوم بالتجوال بشكل مستمر كذلك إنارة الشوارع حتى يتمكن المارة من السير بشكل آمن.
تدريب أمني
وأثناء سيرنا وجدنا على جنبات أحد الشوارع مركزاً لتدريب حراس الأمن والتقينا بمنسق عمليات المركز صالح الغامدي الذي قال: بأن المركز يقوم بتدريب الشباب لمدة أسبوع إلى أسبوعين بعدها يتم توزيعهم على المواقع مثل الأسواق والمراكز السكنية أما داخل الأحياء فلا يمكننا إرسال أي شخص إلى هذه الأماكن.
وأثناء وقوفنا عند أحد البيوت المهجورة والمخيفة التقينا هاني سليمان الذي دلنا على موقع لتجمع المستنقعات والذي مضى على وجوده ما يقارب 15 عاماً على حسب قوله.. وهذا الموقع يعد مكان ترفيه للبعوض يرتع ويمرح فيه دون رقيب.. ويضيف هاني: نحن خائفون من هذا الموقع فحمى الضنك لا ترحم أحدا فلا نملك سوى الدعاء لكي ينجينا الله منها.
من جهته أشار عمدة حي الجامعة عبدالله محمد السعدوي إلى أن هناك تنسيقا مستمرا مع الجهات المختصة وذلك للحد من انتشار المخالفين لأنظمة الأقامة والعمل بالإضافة للجرائم الأخرى كالدعارة والمخدرات.
وتمنى من المواطنين دائماً وأبداً التعاون معه ومساعدته بالإبلاغ عن أي وضع مشكوك فيه حتى يتمكن من اتخاذ الإجراء اللازم في أسرع وقت ممكن.
ويعد السعدوي سكان الحي بأن هناك خططا تنموية قادمة لتحسين وتطوير حيهم والارتقاء به نحو الأفضل.
الأخصائي الاجتماعي عادل الغامدي أوضح بأن أغلب المخالفين يلجأون إلى تجارة المخدرات للكسب السريع ولا يفكرون أبدا بمردود هذه الأفعال وما ينتج عنها من ضرر على أفراد المجتمع والتأثير السلبي المنعكس عن ذلك.
فهم أصبحوا منتشرين في كل مكان وأصبح احتكاك الأطفال بهم أكثر وبالتالي انعكس ذلك على ألفاظ أطفالنا حيث تجدهم يتقاذفون بالكلمات البذيئة والسيئة والتي لا تمت لمجتمعنا السعودي المحافظ بأي صلة.
ولا ننسى التفكك الأسري إذ يلعب دوراً فعالاً في هذا الموضوع فترك الأطفال يغيبون عن البيت لفترات طويلة من المؤكد أنه سيولد احتكاكاً مع هذه الطبقة الرديئة والدخيلة على المجتمع من المخالفين وخاصة الأفارقة.
ويضيف الغامدي: أتمنى أن تكون كل أسرة حريصة على أبنائها كل الحرص حتى لا يتكون لدينا جيل منحرف أخلاقياً واجتماعياً مثل هؤلاء المخالفين المفسدين.
حملات أمنية
أضاف العميد محمد المقاطي مدير الأمن الوقائي بجدة أن هناك مداهمات تقام باستمرار على هذا الحي وغيره من الأحياء ولن يتراجع رجال الأمن لحظة عن ملاحقة هؤلاء المخالفين وأي مجرم تسول له نفسه العبث بأمن هذا البلد المبارك.
ويضيف المقاطي بأن المواطن هو رجل الأمن الأول فمتى ما كان متعاوناً فلن تستطيع أي فئة ضالة زعزعة أمن هذا البلد واستقراره ومن يلاحظ أي تحركات مشبوهة فعلية إخبار رجال الأمن فكلهم آذان صاغية على مدار الساعة.
من جهته أوضح الدكتور سالم باعجاجة الخبير الاقتصادي بأن حي الجامعة يعتبر من الأحياء التي لا تهدأ ابداً تجارياً وذلك لوجود جامعة الملك عبدالعزيز فيه مما يساعد في نشاط المحلات التجارية التي يحتضنها ولكن العشوائية تحد من النشاط أكثر مما هي عليه الآن، فلو كان الحي منظماً أكثر وحظي بتخطيط جيد فلن يقل أهمية عن أنشط الأحياء التجارية بالمملكة وكانت حصيلة الجودة في هذ الحي باختصار شديد هي:
ازدحام المباني وعشوائيتها بشكل ملفت، كثرة المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وافتراشهم الأرصفة، انتشار عصابات السرقة والدعارة والمخدرات، تحول ساحات المساجد ملاعب لكرة القدم، إهمال النفايات وتركها لعدة أيام دون تنظيف من البلدية، كثرة البيوت المهجورة والآيلة للسقوط.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved