Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/01/2007 G Issue 12519
الاقتصادية
الثلاثاء 20 ذو الحجة 1427   العدد  12519
أفق
خدمات الطرق المفقودة..آن الأوان للتغيير
سلطان بن محمد المالك

تراودني منذ فترة فكرة الكتابة عن موضوع اليوم، وتجربتي الأخيرة في السفر براً في السيارة خلال الإجازة دفعتني للكتابة عن هذا الموضوع المهم، فكما هو معلوم لدى الجميع فقد شهدت مملكتنا الحبيبة تطوراً ونمواً كبيراً ولافتاً في مشاريع الطرق السريعة بين المدن امتداداً إلى خارج الحدود، تلك الطرق السريعة برحابتها وسعتها وحداثتها خدمت المسافرين كثيراً وأراحتهم من عناء السفر، بل فقد حلت أزمة كبيرة جداً لمن يعاني من مشاكل الحصول على حجوزات في الطائرة، حتى أصبح السفر في السيارة لأفراد العائلة نوعاً من أنواع المتعة والترفيه على الرغم من مزاحمة ومضايقة سيارات النقل الكبيرة.

في المقابل وللأسف الشديد لم يتواكب مع ذلك التطور في مشاريع الطرق السريعة أي تطور في الخدمات التي تقدمها مراكز ومحطات توزيع المحروقات والمنتجات البترولية ومشتقاتها المنتشرة (بقلة) على الطرق السريعة، وأنا متأكد أن الكثيرين قد سافروا براً وجربوا متعة السفر عبر الطرق السريعة واستاءوا كثيراً من الخدمات المتوفرة لدى تلك المحطات.

تلك المحطات تقدم خدمات أقل ما يقال عنها إنها (رديئة جداً) و(غير مقبولة) أبداً وتمثل صورة غير حضارية للمملكة خصوصاً للمسافرين براً والقادمين من خارج الحدود، فالمسافر حين يتوقف في إحدى هذه المحطات لا يتوقف فقط لتعبئة خزان الوقود، بل كذلك للحصول على خدمات أخرى مثل الشراء لحاجات معينة وتناول الطعام في أماكن نظيفة، وأداء الصلاة وقضاء الحاجة خصوصاً للأطفال وأحياناً المكوث للراحة.

للأسف الشديد فالوضع الحالي لا يشجع المسافر إلا على التوقف فقط لتعبئة خزان الوقود بسبب رداءة الخدمات المقدمة، ويلاحظ جلياً غياب تام للرقابة على تلك المحطات وما يقدم من خلالها، فالمواد الغذائية بعضها منتهي الصلاحية وأماكن الصلاة (إن وجدت) غير مهيأة إطلاقاً ودورات المياه كذلك رديئة جداً والمطاعم يمكن أن تستخدم لأي شيء غير تقديم الطعام.

في اعتقادي أن السبيل لحل تلك المشاكل أن توجد شركات متخصصة ذات خبرة كافية بخدمات الطرق داخل وخارج المدن، فالأسلوب الحالي المتبع من قبل بعض أصحاب المحطات بتأجير خدمات المحطة (مجزئة) قد يكون أحد الأسباب الرئيسة، فلا يوجد إدارة مخصصة لهذه المحطة وتلك، فكل مستأجر يبحث عن كسبه بدون إبداء أي اهتمام للخدمة المقدمة وجودتها، وحسب علمي، سابقاً دخلت بعض الشركات الوطنية هذا المجال وحاولت وانسحبت ولا أعلم الأسباب؟؟

الخبر السار في هذا الخصوص، ما تم نشره عبر صحيفة (الجزيرة) بتاريخ 8 من ذي الحجة 1427هـ عن توقيع شركة أدنوك الإماراتية للتوزيع المتخصصة في هذا المجال وذات السمعة الممتازة اتفاقية تفاهم للدخول للسوق السعودي مع إحدى الشركات الوطنية، وتتبلور تلك الاتفاقية بعزم شركة أدنوك إنشاء محطاتها مع شركائها في المملكة على الطرق السريعة في المدن وكذلك الطرق الخارجية الدولية المتصلة بالمملكة.

خبر ممتاز ان تم خصوصاً لمن شاهد محطات أدنوك في دولة الإمارات العربية المتحدة (بهويتها) المميزة وجرب خدماتها، وقد يكون ذلك دافعاً لشركات المحروقات المحلية لإعادة النظر في استراتيجياتها وخططها والتركيز على هوية المنشأة فالخبرة الجيدة في مجال توزيع المحروقات والمنتجات البترولية ومشتقاتها لا تكفى، فالزبون دائماً يبحث عن الجديد وعن التطوير وبالتأكيد عن الخدمة المميزة.

Fax2325320@ yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد