Al Jazirah NewsPaper Thursday  21/12/2006G Issue 12502منوعـاتالخميس 01 ذو الحجة 1427 هـ  21 ديسمبر2006 م   العدد  12502
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

الأخيــرة

نوافذ
النقائض
أميمة الخميس

الحقيبة التي كان يحملها الرئيس الفلسطيني (هنية) وكانت تحوي (35) مليون دولار كهبة سياسية من إيران كانت تحوي برفقة هذا المبلغ (خريطة الطريق) أيضاً، ولكن ليست الخريطة الخاصة بالرئيس (بوش)، لكنها الخريطة بنسختها الفارسية؛ تلك التي ابتدأ تنفيذها في لبنان عبر جماعة المعتصمين حول سراي الحكومة، وتكمل حماس بقية البنود.. ولعل جنوب العراق به بعض من تفاصيل هذه الخريطة.

أحد أبرز الندوب والعيوب السياسية في العالم العربي أن معظم الأنظمة ذات الأجندات الثورية المتخمة بالشعارات والتكدس اللغوي لم تضع الوطن كخط أحمر مقدس لا يقبل المساومة أو المزايدات، وما من مانع لدى تلك الأنظمة أن تجرّ البلد برمته إلى مستنقعات الحروب الأهلية والمصائب والمهالك تحقيقاً لتهديدات معينة أطلقها زعيم على منبر في فورة حماسية خطابية.

كان أدب النقائض الذي انطلق في العصر الأموي عبارة عن مجموعة من قصائد الهجاء المتبادلة بين عدد من كبار فحول الشعر في العصر الأموي، تلك القصائد تأخذكم في بانوراما متكاملة على المشهد السياسي والثقافي في ذلك العصر، فهي مزدانة بكل ما يهول ويفزع من الهجاء المقذع البذيء المتخم بالعصبيات القبلية والمذهبية، والنيل من الأشخاص والأباء والأمهات، والنعرات المناطقية، والفحش السياسي، وكل ما تتخيلونه من جاهلية شعرية قامت بين الفرزدق الذي كان يباهي بمنبته وأصوله الرفيعة، وجرير الذي عُيِّر بأصوله الوضيعة، بينما كان المغمز الأول في حق الأخطل كونه نصرانياً يأكل لحم الخنزير.

من نموذج أبياتها المشذبة المهذبة ما قاله الفرزدق لجرير:

إنا لنضرب صدر كل قبيلة
وأبوك خلف أتانه يتقمل

هذه الشحنة الهجائية الناسفة ما زالت تتناقلها الأيدي، وتتلقفها الألسن عصراً تلو الآخر، لنجدها فجأة تنفجر في وجوهنا عند أولى المواجهات السياسية على أي صعيد من الأصعدة.

والمأزق التاريخي هنا ليس في وجود هذه الشحنة الملتهبة المتداولة، ولكن في وجود جمهور لها يستقبلها ويتأثر بها، بل هي اللغة الوحيدة التي يفهمها على المستوى السياسي؛ لذا طالما لجأ لها وجيَّرها مشعوذو الألفاظ وحواة الخطب السياسية النارية بهدف إرضاء جمهور يقبع في لحظة تاريخية متجمدة، ولا يطربه على المستوى السياسي سوى النقائض السياسية التي نسمعها ونراها كل يوم؛ حيث يكون الولاء للحزب للزعيم للأيديولوجيا المسيَّسة على حساب الوطن، ولم يكن يوماً ما الوطن هو الخط الأحمر المحرم على كل اختراق أو عبث أو مزايدات، كيف ما زال يعيش البعض في زمن مندثر يلملمون فيه الشرعية، ليس من البناء والتنمية والتأسيس والنهضة، بل من هدير شارع مغيَّب ومخدَّر ومجمَّد في لحظة تاريخية سرمدية.




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved