Al Jazirah NewsPaper Tuesday  26/12/2006G Issue 12507متابعة الثلاثاء 06 ذو الحجة 1427 هـ  26 ديسمبر2006 م   العدد  12507
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

الغزالي

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

تحديات غير تقليدية تهدد أمن ومستقبل الشرق الأوسط
التقرير الاستراتيجي العربي 2006 يؤكد:


* القاهرة -مكتب الجزيرة - علي فراج:
أوضح التقرير الاستراتيجي العربي أن هناك تحديات غير تقليديه تهدد امن الشرق الأوسط لصالح قوى إقليمية ودولية في مصلحتها مزيد من التوتر والفوضى في المنطقة خاصة في الدول العربية.
وأشار التقرير الذي صدر مؤخراً عن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمصر إلى وجود مؤشرات خطيرة لحالة الفوضى لعل أبرزها ظهور الطائفية على نحو يهدد بحرب أهلية في عدد من الدول العربية.
وحدد الدكتور حسن أبو طالب رئيس تحرير التقرير عدة أهداف معلنة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لجعل الشرف الأوسط الجديد ذا صبغة أمريكية منها ما يحدث من توظيف لازمة لبنان لخدمة أهداف هيمنة إسرائيل على المنطقة وان يقوم العرب أو بعضاً منهم لخدمة هذه الهيمنة وتحويل المنطقة إلى ساحة مواجهة سنية شيعية ليس فقط في الساحة العراقية وهو الأمر الذي يهدد بدوامة عاتية من الطائفية والعرقية لا حدود لها وإيجاد حل يسمح بتوطين قسرى للفلسطينيين في لبنان وبما يؤدي عملياً إلى تغيير طبيعة لبنان إلى الأبد وان تقوم قوات دولية مكونة من أكبر عدد ممكن من الدول بتفويض دولي بما لم تستطع إسرائيل أن تحققه عسكرياً وهو الإجهاز على ما تبقى من قوة حزب الله وأخيرا عزل كل من سوريا وإيران تمهيداً لممارسة المزيد من الضغوط عليهما كمقدمة لهدف أبعد هو تغيير النظامين الحاكمين فيهما.
وأشار أبو طالب إلى أن هذه الحزمة من الأهداف الأمريكية تعني في الواقع تفجيراً كاملاً للمنطقة العربية يتجاوز قدرة الإقليم وربما العالم ككل على استيعاب نتائجه.
وهو تفجير يمثل امتداداً بشكل أو بآخر لتلك المقولة التي طرحت في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق وهى الفوضى الخلاقة وهو تعبير مثير حاول أن يمزج بين نقيضين ويقدمهما باعتبارها طريقاً للتعبير والتطور متجاهلاً ما يجري على الأرض وما يعانيه الناس في العراق وتشهد عليه أركان الدنيا لحظة بلحظة.
وركز التقرير في عدده الجديد على نقطتين محوريتين هما لبنان بعد الهجوم الإسرائيلي عليها وتدمير البنية التحتية والتوتر الداخلي بين القوى السياسية هناك والقضية الثانية هي فلسطين ما بعد فوز حماس بالسلطة إلى جانب القضايا العربية الأخرى مثل السودان والوضع في موريتانيا بعد انقلاب محمد فال على الرئيس معاوية ولد الطابع وحالة الأحزاب الموريتانية واستشراف المستقبل السياسي لموريتانيا كما تعرض التقرير لبرنامج إيران النووي ومدى خطورته ونفعه للمنطقة العربية.
وتحدث التقرير عن خيار السلام مع إسرائيل والذي اعتمده الكثيرون من العرب كخيار استراتيجي منذ قمة بيروت 2002م وانتقد التقرير عدم وجود آلية عربية ودولية داخل المبادرة العربية من أجل تحقيقها، وطرح التقرير بديلا أخر هو ضرورة توظيف أوراق القوة الاقتصادية في الضغط على من يجب الضغط عليهم لكي يتبنوا الموقف العربي المناصر للحق العربي. الحوار مع الآخر إنسانياً وتحت عنوان (من صراع الحضارات إلى حوار الثقافات نحو منظومة عربية متكاملة) أوضح السيد ياسين أستاذ علم الاجتماع السياسي ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن من شروط نجاح حوار العرب والمسلمين مع الآخر اختيار موضوعات ذات طابع إنساني مشترك وتجنب معالجة القضايا التي تمس مشاعره وتنتقد ثقافته وقيمه وإذا يحترم العرب والمسلمون ثقافة الآخر ويقبلون اختلافه ويقدرون خصوصياته فإنهم يطالبون الآخر في حواره معهم باتخاذ مواقف مماثلة.
وأشار ياسين إلى أن الحوار العربي مع الأخر يقتضي من طرفي الحوار الالتزام بعدة أخلاقيات منها احترام التعددية الثقافية وتجنب الأفكار المسبقة والاحتكام إلى العقلانية كمبدأ رئيسي في الحوار وتغليب الأسلوب العملي على العاطفي والانفعالي والحرص على البحث عن الوجوه الإيجابية في الثقافات وإبرازها، وإعادة النظر في ما هو ساند من مفاهيم التقدم والتخلف والرفض القاطع لربطها بدين معين أو ثقافة معينة ورفض وجود معايير ثابتة لمفاهيم التقدم والتخلف الثقافي والحضاري التي يريد طرف فرضها على الأخر.
وأكد السيد ياسين أن الثقافة العربية والإسلامية ذات قابلية تاريخية للحوار مع الثقافات الأخرى وأن لدى العرب نخبا ثقافية عديدة تتمتع بكفاءات متميزة في الحوار وهي قادرة على إجراء حوار رفيع المستوى يعالج القضايا التي تهم العرب والمسلمين كما أن بمقدور هذه النخب توليد عولمة أكثر إنسانية مما يشهده العالم اليوم. وأقترح السيد ياسين صياغة مبادرات عربية وإسلامية ذات مضمون إنساني للحد من مخاطر العولمة ووضع معايير عربية إسلامية أساسية للتمييز بين المقاومة والإرهاب ومشاركة العرب في إصلاح مؤسسة الأمم المتحدة وتوليد أجيال متعاقبة مؤمنة بالحوار بين الشعوب.
لبنان ... مستقبل متوتر
رصد التقرير الاستراتيجي العربي حالة لبنان قبل العدوان الإسرائيلي عليه وما كان يعانيه من استقطاب وجمود سياسي مرورا بحالة العدوان والرد عليه من قبل حزب الله والمساعي العربية لوقف العدوان فضلا عن تباين المواقف الدولية حيال ما يحدث من صراع على الأراضي اللبنانية إلى جانب استشراف مستقبل لبنان في ظل التوتر السياسي الحاد داخل المنظومة اللبنانية ومدى تأثير الأطراف الخارجية الإقليمية والدولية على الداخل اللبناني وفي الوقت نفسه رصد التقرير حالة إسرائيل والضغوط المتزايدة على حكومة أولمرت بسبب فشلة في الحرب على حزب الله.
وفي تحليله العسكري للعدوان الإسرائيلي على لبنان أوضح التقرير أن النتائج مثلت لطمة عنيفة لصورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وقوته الردعية كما أن الفشل الإسرائيلي في لبنان أوجد حالة من الخشية لدى دوائر واسعة داخل النخبة السياسية والعسكرية في إسرائيل وسبب هذه الخشية يمكن في تخوف هذه النخب من تشجع أطراف أخرى في المنطقة من التجرؤ على إسرائيل مستقبلاً ولعل ذلك ما أدى إلى تكاتف الضغوط على حكومة ايهود اولمرت.
وأضاف التقرير أن الدرس الرئيسي للعدوان على لبنان والذي غاب بدرجة كبيرة عن الجدل السياسي العسكري المحتدم في إسرائيل يتمثل في استحالة تطبيق حلول عسكرية للصراعات القائمة بين إسرائيل والدول العربية حيث لم تفلح قوة إسرائيل الجبارة في تحقيق أي انجاز عسكري أو سياسي أمام تنظيم صغير ومن ثم فإن النتيجة الأهم لهذه الحرب هي بالأساس انكسار الغطرسة الإسرائيلية وفي التأكيد على ضرورة العودة للحلول التفاوضية العادلة التي تلغي أسباب الصراع تماماً في حين أن اعتماد أي بدليل بخلاف ذلك من جانب إسرائيل لا يعني إلا التمهيد لمزيد من جولات الصراع المسلح القادمة مع الطرف نفسه أو أطراف أخرى في الإقليم.
المأزق العراقي يربك الداخل الأمريكي
وفي باب التفاعلات الدولية تناول التقرير الاستراتيجي العربي إشكاليات الأمن القومي الأمريكي وتحول القضية العراقية إلى قضية رئيسية داخل الأطراف السياسية الرئيسية وما يتفق ومصالحها السياسية وتحول العنصر العسكري السريع على نظام صدام حسين إلى عبء سياسي وتكلفة سياسية ضخمة فضلاً عن التكلفة الاقتصادية والأخلاقية.
ورصد التقرير أوجه الاختلاف بين المحللين السياسيين الأمريكيين حول الأمن القومي للولايات المتحدة ومدى اختلاف أطروحات المراكز البحثية عن أطروحات إدارة الرئيس بوش الابن لكن هناك من يرى تحولا في أساليب إدارة بوش في الفترة الثانية عما كان عليه من قبل خاصة عقب أحداث 11 سبتمبر ويرى أنصار نظرية التغيير في أساليب إدارة بوش أنه لجأ للشرعية الدولية في أكثر من ملف خاصة الملف السوري والإيراني بخلاف ما حدث من قبل واستخدامه القوة العسكرية ضد أفغانستان والعراق.
وأشار التقرير إلى وجود اختلاف واسع حول الأمن القومي الأمريكي وقد بدأ هذا الاختلاف منذ فترة بوش الأولى وتنامى في الثانية ولم يكن الجدل بين المراكز البحثية فقط بل امتد إلى الأحزاب السياسية وهو ما وضح في أطروحة الحزب الديمقراطي التي أعلنها قبالة إستراتيجية الجمهوريين والتي وجهت انتقادات حادة لإدارة بوش وتأكيد هذه الأطروحة على أن بوش يقود أمريكا في الاتجاه الخطأ.
وأوضح التقرير أن حالة الارتباك الشديدة والتخبط التي تمر بها البيئة السياسية الأمريكية داخليا جراء المأزق العراقي وما نتج عنه من فضائح سياسية تخص الرئيس بوش أدت إلى تحمل الحزب الجمهوري صاحب الأغلبية في الكونجرس العبء العراقي على الرئيس وقد أدى ذلك إلى إتباع أعضاء الحزب سياسية الموائمة عبر اتجاهين أولهما التماشي مع الرأي العام الأمريكي وتحميل الرئيس بوش مسئولية السلبيات التي وقعت في العراق أما الاتجاه الثاني فقد تمثل في استغلال الحزب لأغلبيته داخل الكونجرس في تأخير ظهور نتائج نقص الحقائق لكن هذه الموائمة لم تكلل بالنجاح وواجه الحزب الجمهوري تحديات صعبة اضطرت زعيم الأغلبية في مجلس النواب إلى الاستقالة بعد اتهامه بانتهاك قوانين الحملات الانتخابية وقوانين الانتخابات. أوروبا أمام عقد اجتماعي جديد وعن الاتحاد الأوروبي أوضح التقرير الاستراتيجي أن هناك عدة تحديات تجمعت أمام الاتحاد الأوروبي وأثارت بدورها التساؤلات حول مستقبل الاتحاد وإمكانية تحوله إلى قطب دولي في المدى الزمني المنظور وكان أبرزها الرفض الشعبي الفرنسي والهولندي في استفتاءين منفصلين مسودة الدستور الأوروبي الذي يهدف إلى نقل آليات العمل داخل الاتحاد إلى مرحلة أعلى من الاندماج وإعادة التنظيم وفق معايير جديدة وتحديات العمل في ظل عملية توسيع للعضوية نقلت عدد الأعضاء من 12 عضوا إلى 25 عضوا قابلة للزيادة إلى 27 عضوا نهاية العالم المقبل بكل ما يعنيه ذلك من ضرورة إعادة النظر في آليات اتخاذ القرار داخل مؤسسات الاتحاد وكذلك التفاوض مع تركيا من أجل الانضمام الكامل ومن التحديات الأوروبية أيضا تصاعد اليسار الأوروبي حيث شهدت أوروبا في النصف الأول من العام 2006 حدثين كبيرين يمثلان تصاعدا كبيرا لليسار ومما دعم من قوة وعمق واتساع وتأثير هذين الحدثين هما أنهما تقريباً تزامنا في دولتين كبيرتين ومؤثرتين بتعدادهما السكاني الذي يتجاوز 120 مليون نسمة وبقوة اقتصادية وتجمعان بين العمق الأوربي والعمق المتوسطي وهما فرنسا وايطاليا، ومن التحديات الأوربية أيضاً تفاقم الاحتكاكات العقائدية بين اليمين الأوروبي والجاليات الإسلامية وأوضح التقرير الاستراتيجي العربي أن هناك ما يزيد عن 20 مليون مسلم يعيشون داخل الاتحاد الأوربي وبالرغم من أن نسبة المسلمين لا تتجاوز 3.5% إلا أن الأوربيين قلقون منها ويرجع التقرير أسباب القلق الأوربي من الجالية الإسلامية الصغيرة إلى عدة أسباب منها أن جميع الظروف الراهنة تدفع في اتجاه النمو العددي لهذه الجاليات الإسلامية التي تتسم بحيوية وتسعى إلى التكاثر. والسبب الثاني في القلق الأوربي هو دخول القارة الأوربية رحلة الشيخوخة الديموجرافية التي تتمثل في زيادة كبار السن وتراجع معدل المواليد وهو ما يعني أن قوة العمل الصناعي في أوربا سوف تتجه خلال الثلاثين عاماً المقبلة إلى التركز بشكل واضح في الجاليات الإسلامية أما ثالث أسباب التحديات أمام الاتحاد الأوربي فهو رفض الجاليات الإسلامية لمفهوم الاندماج بالمعنى الأوربي.
وخلص التقرير إلى أن أوربا كحكومات وكشعوب وكمنتجين وكعمالة تدرك أنها على أبواب عقدا اجتماعي جديد تصاغ شروطه الآن في مقار الحكومات وفي الشارع السياسي الأوربي. الأمم المتحدة.. الإصلاح وجهة نظر وتعرض التقرير لقضية إصلاح الأمم المتحدة موضحاً انه رغم وجود اتفاق عام على أهمية إصلاح الأمم المتحدة إلا أن هناك اختلافاً شديداً بين الدول الأعضاء حول مضمون واتجاهات الإصلاح فمن ناحية تعتقد الدول الغربية الكبيرة أن التغييرات التي يشهدها العالم ذات طابع ايجابي وأنها تتيح فرصة جيدة للأمم المتحدة للتوسع في مهام حفظ السلام ولكن اغلب دول العالم الثالث تختلف مع ذلك خاصة بعد أن خسرت الأمم المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية جانباً كبيراً من مصداقيتها وإذا كانت الأمم المتحدة قد حصلت على فرصة مهمة لتفعيل دورها مع انتهاء نظام القطبية الثنائية الذي شل آلية صنع القرار داخل المنظمة لكن هذه الفرصة أهدرت بسبب ازدواجية المعايير في إدارة المنظمة لعدد من القضايا الدولية والإقليمية وفي هذا السياق ناقش التقرير أربع نقاط أساسية تتعلق باتجاهات الجدل حول إصلاح الأمم المتحدة وهي مبررات إصلاح الأمم المتحدة ومقترحات إصلاح المنظمة واهم القضايا التي أثير الجدل بشأنها والرؤى الدولية المختلفة حول إصلاح الأمم المتحدة.
وأوضح التقرير أن هناك أسبابا كثيرة تجعل من قضية إصلاح الأمم المتحدة مسألة ضرورية أن لم تكن ملحه ويمكن تصنيف هذه الأسباب إلى مجموعتين رئيسيتين الأولى تتعلق بدخول النظام العالمي مرحلة جديدة في ظل التطورات المتعلقة بهيكل توزيع القدرات الاقتصادية والسياسية والتي تستدعي إعادة النظر في المنطلقات والأسس الفلسفية للتنظيم الدولي أما المجموعة الثانية فتتعلق بالخلل في الهيكل التنظيمي للأمم المتحدة.
وعن مقترحات إصلاح الأمم المتحدة أوضح التقرير أن هناك اقتراحات متعددة إلى درجة يصعب حصرها أو تصنيفها بدقة لكن التقرير ركز على أهم الأفكار التي طرحها الأمين العام للأمم المتحدة في تقاريره المختلفة خاصة المقترحات التي قدمها كوفي عنان عام 1998 بشأن الإصلاح بعد عام من توليه الأمانة العامة في تقريره المعنون (تجديد الأمم المتحدة: برنامج الإصلاح) وتقرير (إعلان الألفية) كذلك تقرير (تعزيز الأمم المتحدة: برنامج لإجراء المزيد من المتغيرات) والذي احتل فيه موضوع حقوق الإنسان مكانا بارزا وكذلك تقرير لجنة الحكماء الذي صدر في ديسمبر 2004 والذي تضمن 101 مقترح للإصلاح وحدد المخاطر التي تهدد العالم. وفي إطار الحديث عن التفاعلات الدولية التي حدثت خلال العام المنصرم تناول التقرير قضية الرسوم الدنماركية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم باعتبارها قضية عولمية ساخنة والتي نشرتها صحيفة " جيلاندز بوستن الدنماركية (في 30 سبتمبر من العام 2005 ونشرتها صحف أوروبية أخرى من باب التضامن ورصد التقرير ردة الفعل الإسلامية الرسمية والشعبية ضد هذه الرسوم وتداعيات ما حدث، كما تناول التقرير أيضا الكوارث الطبيعية في عصر العولمة وكيفية استخدام هذه الكوارث سياسيا.
آسيا بين نيران الحركات
الانفصالية ودخان النووي
وتحت عنوان (آسيا بين البرامج النووية والحركات الانفصالية تناول التقرير أزمة البرنامج الفوري الكوري والإيراني واعتبر أن أزمة برنامج كوريا الشمالية النووي يكمن في أنه خطوة للأمام وخطوتين للخلف وتناول التقرير المحادثات السداسية وإعلان بكين والصمود الكوري الداخلي ضد التهديدات الأمريكية وفشل الطرفان الأمريكي والكوري في الانتقال بالمفاوضات إلى خطوة تالية أبعد من إعلان بكين وقد أدى ذلك إلى افتراض أن أيا من الطرفين لم يهدف إلى التسوية الحقيقية بمعنى أن الهدف الحقيقي لبيونج يانج قد تمثل في الحصول على اعتراف أمريكي بحقها في امتلاك برنامج نووي سلمي والعودة بالمفاوضات إلى نقطة 1994 وهو ما تحقق لها بالفعل في إعلان بكين وعلى الجانب الآخر فإن الولايات المتحدة كانت تدرك أن بيونج يانج لن تكون جادة في أي اتفاق ومن ثم كان الهدف الأساسي من الإعلان هو تقوية الحجج الأمريكية لتحويل الملف الكوري إلى مجلس الأمن من ناحية ومحاولة إقناع نظام بيونج يانج باستئناف عمل المفتشين الدوليين للوقوف على المستوى الحقيقي للبرنامج النووي الكوري من ناحية أخرى وهو خطوة أساسية في إطار الاستعداد لبديل التصعيد العسكري.
وأكد التقرير أن الخلافات الأمريكية الكورية خلافات هيكلية كما تناول التقرير في هذا الباب تسوية المشكلة الانفصالية بإقليم أتشيه الاندونيسي إلى جانب عودة طالبان بأفغانستان مرة أخرى للحياة وقدرتها على شن عمليات ناجحة ضد القوات الأمريكية هناك. وكشف التقرير عن المحاولات الإيرانية الرامية إلى جعل طهران لاعبا رئيسيا في التفاعلات الإقليمية وأوضح التقرير أن التفاعلات السياسية الإيرانية تشير إلى أن النظام الإيراني لم يستقر بعد على منهج محدد وواضح ويحظى بإجماع داخلي من أجل تسير الجمهورية الإيرانية داخليا وخارجيا وأوضح التقرير أن علاقة إيران بدول مجلس التعاون الخليجي تتميز بحالة من البرجماتية وتحاول طهران بث رسائل تطمينية إلى دول الخليج بشأن برنامجها النووي.
إيران والتصعيد الكلامي ضد إسرائيل
أما علاقة إيران بإسرائيل فأشار التقرير إلى أنها حالة من التصعيد الكلامي والتهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب لا تتجاوز حدود المواجهة اللفظية وتحاول إيران من خلال ذلك إثبات أنها لاعب أساسي في القضية الفلسطينية وقد وضح ذلك في التأييد المطلق الذي لاقته حماس من إيران أما عن إيران والملف العراقي فقد أوضح التقرير أنها استفادت من العملية العسكرية من حيث أطاحت بنظام يختلف أيدلوجيا ويختلف معها في كافة الوجوه فضلا عن تعزيز مكانتها إقليميا على حساب العراق وكبح جماح بعض متشددي الإدارة الأمريكية الذين كانوا يريدون ضرب إيران عسكريا ولكن خوفهم من تكرار المستنقع العراقي جعلهم يتراجعون.
ورصد التقرير الاستراتيجي الخريطة السياسية لفلسطين بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة والتي فازت بها حماس وما تبع ذلك من أحداث ألقت بالكثير من الظلال على القضية الفلسطينية داخليا وخارجيا وأوضح التقرير أن صعود حماس لتشكيل أول حكومة فلسطينية من خارج حركة التحرير الفلسطينية (فتح) شكل تحولا حقيقيا في كثير من المعادلات التي حكمت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من ناحية والعلاقة بين كافة الفصائل والقوى السياسية من ناحية أخرى بالإضافة لما فرضه الصعود من تغيير في منهاج التعامل الدولي والعربي مع حكومة حماس فقد باتت حكومة حماس أكثر عرضة لمستويات متعددة من الضغوط الداخلية والخارجية التي ساهمت في نقل مسار الحديث عن التسوية السلمية إلى مسارات أخرى تتعلق بقدرة الحكومة على إدارة شؤون الحياة الفلسطينية وقدرتها على استمرار جهود الوفاق الوطني والإصلاحات السياسية ومواجهة الخط الدولي المتعنت بين تشكيل حماس الحكومة الفلسطينية وبين الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني مع تجاهل تام لنتائج عملية ديمقراطية اعترف العالم وأشاد بنزاهتها. أشار التقرير إلى أن المشهد الفلسطيني ما بعد حماس يسر من مهمة حكومة إيهود أولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي في التغطية على ممارساتها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني وزيادة الحصار والضغوط الاقتصادية عليه بدعوى الدفاع عن النفس ومواجهة الارهاب.
السودان ... سلام قلق
وتناول التقرير أزمات بناء السلام في السودان موضحاً انه على مدى عام كامل من يوليو 2005م وحتى مايو 2006 شهد السودان أحداثا هامة ومحورية من شأنها أن تؤثر في تشكيل مسار الأحداث والتفاعلات السياسية السودانية خلال المرحلة الانتقالية المحددة بست سنوات والتي تنتهي من 2011 طبقا لاتفاقية سلام جنوب السودان التي جرى توقيعها بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان في يناير 2005م، وأشار التقرير إلى أن الأهمية الخاصة لهذه الأحداث تتجلى في أثارته لأسئلة وقضايا شائعة من قبيل هل سيتجه الجنوب بعد غياب جون قرنق عن المسرح السياسي إلى الانفصال مع نهاية الفترة الانتقالية ام سيبقى في إطار المعادلة التي أقرتها البروتوكولات الستة المكونة لاتفاق سلام الجنوب رغم ما فيها من عيوب، وكذلك ما هو شكل العلاقة بين الأقاليم المختلف للشمال في ضوء اتفاقية أبوجا الموقعة في مايو 2005م بشأن أزمة دارفور ومدى انعكاس ذلك على المفاوضات الجارية في اسمرا حول أزمة الشرق، وهل ستؤدي هذه الاتفاقات إلى تحقيق الأمن والاستقرار أم أنها ستظل منقوصة بسبب عدم رضا بعض الأطراف عنها وإمكانية عودة شبح الحرب الأهلية مرة أخرى ورصد التقرير الأحداث السودانية بدقة مركزاً الضوء على سلفاكير نائب الرئيس السوداني وأسلوبه ومنهجه ونقاط اتفاقه واختلافه عن سلفه قرنق وقال التقرير أن سلفاكير لم يفصح بعد عن كثير مما بداخله.ولأن موريتانيا قفزت إلى واجهة الأحداث خلال العام الماضي بسبب الانقلاب العسكري الذي قادة أعل ولد محمد قال الرئيس الحالي على الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي احمد الطابع لذلك تناول التقرير بالرصد الحياة السياسية الموريتانية والأحزاب السياسية والتقسيم العرقي داخل الشعب الموريتاني والآمال والطموحات التي يتبعها الشعب على العهد الجديد. مصر ... حراك سياسي وعنف انتخابي واستحوذت مصر على جزء كبير من التقرير حيث تناول التقرير قضية الإصلاح السياسي وما ترتب على تعديل المادة 76 من الدستور والتي أتاحت صياغتها النهائية الفرصة أمام انتخابات رئاسية متعددة بطريقة الاقتراع السري المباشر وما أثاره ذلك من حراك سياسي.
كذلك تناول التقرير الانتخابات البرلمانية الأخيرة وصعود جماعة الإخوان المسلمين المحظورة إلى صدارة المعارضة تحت قبة البرلمان باحتلالها خمس مقاعد البرلمان وتناول التقرير ما جرى من الانتخابات من أحداث عنف وتزوير داخل بعض اللجان الانتخابية كما اشار التقرير إلى دعاوى الإصلاح التي أطلقتها القوى السياسية ومدى تقبل الحزب الوطني الحاكم وحكومته لهذه الأطروحات كذلك عرض التقرير للحياة الحزبية المصرية كاشفاً عن النزاعات والانقسامات داخل أحزاب المعارضة وعدم قدرتها على تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الحزب الوطني.
كما تناول التقرير أيضاً الحركات الشعبية والتجربة الإصلاحية التي ظهرت في مصر في العام المنصرم مركز على قضية نادي القضاة وأهمية فصل السلطة القضائية عن السلطة التشريعية ومطالب القضاة والانتخابات التي جرت بداخله.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved