Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/01/2007 G Issue 12540
الطبية
الأحد 9 محرم 1428   العدد  12540
الاستئصال بالمنظار حل أخير
حصى المرارة

المرارة Gall-bladder أو الكيس المراري عبارة عن كيس يشبه الكمثرى يقع أسفل الكبد، يفرز الكبد مادة الصفراء(bile) التي تتركز 12 مرة وتخزن في المرارة وتصل الصفراء أو العصارة المرارية بعد انقباض الكيس المراري إلى الإثني عشر عند الحاجة أي بعد تناول الطعام. ووظيفة الصفراء هي المساعدة على هضم المواد الدهنية. وعند إصابة جدار المرارة بالتهابات فإنها تعجز عن الانقباض لتفريغ محتوياتها، كما تعجز عن تركيز الصفراء، وعندئذ يتعطل هضم المواد الدهنية.

في بعض الأحيان يتبلور السائل الصفراوي إذا تراكم ويركد داخل المرارة مما يؤدي إلى تكون حصى صغيرة ينمو ويكبر حجمها.

يتكون معظم الحصى عندما تزيد كمية الكوليسترول بدرجة تتجاوز بكثير المكونات الأخرى للصفراء.

10% من البالغين يعانون الحصى المرارية، رغم أن الكثيرين منهم لاتظهر عليهم مشكلات أو أعراض مرضية.

تظهر الأعراض عندما تهيج الحصاة المرارية أو المواد الكيميائية في الصفراء أو العدوى البكتيرية جدار المرارة مسببة الالتهاب (وهي حالة تسمى الالتهاب المراري أو التهاب الحويصلة الصفراوية) أو عندما تغادر بعض الحصى المرارة وتنتقل إلى القناة المرارية أو القناة الصفراوية الرئيسية أو القناة البنكرياسية لتسد أياً منها.

عوامل تكون الحصيات المرارية

ثمة عوامل أو شروط معدودة يبدو أن تزيد احتمال تكون حصى المرارة وهي:

عامل الأنوثة

فهرمون الإستروجين الأنثوي يزيد الكوليسترول في الصفراء، والمستويات الطبيعية من الإستروجين الموجود في حبوب منع الحمل أو ضمن العلاج التعويضي الهرموني، تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بحصى المرارة.

عامل الحمل

فالنساء اللائي حملن مرات عديدة يكن أكثر عرضة للإصابة بصفة خاصة.

- عامل السمنة:

فالزيادة البالغة في الوزن تزيد قابلية النساء للإصابة وليس الرجال.

- عامل الانقاص السريع للوزن: فالخضوع لنظام غذائي (ريجيم) قاس يتم فيه تناول أقل من 500 سعر حراري يومياً يزيد قابلية الإصابة بحصوة المرارة.

جدير بالذكر أن الإصابة بحصى المرارة تزيد بدرجة طفيفة من قابلية الإصابة ب(سرطان المرارة) خاصة إذا كانت الحصوات المرارية كبيرة الحجم.

التهاب المرارة المزمن

هو التهيج و الالتهاب طويل المدى لجدار المرارة بسبب وجود حصى مرارية. والتعرض لحالات العدوى المنخفضة الشدة قد لا يسبب أية أعراض أو يسبب أعراضاً طفيفة لسنوات عديدة، ولكن فيما بعد يصاب مرضى الالتهاب المراري المزمن بنوبة من التهاب المرارة الحاد إذا أصبح الألم مفاجئاً وشديداً.

الالتهاب المراري غير المصحوب بحصى .. هو نوع فرعي أقل شيوعاً من الالتهاب الحاد. إذاً تلتهب المرارة دون وجود حصى.. ويبدو أنه يحدث غالباً في الأشخاص الذين هم في حالة مرضية شديدة لسبب آخر مثل التعرض للإصابة الجسدية أو عملية جراحية كبرى أو حروق شديدة أو مرض السكر، وفي النساء اللواتي مررن بمرحلة مخاض طويلة قبل ولادة الطفل.

الأعراض

يشكو مريض حصيات المرارة من ألم ثابت في الجانب الأيمن العلوي من البطن وهذا الألم الشديد من الممكن أن يستمر لمدة 15 دقيقة إلى عدة ساعات. ومن الممكن انتقال لألم أو الشعور به في منطقة عظم الكتف الأيمن.

يحدث الألم نتيجة انسداد القناة المرارية بالحصوة عندها تتضخم المرارة ويتزايد الألم، ومع استمرار الانسداد تتكاثر البكتيريا في السائل المراري، وترتفع الحرارة وتبدأ البكتيريا بالتسرب إلى مجرى الدم ويحدث التسمم الدموي .Septicaemia أما إذا انتقلت الحصوة من فجوة المرارة إلى القناة الصفراوية المشتركة فإنها تسد مجرى القناة وينتج عن ذلك اليرقان (الصفار)، والتهاب غدة البنكرياس الحاد، بعدها يبدأ الألم بالتزايد وتتكاثر البكتيريا في السائل المراري، ومن الممكن أن تصل هذه الميكروبات إلى مجرى الدم فيحدث التسمم الدموي. أما في بعض الأحيان ومع وجود حصى في الكيس المراري لا يشكو المريض من أية أعراض جانبية، ويتم اكتشاف الحصوة عن طريق الصُدفة. وبعد عمل الفحص بالموجات فوق الصوتية قد يشعر المريض أيضاً بالغثيان وقد يتقيأ، أو يفقد الشهية للطعام ويصاب بالحمى. وقد عبر كثير من المرضى الذين يعانون نوبات حادة أنهم شعروا بنفس النوع من الألم من قبل ولكنه اختفى تلقائياً. ومن المرجح أن هذه النوبات السابقة قد حدث فيها إخراج لحصى صغيرة سببت إنسداداً مؤقتاً فقط. عندما تسد حصوة مرارية القناة البنكرياسية فهي تسبب ظهور أعراض التهاب البنكرياس.

خيارات التشخيص والعلاج

والآن فإذا كنت تعاني أعراض التهاب المرارة الحاد فاتصل بالطبيب فوراً وسوف يقوم بسحب عينة من دمك لقياس مستويات خلايا الدم البيض (أي إحصاء عددها، فالمستويات العالية تشير إلى وجود عدوى)، وسوف يختبر وظائف كبدك.

استخدام الموجات فوق الصوتية يساعد الطبيب على استكشاف الحصوات المرارية، وأي تغلظ لجدار المرارة يسبب التهابها. فضلاً عن ذلك، فإن أسلوب التفحص (أي المسح) باستخدام الطب النووي يمكن أن يظهر أن المرارة لا تؤدي وظيفتها بصورة سليمة. فإذا كانت لديك علامات للعدوى فقد يتم إدخالك للمستشفى حيث تتم ملاحظتك عن كثب، وتتلقى المسكنات والمضادات الحيوية عن طريق الوريد.

وإذا لم تعانِ إحدى نوبات الالتهاب المراري الحاد ولكن ظهرت عليك أعراض متقطعة تجعل طبيبك يشك أن لديك حصى مرارية، فقد تُجرى لك اختبارات دم لوظائف الكبد، وقد يفضل الطبيب أن يطلع على صورة لمرارتك يتم الحصول عليها باستخدام الموجات فوق الصوتية.

أعراض الإصابة

الأعراض التي تسببها الحصى المرارية يمكن أن تكون مماثلة لتلك التي تسببها حالات بطنية أخرى متعددة، بما فيها (القرحة الببسينية) أو الالتهاب البنكرياسي. لهذا السبب فقد يكون من الضروري إجراء اختبارات أخرى لتشخيص أو استبعاد تلك الحالات.

إذا كان طبيبك يخشى أن تكون حصاة قد انحشرت في قناة صفراوية فقد تجرى تقنية (ERCP) لاستكشاف هذه القناة.

استئصال المرارة بمنظار البطن

إن إزالة المرارة بالمنظار البطني هي الطريقة المُعتمدة حالياً، ويلجأ الجراح إلى الجراحة التقليدية في حالات محدودة فقط.

اليوم تُجرى 90% من عمليات استئصال المرارة باستخدام نوع من المنظار يسمى منظار البطن Iaparoscopic cholecystectomy وهذه التقنية تحتاج إلى أربع فتحات صغيرة في البطن (كل منها في حجم ثقب المفتاح)، وذلك لإدخال منظار البطن وأدوات جراحية. ونظراً لأن تقنية منظار البطن تتضمن قطعاً أقل للأنسجة، فإن المرضى يتعافون في وقت أقصر بعد العملية مما لو أجريت بالطريقة المفتوحة التقليدية، كما أنهم يعانون ألماً أقل، ويمكنهم العودة لممارسة أنشطتهم العادية في وقت أقصر (حتى عقد التسعينيات كانت تجرى عملية استئصال المرارة عن طريق الجراحة المفتوحة open cholecystectomy، إذ يقوم الجراح بعمل شق جراحي بالبطن طوله خمس بوصات للوصول إلى المرارة واستئصالها).

قبل إجراء جراحة منظار البطن يتلقى المريض تخديراً عاماً يتم عمل أربع قطوع صغيرة، أحدها لإدخال منظار البطن، وإثنان لإدخال الأدوات المستخدمة في تثبيت المرارة في الوضع المناسب تمهيداً لاستئصالها، أما الأخير فلإدخال أداة لقطع المرارة من عنقها ثم سحبها للخارج. فإذا وُجدت أي مشاكل خلال استئصال المرارة بالمنظار (وهذا نادراً ما يحدث) فإن الجراح بوسعه أن يحوِّل هذه العملية إلى جراحة مفتوحة بعمل شق بطني كالمعتاد.

ويلاحظ عند استخدام تقنية المنظار البطني - بناء على أقوال المرضى - أن الألم بعد العملية يكون أقل مما هو في الطريقة المفتوحة، كما أن الكثير من المرضى يقضون ليلة واحدة فقط في المستشفى يمكنهم بعدها العودة إلى بيوتهم، ثم يمكنهم العودة إلى أعمالهم في غضون أسبوع إلى أسبوعين فقط.

هذا وقد ينتج عن عملية استئصال المرارة - بصفة عامة - بعض الآثار الجانبية، وأكثرها شيوعاً هو حدوث الإسهال في أحيان قليلة، وهذا ما يمكن تخفيفه عادة بتناول عقار كوليستيرامين وهو مسحوق يمتص الصفراء.

وينصح بعض الأطباء - بعد حدوث نوبة من الالتهاب المراري الحاد أوعند حدوث أعراض أخف شدة ولكنها متكررة بسبب الحصى المرارية - بإجراء تلك الجراحة لمن كانوا مصابين بالسكر أو كانت لديهم حالة عدوى مزمنة بالمرارة من بكتيريا السالامونيلا حتى لو لم تكن قد ظهرت عليهم الأعراض بعد.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد