Al Jazirah NewsPaper Sunday  31/12/2006G Issue 12512الأولىالأحد 11 ذو الحجة 1427 هـ  31 ديسمبر2006 م   العدد  12512
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

قضايا عربية
  في الصحافة العبرية

دوليات

متابعة

منوعـات

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

تسييس المحاكمة وتوقيت الإعدام
بقلم: خالد المالك

كنا نتمنى لو أن محاكمة عادلة وغير مسيّسة أجريت للرئيس العراقي السابق صدام حسين، تكون مرجعية لأي محاكمات مماثلة قد تجري مستقبلاً لآخرين غير صدام حسين، وبالتالي نعتبرها سابقة نباهي بها كعرب ومسلمين أمام العالم مؤكدين من خلالها على أننا مجتمع متحضر يلتزم بمبدأ أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وهذه قاعدة شرعية تلتزم وتتمسك بها الدول الإسلامية وغير الإسلامية التي تحترم حقوق الإنسان.
وكنا نمني أنفسنا أيضاً - وقد سنحت لنا الفرصة - بأن نعلن عن هويتنا في التعامل مع القضايا الشائكة من خلال هذه المحاكمة التي تمتعت بمتابعة غير مألوفة من العالم أجمع، وتميزت بأنها تزامنت مع البث الفضائي للأخبار ومتابعة الأحداث في مختلف اللغات، إذ كانت المحاكمة التاريخية لصدام حسين يتم نقلها مباشرة عبر هذه الفضائيات إلى العالم بأمل أن يتوصل الجميع إلى معرفة حقيقية بأسباب تجريمه، وبالتالي ملاءمة الحكم الذي صدر بحقه.
ولا أستغرب حين ينظر البعض إلى محاكمة رئيس سابق للعراق في ظل احتلال أجنبي بشيء من الريبة والشك، في ظل تغيير القضاة من حين لآخر، وسرعة المحاكمة على التهم الموجهة إليه، وغياب المعايير القانونية المحكمة، والتنفيذ الفوري للحكم بإعدامه، وتجاهل ما يمكن أن يتركه مثل هذا الحكم من أثر مستقبلي على وحدة العراق وأمنه واستقراره، بينما كان يمكن التريث في إصدار مثل هذا الحكم بإعطاء المحاكمة مدة أطول، وفي ظل مناخ أفضل، تتم من خلاله مداولات مفصلة حول التهم المنسوبة إلى صدام حسين - وبعيداً عن التسييس - لضمان صدور حكم عادل يكون محل الرضا والقبول لدى شعب العراق بكل مذاهبه وقومياته وطوائفه وانتماءاته السياسية.
لقد أصيب كل مسلم شريف - وهذا هو المهم - بالصدمة والحزن والاستهجان إثر توقيت الحكومة العراقية موعد تنفيذ الحكم بإعدام صدام مع إطلالة اللحظات الجميلة التي تبدأ فيها أولى أيام عيد الأضحى المبارك، فيما يلتقي أكثر من ثلاثة ملايين حاج في مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، في صورة لا تتكرر إلا مرة واحدة في السنة، مع الإعلان عن إعدام الرئيس السابق للعراق، وكأن أكثر من مليار مسلم بمثل هذا التصرف لا قيمة لهم ولا يستحقون أن ينظر إليهم وإلى دينهم ومناسباتهم العظيمة باحترام وتقديس.
ومن الطبيعي أن تتفاوت ردود الفعل على أجواء وأسلوب وطريقة محاكمة صدام حسين، ومثلها حول توقيت تنفيذ الحكم بإعدامه صباح أمس، بتعمد مقصود من المسؤولين العراقيين بأن يتم تنفيذ ذلك في أول أيام عيد الأضحى المبارك، في تصرف نرى أنه غير مقبول وغير مسؤول لأنه في أبسط عبارة استهدف وحدة المسلمين واستفزازهم وعدم احترام مشاعرهم وعيدهم ومناسبتهم العظيمة.
لقد حكم صدام حسين للعراق الشقيق على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وقد صاحبت فترة حكمه مجموعة أحداث جسام وحروب مدمرة، وأخطاء قاتلة، وممارسات غير مقبولة في ظل شعور بالقوة غير المقدرة لقوة الآخرين، وما يمكن أن تؤول إليه طموحاته إذا ما تمادى في الممارسة السياسية والعسكرية الخاطئة، وهو ما أنهى فترة حكمه بغزو أمريكي - بريطاني كما هو معروف.
إننا لا ندافع عن الرئيس السابق صدام حسين،ولا نعفيه من أخطائه، لكننا كنا نتمنى لو أن مثل هذه المحاكمة جرت دون أي دور أو تأثير أو علاقة في مجرياتها ومساراتها من قبل أي من خصومه، مثلما تمنينا لو أنها تمت بعد خروج المحتل من الاراضي العراقية ، ليكون في ذلك ضمانة لنزاهة الأحكام وعدم التشكيك فيها، وحتى لا يأتي من يدعي بأن تسييس المحاكمة قد أعطى الغطاء للراغبين في إصدار حكم بإعدام صدام حسين، دون أن تكون هناك فرصة ربما كانت مواتية ومقبولة لحكم أخف لو أن المحاكمة تمت في أجواء غير الأجواء التي حوكم بها صدام حسين ونفذ في ظلها الحكم بإعدامه.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved