أضواء
مليشيات لخطف الشارع العربي
جاسر عبدالعزيز الجاسر

ماذا يجري في فلسطين..؟!
وهل ما تشهده الضفة الغربية وقطاع غزة حلقة أخرى من حلقات إشاعة الفوضى في عدد من الأقطار العربية لفرض أمر واقع بضغط الشارع والمتظاهرين المتسلحين الذين يسعون وعن طريق السلاح إلى تغيير الحكومات وتشكيل حكومات خدمة لأهداف وأجندات توضع خارج تلك البلدان.
في لبنان احتكمت المعارضة للشارع وانتهجت سلاح التظاهر والاعتصام وحتى محاصرة (السراي) مقر الحكومة اللبنانية.. احتكام يهدف إلى تعطيل قرارات للحكومة، تقول المعارضة إنها تتخذ لخدمة مصالح الأغلبية، والأغلبية تقول إن حركة الاعتصام تهدف لتعطيل قرار الموافقة على المحكمة الدولية خدمة لمصالح دولة أخرى وتجنيب مسؤوليها المحاكمة لدورهم في مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
في مصر استهوت حركة الإخوان المسلمين (لعبة) المليشيات التي تعيث فساداً في العراق، ويحاول إخوان مصر استنساخ التجربة العراقية واللبنانية معاً لإنشاء مليشيات مسلحة لفرض خياراتها السياسية على المجتمع المصري كما فعلت مليشية حزب الله التي تحاول توظيف ما حققته من تجربتها في مقاومة الاحتلال وفرض تحالفاتها السياسية الخارجية على الساحة اللبنانية.
إخوان مصر الذين حتماً سيجدون دعماً من خارج مصر على غرار مليشيات العراق ومليشيات لبنان وحركات فلسطينية، يسعون هم أيضاً إلى فرض خياراتهم السياسية المغلفة بأفكار دينية ضمن محاولات التسييس الديني الذي يجمع هذه المليشيات والتي تريد فرض خياراتها السياسية بشتى السبل بالتظاهرات والاعتصام في لبنان، وباستعراض القوة في مصر والتلويح بإنشاء المليشيات وبالقتل الجماعي كما في العراق، وبقوة السلاح مثلما يجري الآن في فلسطين حيث يجري استعمال الأسلحة المتوسطة، كالآر.بي.جي، والرشاشات المتوسطة في مهاجمة الأماكن العامة كتدمير معبر رفح، وتطويق القوى السياسية الفلسطينية الأخرى.
سلسلة متصلة من التحركات لجماعات يجمعها فكر واحد، وتمويل واحد لفرض توجه سياسي لتغليب مشروع مستورد من خارج الحدود العربية.