يقع جبل سلع على بعد 700م تقريباً غرب الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة ويقع فلكياً بين خط عرض 30- 28- 24 وخط طول 00 36- 39 ويبلغ طول الجبل كيلو متراً واحداً وارتفاعه نحو 85 متراً وعرضه من 300 إلى800م وورد عن (لفظة) سلع بكتب التراث منها في اللسان ج4 ص 647 - ص 648

قال الدينوري: السلع شجر مثل السنعتق إلا أنه ينبت بقرب الشجرة ثم يتعلق بها فيرتقي فيها حبالاً خضر لا ورق لها إلى قوله وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار....

وعن تاريخ هذا (الجبل): يقول البكري في معجمه (3 - 747): سلع: بفتح أوله وإسكان ثانيه وبعده عين مهملة جبل متصل بالمدينة، وأورد قول ابن أخت تأبط شراً:

إن بالشعب الذي دون سلع

لقتيل دمه ما يطل.

الخ....

وأما ياقوت الحموي فقد أبحر في الإيراد عن سلع في معجم البلدان (3 - 236) بما نختصر منه وله صلة بما نحن بصدده.. فمن ذلك قوله: سلع بفتح أوله وسكون ثانيه واحدها سلع، وعن ابن زياد، قال: السلوع: شقوق في الجبال، ولعل في ذلك مناسبة تسمية سلع بهذا الاسم: إذا لم يكن بالنبات المعروف، وقال الحموي كذلك: وسلع جبل بسوق المدينة، قال الأزهري: سلع موضع بقرب المدينة وأورد شعراً، غنته (حبابة):

لعمرك إنني لأحب سلعاً

لرؤيته ومن اكناف سلع

تقر بقربه عيني واني

لا خشى ان يكون يريد فجعي

وقال إبراهيم بن عربي وقد حمل إلى المدينة:

لعمرك إني يوم سلع للائم

لنفسي ولكن ما يرد التلوم

انتهى ما أورد الحموي.

وأورد عنه الهمداني بصفة جزيرة العرب (ص 274) ما نصه: أرض (يثرب) المدينة المنورة وقبا والفضاء واحد والعقيق وبطحان وسلع.......... إلخ.

وأورد قول: أبو داود يصف غيثا ومنه:

وحل بذي سلع بركة

تخال البوارق فيه الذبالا

وأورد قول الشاعر:

رسا بين سلع والعقيق وفارع

إلى احد للمزن فيه غشامر

وتشير بعض المصادر إلى أن قرى اندثرت قرب سلع يمتد تاريخها إلى عهد العرب البائدة.

سلع في العهد النبوي

إما سلع في العهد النبوي الشريف فإن قيمته ارتفعت ومكانته اتخذت أبعاداً لحزمة كبيرة من الأسباب لعل من أهمها ما يلي:

1- شهود (سلع) عدداً من المناسبات التاريخية في العهد النبوي والراشدي.

2 - ومن ذلك وجود العديد من الآثار والمواضع ذات الصلة بمناسبات وأحداث تاريخية مهمة كالخندق - وغير ذلك.

3 - احتواء سفحة الغربي كهف ومسجد بني حرام الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبيت فيه.

ومن جهة أخرى فإن بعلو سفحه الجنوبي توجد نقوش صخرية تعود للقرون الأولى الهجرية وموضع آخر مشهور يطلق عليه دكة (جلال).

وبعد فإن قرار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بتوقيف أعمال الهدم والتكسير في سطح جبل سلع الذي يقع على بعد 500 متر غرب الحرم النبوي الشريف.. جاء قراراً حكيماً يعكس مدى حرص هذه البلاد على المقدرات الحضارية لهذه البلاد.

ولقد ثمن سمو أمير منطقة المدينة المنورة ذلك القرار فرفع أسمى عبارات التقدير والامتنان لولاة أمر هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين على ما يحيطون من عناية بكل المقدرات ذات الصلة بالحضارة الإسلامية بهذه البلاد وجبل سلع به من الآثار المتمثلة في عدد من النقوش لكتابات كوفية فضلاً عن أهميته التاريخية ما يسوغ للحفاظ على ما تبقى من ذلك الإرث الحضاري.