Al Jazirah NewsPaper Tuesday  26/12/2006G Issue 12507عزيزتـي الجزيرةالثلاثاء 06 ذو الحجة 1427 هـ  26 ديسمبر2006 م   العدد  12507
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

الغزالي

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

بين حمد الزيدان وسعد المسند

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} بالأمس كتب الدكتور سلمان العودة في جريدتنا الجزيرة الغراء وقال عن رحيل ابن الحارة (حارة الهلال ببريدة) حمد الزيدان - رحمه الله - حيث أفاض وأجاد كعادته فكتاباته ومقالاته وبأسلوب العطر على الذكر الحسن لهذا الرجل، وأنه رحل بهدوء كما عاش حياته بهدوء، واليوم أشار بحزن عميق في الكتابة عن رحيل فارس آخر من فرسان (حارة الهلال ببريدة) الذي رحل بهدوء الذي تعرفه حارتنا بأنه المفكر والمدبر لأبناء هذه الحارة وهو بحق يشارك في كل نشاط سواء كان رياضياً (خلال تأسيسنا لفريق نجوم الهلال لكرة القدم) أو من خلال نشاطات الأفراح والأتراح والمشاركة الفعالة فيها، كما أن للرحلات البرية (الكشتات) طعمها الخاص ومزاجها المميز إذا كانت برفقته ومتابعته.
كان سعد المسند الذي رحل فجر خميس أول أيام ذي الحجة المباركة - كان سعد - رحمه الله - جاداً في حياته صارماً بين زملائه وأقرانه في أفعاله التي يريد من ورائها إصلاح المعوج.
له قوة في الحجة والإقناع ولديه همة رجال ولديه الاستعداد في تحمل مسؤوليات أبناء الحارة في رحلات البر يتولى الإمارة فيها. من ذكريات تلك الرحلات وفي أثناء تلك الأيام خرجنا برفقته - رحمه الله - للصيد والتنزه وكان المسؤول عن تجهيز كل ما يلزم لهذه الرحلة، وأثناء وصولنا إلى مقر الإقامة في هذه البرية التي تبعد عن بريدة حوالي ثلاث ساعات كانت المفاجأة أننا لا نحمل معنا ما كان ضرورياً لمثل هذه الرحلات وكان الجو قارساً جداً - مثل الحطب -، الموقد واللحم ومستلزمات الطبخ الأخرى، ونفاجأ بأنه تعمد ذلك لأنه - رحمه الله - كان مبتغاه أن نعتمد على أنفسنا في هذه الرحلة (وكنا في ذلك الوقت طلبة في الثانوي والمتوسط) صغار في السن وقليلو الخبرة والتدبير وقام - رحمه الله - بتوزيع المهام بيننا فمنا من يتولى جلب الحطب، ومنا من يصلح القهوة والمأكل، ومنا من يتولى الصيد ومنا من يقوم بتجهيز الخبز وهكذا وبتنا ثلاثة أيام في هذا المكان ثم طلب منا الرحيل الى مكان أكثر (وفرة في الصيد) وكان من المؤمل أن نعود إلى دراستنا لكنه أصر بأن نبقى مدة أطول حيث بقينا خمسة أيام وعدنا إلى دراستنا ونحن أكثر نشاطاً واستيعاباً للدروس.
وبعد التخرج من ثانوية المعهد العلمي ببريدة وتفرقت بنا الأيام وكل ذهب لإكمال مشواره في الحياة فمنا من واصل دراسته ومنا من تعلق بالوظيفة، أما سعد فاختار العمل بالأعمال الشاقة - الإنشاءات - في الرياض، وبعد عشرين سنة شاءت قدرة المولى أن نجتمع في الرياض وإذا بسعد صاحب النكتة والمرح واللعب والنشاطات المختلفة قد أصبح شخصاً من نوع آخر فأصبح - رجلاً جاداً في حياته محافظاً على أوقاته وإذا به قد واصل دراسته بعد انقطاع وتخرج من كلية الشريعة وأصبح معلماً في مدرسته ومعلماً في بيته يتذاكر مع زملائه وأحبابه دروس العلوم الشرعية وقد حضرت مجلسه قبل فترة وجيزة وإذا به مجلس علم ومعرفة وورع وإذا به تقي يفيض من وجهه النور إذا نظرت إليه، ومن سلامته الحكمة إذا نطق، وتلمست أن أذكره بأيامنا الخوالي فنظر إليَّ وقال: يا إبراهيم الدنيا قصيرة والأعمار على وشك الانتهاء وكأنه يقول لي إن أجلي قريب وأنتم على طريقي سائرون.
وفي يوم رحيله كان لنا مع الوفاء وقفة لهذا الرجل الذي لم أجده يوماً إلا واقفاً مع زملائه وأصدقائه في تلمس حاجاتهم ومساعدتهم والسؤال عن أحوالهم، كما أنه دائماً يطلب المغفرة منهم عن زلة لسان قالها أو قصة أوردها، وقد كانت لرفقاء دربه وأنا واحدٌ منهم صدمة عظيمة مجلجلة في وفاته المفاجئة فهو لا يزال لديه آمال وطموحات في مشاريع خيرية وإنسانية ليقدمها لهذا الوطن وهو لا يدخر - وهو المعلم والموجه لنا في الصغر - أن يكون المعلم والموجه في الكبر حيث إن لديه مشروعاً خيرياً؛ أسأل المولى عز وجل أن يوفق أسرته على القيام به تخليداً لهذا الإنسان المعطاء وأجراً ومثوبةً لهم وله بإذن الله.
أسأل الله أن يتغمدك يا أبا سلطان بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جناته أن يجزيك عني وعن أقرانك خير الجزاء للوفاء لك لأنك أهلٌ الوفاء وأن يلهم ذويك وأهل بيتك وأبناءك الصبر والسلوان وأن يعوضهم خيراً إن شاء الله.
رحم الله حمد الزيدان ورحم الله سعد المسند.

إبراهيم بن أحمد السعدون

ibrahimaas@yahoo.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved