Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/12/2006G Issue 12504مقـالاتالسبت 03 ذو الحجة 1427 هـ  23 ديسمبر2006 م   العدد  12504
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

دوليات

متابعة

قرية العليا

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

الأخيــرة

استرعى انتباهي
رؤية القيادة.. بعد إعلان الميزانية العامة للدولة
د. عبد الله بن ناصر الحمود

(وختاما.. أُذكّر الوزراء ورؤساء الأجهزة بالحرص والاهتمام بتنفيذ هذه الميزانية بما يخدم المواطن، ويساهم في دفع عجلة التنمية الشاملة).. بهذه الكلمات، اختتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، كلمته إلى مجلس الوزراء في جلسته ليوم الاثنين 27 ذي القعدة 1427هـ، والتي تم خلالها إقرار الميزانية العامة للدولة لهذا العام. فماذا يمكن أن نقرأ من هذه العبارة؟.. إنها، في المقام الأول، عبارة شاملة لكثير من المعاني التوجيهية النبيلة، لقيادة حكيمة دأبت على وضع صالح العباد والبلاد فوق كل مصالح ذاتية أو آنية. (خدمة المواطن) و(المساهمة في دفع عجلة التنمية الشاملة).. هدفان إستراتيجيان، كان خادم الحرمين الشريفين ولا يزال، يضعهما نصب عينيه في كل محفل ومناسبة، ويؤكد على ضرورة تمثّلهما في مجمل نشاطات الأجهزة التنفيذية للدولة في جميع وزاراتها ومصالحها الحكومية والأهلية. وعندما يتم التأكيد على هذه الحقيقة، أثناء إعلان هذه الميزانية (الأكبر في التاريخ السعودي)، فإن ذلك يتطلب (وقفة متأنية) لاستيعاب هذا التوجيه القيادي المهم جداً..
إن على الأجهزة التنفيذية في مجتمعنا المعاصر، بشكل عام، أن تتجاوز كل العقبات التي تحول دون الأداء الأمثل لاستثمار هذا (التميّز المادي) في إنتاج (تميّز بشري) قادر على المنافسة الدولية بمستويات متميزة أيضاً.. ومن آليات ذلك، السعي الجاد نحو الارتقاء بقدرات الجهاز التنفيذي ليكون، على أقل تقدير، مستعداً لاستيعاب كافة منسوبيه (باختلاف رتبهم ودرجاتهم الوظيفية) أنَّ توجيه القيادة صريح في أن هذا الجهاز هو (لخدمة المواطن)، وأن عليه (المساهمة في دفع عجلة التنمية الشاملة)، وأن يكون لدى هؤلاء المنسوبين، قدرة ممتازة للعمل وفق هذين المفهومين، وبأفضل ما يمكن من أدوات ووسائل.
إن من أسوأ ما نراه ونلاحظه أحياناً، ونعايشه أحياناً أخرى، من تدني وعي بعض منسوبي الأجهزة التنفيذية في المجتمع، هو أن هؤلاء قد لا يستشعرون الأمانة الكبرى التي أوكلها ولاة الأمر إليهم، فراحوا يعبثون بمقدرات أجهزتهم حينا، ويُسخِّرون تلك الأجهزة لمصالح آنية وأنانية زائلة، أحياناً أخرى، وليس لصالحٍ عام تقوم عليه نهضة مجتمعية خلاّقة، وتدفع بالمواطن، من جديد، ليكون أفضل في مجتمعه، وأفضل إن هو خرج منه، ليلقى الآخرين من مجتمعات شتى عربية وغير عربية.
إن سمة (المواطنة السعودية) سمة كبرى، لا يَنتقِص من قدرها إلا جاحد، وإن الأجهزة التنفيذية عندنا، توشك - حين لا يستشعر بعضها هذه الأمانة- أن تكون معول هدم لكثير مما يبني البعض الآخر، ويحاول أن يعلي فيه البناء في وطننا الذي نُحبه ونُغليه، وفي مظاهر التنمية الشاملة التي قطعنا فيها ونقطع أشواطاً مجيدة من البذل والعطاء. ولعلي أهمس بكلمات في مسامع بعض قياديي أجهزتنا التنفيذية مسترشداً بتوجيه خادم الحرمين الشريفين لهذه الأجهزة فأقول: إن (خدمة المواطن) و(دفع عجلة التنمية) لا تستلزم، أبداً، بقاء الحال على ما هو كائن في الفكر الإداري لأجهزتكم، التي هي أجهزتنا أيضاً، بل يستدعي الأمرُ (الهجرانَ المبين) لكل تقاليدنا الإدارية البيروقراطية المتقادمة التي أَسِنت وتآكلت، ووهنت، وباتت عاجزة عن تحقيق طموحات القيادة وتطلعاتها لمستقبل أكثر إشراقاً لمجتمعنا ولمؤسساتنا.
علينا إذاً، أن نبدأ فوراً في تنفيذ مهماتٍ منها: أولاً، أن نراجع، بشكل جاد، كل آليات فعلنا الإداري التنفيذي، وأن نُخضِع كل قناعاتنا الإدارية ومنهجياتنا البيروقراطية لعملية تقويم علمية ومهنية موضوعية، وأن نستهدف عاجلاً استحداث مناهج إدارية جديدة تماماً، وآليات متطورة جداً يمكن من خلالها تحقيق تطلعات قيادتنا الطموحة دوماً، والصريحة دوماً، والمباشرة في جميع الحالات.
ثانياً، أن نعتمد، مباشرة، (الكفاءة) باعتبارها المتغير الثابت في أجهزتنا التنفيذية، وما سوى (الكفاءة) يبقى متغيرات تابعة.
ثالثاً، أن نعيد تقويم ومراجعة مواقعنا ومواقع منسوبي إداراتنا للتأكد من أن الموظف أو الموظفة في المكان المناسب تأهيلاً علمياً ومهنياً.
رابعاً، أن نعمد مباشرة إلى وضع أهداف مرحلية قصيرة ومتوسطة لمهماتنا ووظائفنا، وأن نقيس باستمرار مدى تحقيقنا لهذه الأهداف.
خامساً، أن نقدم الصالح العام على (مقاعدنا) التي نتكئ عليها، وهنا، (أضمن) لكل قيادي أو تنفيذي في أي مؤسسة من مؤسسات مجتمعنا الخدمية، أن يكون عطاؤه أفضل وأكمل وأجمل.
وأخيراً، أن نتمثل (القاعدة الأولى) في علم الإدارة، وهي أن أيّ خطأ يحدث في (إدارتي) هو (خطئي) بالضرورة، وليس خطأ أحد الموظفين عندي.
إن انقضاء هذا العام المالي، دون أن يكون ثمة (تغيير) مهم في تفاعل أجهزتنا التنفيذية (الخدمية منها بشكل خاص) مع متطلبات المرحلة، وضمان (خدمة المواطن) و(المساهمة في دفع عجلة التنمية الشاملة)، سيكون خسارة كبرى آمل ألا تحدث أبداً.
وإنني على ثقة بأن كثيرين من قيادات مؤسساتنا التنفيذية قد تبيّنوا مقاصد خادم الحرمين الشريفين، أثناء كلمته التوجيهية، وهم أهل للأخذ بأجهزتهم نحو التألق الذي ننشده دوماً.
لكننا اليوم نُصِر عليه ونجعله خيارنا الأوحد للتميز.. فإما أن نقيم المشروعات وننجزها ونتابعها بأفضل مستوى علمي ومهني، أو أن نترجّل عن صهوات جيادنا لآخرين يمكنهم ذلك.. أهمس في آذان هؤلاء من جديد، لأقول لهم: أرجو أن نكون، فعلاً، قد استشعرنا حجم المسؤولية التي حمّلَنا إياها قائد مسيرتنا.. شكراً يا خادم الحرمين الشريفين، لأنك تؤدي الأمانة، وشكراً لك، مرة أخرى، حين تسأل من حمّلته إياها اليوم، هل أدّاها حق أدائها بعد حين؟

نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

alhumoodmail@yahoo.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved