الإنسان.. والشيب
قبيل بن تركي الشمري - الجوف

لم يكن ذلك اليوم الذي وقفت فيه أمام (المرآة) - عادياً - بالنسبة لي، فلقد تملكني شعور غريب امتزج بين الدهشة والخوف وأنا أتحسس إحدى شعرات رأسي وقد تغير لونها إلى (الأبيض) الناصع، وأصبحت واضحة أمامي بشكل فاضح، جعلتني في حيرة من أمري لبعض الوقت.
يا الله.. هل حل الشيب سريعاً؟!
وأنا الذي كنت أظن بأن الوقت ما زال مبكراً لكي أرى مثل هذه الشعرة في رأسي.
يا الله.. هل أصبحت كبيراً؟!!
أنا ما زلت في بداية العقد الثالث من العمر.
أكنت أظن نفسي صغيراً؟!
يا الله.. ماذا أفعل؟
فكرت قليلاً ثم اهتديت إلى فكرة عظيمة وهي أن أقوم بقطع هذه الشعرة من جذورها في فروة رأسي لولا إنني تداركت الأمر وتذكرت الخرافة التي تقول: (مقابل كل شعرة بيضاء تقطع تظهر شعرتان بنفس اللون)، فتراجعت عن هذا العمل.
آه... ما هذا الشعور الغريب الذي أشعر به الآن؟!
هل كل شخص غزا رأسه الشيب مر بما مررت به؟!
هل كل شخص اشتعل رأسه شيباً شعر بما شعرت به؟!
تمنيت لو إنني سألت الناس عن شعورهم وهم يشاهدون أول شعرة بيضاء في رؤوسهم.
يا الله ما هذا الشعور الغريب؟!
هل هو الخوف؟!
أليس ظهور الشيب من علامات دنو الأجل؟!
ولماذا لا يكون وقاراً؟!
عيرتني بالشيب وهو وقار
ليتها عيرت بما هو عار
ما أسرع الأيام وهي تمضي بنا في رحلة الحياة القصيرة، نسأل الله أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأن يحسن لنا خاتمتنا إنه على ذلك لقدير.