Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/12/2006G Issue 12486الاقتصاديةالثلاثاء 14 ذو القعدة 1427 هـ  05 ديسمبر2006 م   العدد  12486
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

النكتة الاقتصادية.. مؤشر دقيق لقياس الرأي العام
فضل بن سعد البوعينين

في الستينيات الميلادية، شهدت مصر نقصاً في المواد التموينية كنتيجة مباشرة لظروف الحرب، واختفى الأرز من الأسواق ما أدى إلى انتشار النكت الاقتصادية المؤثرة في الشارع المصري.. كانت نكتة القطار من أكثر النكت تأثيراً في نفس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر - رحمه الله -.. النكتة تقول (إن رجلاً ركب القطار متوجهاً إلى الإسكندرية لشراء كيس أرز، وفي الطريق أخبر موظف التذاكر عن سبب زيارته الإسكندرية.. عندما توقف القطار في إحدى المحطات التي تبعد من محطة الإسكندرية خمسين كيلاً، قال موظف التذاكر للرجل: انزل، فطابور الأرز الذي يُباع في الإسكندرية يبدأ من هنا!!). النكتة عبَّرت عن واقع الحال بأسلوب الكوميديا المحزنة.. لم يطل الوقت حتى أمر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر باستيراد الكميات الكافية من الأرز لسد احتياجات الشعب، فالنكتة كانت أبلغ من تقارير قياس الرأي العام المضللة، التي ربما دخل في تكوينها الهوى، والمجاملة، أو الخوف من إبداء الرأي الصريح.
تميَّز الشعب المصري الشقيق بروحه المرحة التي لا يتنازل عنها حتى في أحلك الظروف، وهذه من نِعم الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين، فالحزن هو أسهل الطرق المؤدية إلى القنوط والعياذ بالله.. ومن أشد ظروف المرء الفقر.. وقد قال الخليفة الراشد رضي الله عنه (لو كان الفقر رجلاً لقتلته)، والظروف الاقتصادية القاسية هي نوع من أنواع الفقر المشاع بين الناس، وإن أظهرت الدراسات، والتقارير غير ذلك، ومن أراد أن يتأكد فليرجع إلى ثقافة الشعوب، وما يتداولونه بينهم من قصائد، ونكت، وتعليقات ساخنة، فهي لعمري القول الفصل في تحديد اتجاهات الرأي العام، وانعكاساً حقيقي لأحوالهم المعيشية.
يبدو أن الروح المصرية الساخرة قد انتقلت إلى الشعب السعودي، الذي أصبح صانعاً للنكتة على غير عادته.. أوضاع سوق الأسهم المتردية كان لها أكبر الأثر في إحداث التغيير الدراماتيكي في ثقافة المجتمع.. نكت كثيرة، وقصائد عجيبة تتحدث عن انهيار سوق الأسهم، وعن أوضاع المتداولين وأحوالهم.. للأمانة لم يسبق لي الاطلاع على مثل تلك النكت الساخرة والمعبّرة، أو القصائد الاقتصادية من قبل، إلا ما ندر.. نكت متعددة تُعبِّر عن المعاناة الحقيقية التي تكابدها الشريحة العظمى من المجتمع السعودي.
وصلتني عبر هاتفي المحمول النكتة التالية: (عاجل: المحكمة العراقية تخيِّر الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بين الإعدام شنقاً أو الدخول في سوق الأسهم السعودية.. الرئيس صدام رد بقوله.. الإعدام أرحم)، مؤلف النكتة، وعلى لسان الرئيس، يرى أن الإعدام أرحم لأنه ينتهي بانتهاء تنفيذه، أي هي موتة واحدة، أما سوق الأسهم السعودية فإعدام يتكرر صباح كل يوم، وروح تصعد إلى الحلقوم في كل دقيقة!!!. ومن النكت أيضاً نكتة (آخر أغاني شعبان عبد الرحيم)، و(برنامج كيف تخسر المليون...جورج قرداحي) و(مصحة شهار) وغيرها من النكت التي يتعذَّر عليَّ نشرها في هذه المساحة، إلا أنني أُوصي أصحاب الشأن بمتابعتها وجمعها لمعرفة توجهات الرأي العام.
من وجهة نظري الخاصة، يمكن للنكتة أن تغني عن تقارير الاقتصاديين، ورجال الاجتماع، لسبب بسيط وهو أن النكتة يُفترض أن تعبر عن واقع الحال وما يشعر به المواطنون جميعاً، أي أنها تتحدث عن معاناة الشعب، أما التقارير فربما تحدثت عن أجزاء منتقاة قد تتجاوز لب المشكلة، وتتجاهل انعكاساتها الاجتماعية، الاقتصادية، والأمنية، إضافة إلى خلطها برأي كاتبها الذي لا يمكن أن يُعبِّر بأي حال من الأحوال عن رأي المتضررين، إلا من رحم ربي.
أنصح بالرجوع إلى ثقافة المجتمع المتغيّر، وتحليل مخرجاته خلال الأشهر التسعة الماضية من أجل الوصول إلى قياس دقيق، وتقييم شامل لحجم الأضرار الفادحة التي وقعت على الغالبية العظمى من المتداولين.. مخرجات المجتمع أو ما يُمكن أن نطلق عليها: (ثقافة انهيار سوق الأسهم) هي المرآة الحقيقية للوضع الراهن، وهي الصورة التي لا يمكن لعلماء الاقتصاد والفلسفة، وإن اجتمعوا، أن يغيّروا من ملامحها الأساسية.. المعاناة تحفر خدود الصخر فما بالك بالبشر!!.

f.albuainain@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved