Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/01/2007 G Issue 12526
وَرّاق الجزيرة
الأحد 25 ذو الحجة 1427   العدد  12526

من رُوَّاد التعليم في الدلم..
أحمد بن مرشد بن مُسَلَّم.. وأشهر طُلاّبه

قبل ستين سنة وفي عام 1367هـ نهض الشيخ أحمد بن مرشد المسلم بمهمة لم يُسبق إليها في البلدة التي عاش فيها ونعم بخيراتها وبمن أحبهم وأنس بقربهم وتعلم معهم كتاب الله تعالى ومبادئ العلوم العربية والشرعية.. وهذا الشيخ الكريم هو من عنَيْتُ بقولي.

وفي الدلم كانت النهضة التعليمية على موعد مع الشيخ أحمد - حفظه الله - ليبدأ مشوار التعليم بجهد شخصي.. فقد رأى أنه لا وجود لمدرسة نظامية في الدلم، ولم يكن من جهة لتعليم القراءة والكتابة إلا مبادرات فردية ممن كانوا يعلمون في بيوتهم فقط. وعندها عزم على افتتاح مدرسة لتعليم القراءة والكتابة والقرآن الكريم وعلوم الشريعة الأخرى. وللاستفادة من تجارب من سبقوه سافر إلى مكة والمدينة وغيرها من المدن للاطلاع على تجارب من بدأوا التعليم في تلك المدن وما لديهم من إمكانات، ثم رجع إلى الدلم وافتتح أول مدرسة للتعليم فيها، كان هو مؤسسها ومديرها والمنفق عليها.. واختار معه من المعلمين من يملكون القدرة على التعليم وأكثرهم إن لم يكن جميعهم ممن درسوا على يد الشيخ عبدالعزيز بن باز في الدلم؛ حيث كان قاضياً في الدلم ابتداء من عام 1357هـ. (1)

ومن أولئك المدرسين: الشيخ صالح بن حسين العراقي والشيخ محمود ياسين والشيخ عبداللطيف بن شريد.. وغيرهم، وبعد سنتين من افتتاح مدرسة أحمد بن مسلم التي عنيت بتعليم القراءة والكتابة حيث كانت وسائلها السبورة والطباشير لأول مرة يعرفها الناس هناك.

افتتحت مدرسة حكومية باسم المدرسة السعودية ثم صار اسمها مدرسة ابن عباس - ولا تزال بهذا الاسم إلى الآن، فضمت مدرسة ابن مسلم إلى مدرسة ابن عباس وأصبح الشيخ أحمد بن مسلم مدرساً فيها للقراءة والكتابة وهو في الوقت نفسه أحد طلاب الشيخ ابن باز في المسجد.

ولقد كان من طلاب الشيخ أحمد عدد كبير من أبناء الدلم حيث نبغ بعضهم في الشعر والخطابة وشغلوا مناصب مرموقة فيما بعد، ومنهم:

1- الشيخ عبدالرحمن بن عثمان الجاسر رحمه الله.

2- الأديب خالد بن محمد بن خنين.

3- الفريق الدكتور ناصر بن عبدالعزيز العرفج.

وقد تميز هؤلاء الثلاثة بالحس الأدبي المرهف والشغف بنظم وتذوق أحسن الشعر والنثر، وساعدهم على ذلك الأعمال التي قضوا فيها شطراً كبيراً من حياتهم.

فأولهم الشيخ الأديب الفقيه عبدالرحمن بن عثمان الجاسر قضى أكثر من ثلاثين سنة في التعليم؛ حيث كان مدرساً ثم مديراً للمعهد العلمي في الدلم وتعلم على يديه المئات من أبناء الدلم.. والشيخ رغم ما آتاه الله من علم وفقه حتى فاق أستاذه أحمد بن مسلم إلا أنه لم ينس من علَّمه في الصغر، فهو يقول في إحدى قصائده التي وجهها إلى زميله في الدراسات الفريق ناصر العرفج:

ومدرسة المسلم تحتوينا

يعلّمنا الكتابة أوهجانا

وإلى ذلك يشير بقوله في أبيات موجهة للشيخ أحمد:

يا بن المسلم ما نسيت نضالكم

وجهادكم في نشأة التعليم

فلقد سبقت إلى المكارم والوفا

ولك الوفاء بطارفٍ وقديم

وشاء الله تعالى أن يتوفى الشيخ عبدالرحمن الجاسر في 8-8-1423هـ رحمه الله، فحزن عليه أهل الدلم بعامة وأحبابه في التعليم بخاصة ومما قاله الشيخ أحمد بن مسلم في رثائه:

جل المصاب فعم الحزن بالدلم

وكان ما لم يكن من حرقة الألم

على الفقيد الذي كلٌّ بسيرته

يشدو.. وآثاره في النشء كالقمم

أمضى الحياة بأولاها مثابرة

نحو العلا طلباً في منتهى النّهم

نعم المربي لذاك النشء ديدنه

غرس العقيدة تحصينا بلا سأم

والثاني: خالد بن محمد الخنين عمل في التعليم والإعلام فترة طويلة وكان آخرها ملحقاً تعليمياً في سوريا.. وهو يتذكر تعليمه على يد الشيخ أحمد وقد ورد ذلك في أبيات رقيقة بعثها له تعزية لما توفيت زوجة الشيخ أحمد منيرة بنت عبدالله العسكر في الثامن من شعبان عام 1427هـ رحمها الله ومن تلك الأبيات:

إني أشاطرك الأحزان يا أبتي

يا من سقاني من الينبوع صافيها

وأنت من علّم الأجيال في حقب

أن الحياة.. فلا صَفْوٌ لياليها

هي الحليلة نعم الأصل محتدها

ونعم تربية أهدت أياديها

ما كنت أعلم أن الموت غيّبها

حتى قرأت سطوراً منك تنعيها

وأجابه الشيخ أحمد بأبيات قال فيها:

شكراً جزيلاً أخا الأدب شاديها

نسل الأفاضل والأخلاق ساميها

فخر الخنين عظيماً في مشاعره

من أبدع القول في الأشعار بانيها

نعم المحب أخاً في الله شاطرني

هول المصيبة والأحزان جاليها

لا غرو فيما أتى لطفاً وتعزية

من خالد الذكر والآداب عاليها

أما الثالث: فهو الفريق الأديب ناصر بن عبدالعزيز العرفج، وهذا الرجل الكريم اللبيب لم ينس إخوانه من طلاب الشيخ ابن باز في الدلم، وفي مدرسة ابن عباس قبل خمسين سنة، فهو يقول مبيناً مكانة الشيخ أحمد المسلم:

يا شيخنا أحمد لا شك أن لكم

دور الريادة في التعليم بالدلم

قد كان تعليمكم للنشء مبتكراً

عما يمارس في الكتاب والحرم

من كان يعرف سبوراً وطبشرة

أو دفتراً لانتشار العلم بالقلم

كانت دوافعكم حباً لموطنكم

لا تقصدون بها كسباً لمغتنم

مجهودكم بارز الكل يعرفه

والكل يكبره بالقلب والقلم

وقد أجاب الشيخ أحمد بأبيات منها:

تُمجِّد للمعلم فضل علم

وتكبر قدْرَهُ براً نجيبا

وللسبور والطبشور شأنٌ

أشدت به لنا سبقاً رهيباً

وبالذكرى أعدت لنا زمانا

بمدرسة وكنت بها الخطيبا

إذا زرنا البيوت بحال ختم

لقرآن الإله فلن تغيبا

ومن قصيدة طويلة للشيخ عبدالرحمن الجاسر - رحمه الله- بعثها إلى صديقه الفريق ناصر العرفج نجد فيها تذكيراً بمدرسة ابن مسلم، حيث يقول الشيخ الجاسر:

صديق فتوتي وزميل درسي

وحول بيوتنا يحلو لقانا

ومسجد حينا نهفو إليه

لوقت صلاتنا أو منتدانا

وفاؤك للصديق أبا صلاح

يعلمنا الوفاء لأصدقانا

أتذكر في الشعيل صديق ودٍّ

أتذكر جملة عن أصدقانا

إذا حضر الصديق أبو علي

فإن حضوره أحلى منانا

ومدرسة المسلم تحتوينا

يعلّمنا الكتابة أو هجانا

وقد ردَّ عليه العرفج بقصيدة، منها قوله:

فاض الشعور بذكركم

ذكر الاخوة والوفا

فانساب يروي أرضه

والنبت أضحى أحرفا

تحكي حكاية جيرة

فيها المودّة والوفا

يا ابن عثمان الذي

جمع الأمانة والوفا

يا شيخنا وأديبنا

ما كنت يوماً أجوفا

في العلم نلتم مركزاً

متقدماً ومشرفا

للجيل كنت مربياً

زمناً طويلاً سالفا

لك من أخيك دعاؤه

الله يمنحك الشفا (2)

وفي عام 1422هـ فقد الشيخ أحمد المسلم إبصار عينه الوحيدة التي كان يتمتع بها طيلة حياته السابقة.. وصار أعمى - عوضه الله عن فقد البصر نوراً في الجنة بإذنه وتوفيقه تعالى..

فنظم في وصف مشاعره تجاه هذا الحدث الجسيم أبياتاً منها:

أو هكذا تبقى الحياة مع العمى

أو هكذا يبقى الوجود معتَّما

أو هكذا طعم الحياة مرارةٌ

أو هكذا الأعمى يعيش تألما

يا رب إني لست أشكر جازعاً

أو أنني في ذا أبوح تبرُّما

لكنما وقع العمى قد هالني

سجنا وقبراً سرمدياً مظلماً

وفي قصيدة أخرى يقول:

لعمرك لا يُجْدي مصاباً بكاؤه

ولا جازع البلوى يكف بلاؤه

فما قدّر الرحمن لا بد نافذ

كما شاء فينا.. لا يرد قضاؤه

لعمرك لا يدري المعافى من العمى

مصيبة من عاناه كيف عناؤه

وخير وداعٍ للحبيبة قلته

لنا الله صبراً حين يقضي قضاؤه

ولقوة الصلة بين الشيخ أحمد وطلابه الأولين، وما تتطلبه تلك الصلة من مشاركة في السراء والضراء فقد أجاب الشيخ عبدالرحمن الجاسر على الأبيات التي كتبها المسلّم بعد فقد بصره بأبيات جعل لها عنواناً جميلاً هو: (مواساة) ومنها:

بين العزا والأسى أهدي مواساتي

وكل ما قدّر المولى لنا آت

يابن المسلم سلم للقضا أزلاً

إن المصائب هدمٌ للمسرات

إن كان قلبك قد هزّته صدمته

فإن دمعي قد هلّته عبراتي

فقد الحبيب له في القلب لوعته

وما لفقد عيون المرء سلوات

قد أخبر المصطفى في نص سنته

الصابرون لهم فوزٌ بجنّات

فاصبر عساك تنال الفوز منه غدا

ما أعظم الصبر في عسر وشدّات

ومن المواقف الجديرة بالذكر أن كلا الشيخين لم يكن يعلم أن صاحبه ينظم الشعر، إلا في وقت متأخر.. ولربما كان سبب ذلك مشاغل الحياة وبُعد سكن كل منهما عن الآخر وحاجة كل منهما إلى قائد السيارة حيث لا يجيد القيادة بنفسه.

وحينما نشرت أبيات من الشعر للشيخ عبدالرحمن الجاسر في جريدة الرياض بتاريخ 2- 8-1416هـ في التهنئة بشفاء الملك فهد وخروجه من المستشفى عرف الشيخ أحمد أن الجاسر يقول الشعر فبارك له ذلك بأبيات تهنئة جميلة. وكان من قصيدة الشيخ الجاسر قوله:

الشعب يشكر فالق الإصباح

وَهَبَ الشفاء لرائد الإصلاح

شعب تفاءل للمليك بصحةٍ

ودعا له بعشيّة وصباح

بخروج فهد من مصحّ شفائه

حالت هواجسنا إلى أفراح

ومن قصيدة الشيخ أحمد قوله:

مما سررت به على الأسطار

شعْرٌ لكم في صفحة الأشعار

برياضنا عبّرتم عن فرحة

كبرى بما قد ذيع في الأخبار

بشرى شفاء للمليك مؤمل

من وعكة في غاية الأخطار

من شعركم هذا سررت بأنكم

ممن يجيد روائع الأشعار

ومما يجدر ذكره ونحن بصدد الحديث عن بعض من شيم الكرام من أحباب الشيخ أحمد وطلابه أنهم لم ينسوا بلدهم الصغير ومرتع صباهم على الرغم من بعد بعضهم وذهابه للدراسة أو للعمل خارج المملكة.

فقد نظم خالد بن محمد الخنين قصيدة رائعة أسماها جعل عنوانها: (الدلم في مقلة الحلم المفتون) وجاءت في سبعة وثلاثين بيتاً وأرسلها إلى أهله وإخوانه وأحبابه بتاريخ 1-1-1417هـ وكان وقتها يعمل في دمشق العاصمة السورية، ومما ورد فيها:

هذي هي الدلم الشماء أي صباً

هذا وأي جمال في صباياها

بيني وبين ذُراها نخلة كبرت

ولي رفيف حكايا في زواياها

وللجدود أحاديث بها سلفت

ما كان أجمل معناها ومبناها

عاشوا على قسوة الأيام إذا كلمت

وإن تبسم دهرٌ سبحوا الله

فلما قرأ الشيخ الجاسر تلك القصيدة أمسك قلمه وكتب معارضة لها على البحر والروي نفسيهما وبلغت خمسة وأربعين بيتاً وجعل عنوانها: (يراع القلم في تاريخ الدلم) وفيها رصد جغرافي تاريخي للدلم في القديم والحديث ومما ورد فيها قوله:

من ذا الذي في الهوى قد هام في الدلم

وعام في بحرها مغْرى بذكراها

يا من تغنّى بشوق في هوى بلدي

أيقظت في خاطري أحلام رؤياها

ظننت أني وحيد في صَبَابَتها

وأن غيري بها قد كاد ينساها

ذكرتني بالصبا أيام مدرستي

ذكرتني من سنين العمر أنداها

مرت بذاكرتي ذكرى الشباب بها

وشيخ مسجدها بالعلم حلاّها

ذاك ابن باز الذي بالفضل تعرفه

أقصى الديار كما تعرفه أدناها

إلى أن يقول مذكراً بأن الدلم هي أصل الخرج و(عاصمته) وما عداها من قرى تابعة لها؛ إذ لم يكن لمدينة (السيح) وجودٌ تاريخي.. وفي ذلك يقول الشيخ:

أنا الأصيلة في خرج عُرفت به

أنا الأصيلة في سلم وحرباها

إذ كنت عاصمة للخرج يتبعني

من القرى عددٌ العد أحصاها

وغيرها هجر في كل ناحية

هل قل شأني أو التاريخ أخفاها

سلوا زميقة أو نعجان عن سلفي

سلوا اليمامة عمن كان قاضاها

سلوا الضبيعة عن سوقي ومحكمتي

سلوا الهياثم عنّي وقت منشاها

أليس في الدلم المعروف مرجعهم

وكل من صَعُبت شكواه واتاها

والسيح ما كان موجوداً به أحد

إلا السِّباع وماءُ العين مجراها (3)

وفي هذه القصيدة - كما أسلفنا - توثيق تاريخي.. فقد أشار الشيخ في قصيدته إلى (الجامعة الفريدة) التي أكرم الله بها الدلم حينما توجّه إليها الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي عينه الملك عبدالعزيز - رحمهما الله تعالى - قاضياً، فوصل الشيخ إلى الدلم وعمره ست وعشرون سنة فكان قاضياً ومعلماً وخطيباً للجامع الكبير.. وفي التعليم أنشأ حلقات في المسجد يدرس فيها: الفقه والحديث والتفسير والتوحيد والنحو، فسمع به طلاب العالم من داخل المملكة وخارجها فوفدوا إلى الدلم ليجدوا الشيخ قد أنشأ لهم سكناً بجوار المسجد، وهي غُرفٌ ملحقة بالمسجد وتولى -رحمه الله- الإنفاق عليهم، ولما علم الملك عبدالعزيز بذلك أمر بزيادة راتبه وإمداده بما يعينه على أداء رسالته في العلم والتعليم، وكان من أقوى طلاب الشيخ وأذكاهم وأشدهم حرصاً الشاب: أحمد بن مرشد المسلم.

فقد تميز هذا الشاب الذي انضم إلى حلقات الشيخ وعمره أربع عشرة سنة بشدة الحرص فكان يسأل عن كل ما يشكل عليه، ولمع نجمه في اللغة العربية على وجه الخصوص، واستفاد من دروس الشيخ في النحو ومن تطبيق ما يتعلمه في دروس أخرى كان يسمعها وينفرد بها مع تلميذ الشيخ وصديقه صالح بن حسين العراقي.

ولما أحس أحمد بن مسلم بحاجة شباب الدلم إلى دروس خاصة في اللغة العربية وبخاصة في مهارتي: الكتابة والقراءة، أنشأ مدرسته التي أشرنا إليها في بداية هذا المقال، وكان مقرها في صالة واسعة بجانب الغُرف التي يسكن فيها طلاب الشيخ، ثم نقل طلابه إلى بيت استأجره لهذا الغرض لأسرة تدعى (آل هويدي) وبقي يُدرّس فيه إلى أن افتتحت المدرسة السعودية مدرسة (ابن عباس) فانضم بطلابه إليها، وأصبح مدرساً فيها ومعه عدد من المدرسين ومنهم الشيخ عبدالرحمن بن جلال وعبدالعزيز بن حسين العسكر وعبداللطيف بن شديد ومحمود ياسين وغيرهم.

ولقد نفع الله بتلك الجهود وأثمرت ثماراً يانعة.. فإن أولئك النخبة ما يكاد الواحد منهم أن يمكث في حلقات الشيخ ابن باز شهوراً معدودة حتى: يحفظ القرآن الكريم ويتقن عدداً من العلوم فيكون مؤهلاً ويجيزه الشيخ ليكون مدرساً للشباب في المدرسة.. واليوم كما نعاني من دراسة أبنائنا سنين طويلة ثم نجدهم يكملون مراحل تعليمية متوالية وعندهم ضعف كبير وقصور ظاهر في تحصيلهم العلمي نظرياً وتطبيقياً وبخاصة في اللغة العربية قراءة وكتابة!!

وبعد: فما ذكرته هنا لا يزيد على كونه إشارات ووقفات لفترة تاريخية هامة عاشتها الدلم، كما عاشتها مدن المملكة العربية السعودية الأخرى، ولمع فيها نجم أفراد يعدّون بحق رواد النهضة التعليمية في بلادنا وهم من وضعوا لبناتها ومنهم أحمد بن مسلم، ومن حق أولئك الرواد أن يعرفهم الأبناء والأحفاد ويستفيدوا من سيرتهم وما أكرمهم الله به من صبر وقوة عزيمة وطول نفس وهمم عالية لنستعيد بإذن الله تعالى ما كان لأمتنا من الصدارة بين الأمم ونؤدي بصدق بعض ما يجب علينا تجاه بلادنا ووطننا الكريم.وهمسة أختم بها هذه العجالة، وهي رجاء وطلب أن يكتب آباؤنا الكرام شيئاً من سيرهم الذاتية ويجمعوا ما قالوه من شعر؛ لأنه يعد رافداً من روافد الكتابة التاريخية، ومن حقّنا عليهم أن نجد ذلك مكتوباً ونستفيد منه كما تستفيد منه الأجيال القادمة، وأرجو أن يكون من العلم الذي ينتفع به فيصلهم أجره بعد وفاتهم..

ومن المخاطبين بهذا الطلب شيخنا أحمد بن مرشد بن مسلم متعه الله بالصحة والعافية وجزاه خير الجزاء وأعان أبناءه على البرّ به ونفعه بذلك عاجلاً وآجلاً.. وبارك الله في أبنائه وأبناء إخوانه من المعلمين الأوائل وطلاب الشيخ ابن باز وغيرهم من رواد التعليم في الدلم وجعلهم خير خلف لخير سلف إنه سميع مجيب جواد كريم.

1- انظر كتاب: (الدلم) من سلسلة (هذه بلادنا) تأليف محمد بن زيد العسكر ط1 سنة 1418هـ ص 148

2- كتاب: (عبدالرحمن بن عثمان الجاسر، سيرته وخطبه وشعره) جمع وتقديم د. عبدالرحمن بن ناصر الداغري الطبعة الأولى سنة 1426هـ ص 510

3- المصدر نفسه ص 539.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد