Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/02/2007 G Issue 12550
رأي الجزيرة
الاربعاء 19 محرم 1428   العدد  12550
في لقاء مكة.. الفشل ممنوع

المتابع لتصريحات القادة الفلسطينيين حول أهمية الحوار وضرورة الوحدة يشعر بالارتياح كونها تشير إلى أن هناك إجماعاً على ضرورة وقف الاقتتال الداخلي، وتحريم الدم الفلسطيني، وأن ثمة توافقاً على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية قائمة على أسس وطنية وليست حزبية.

ولكن هل هذه التصريحات قابلة للتطبيق العملي في حين أن كل طرف يمد يدا للسلام بينما اليد الأخرى تضغط على الزناد؟.. لقد وجه خادم الحرمين الشريفين نداء عاجلاً للإخوة الفلسطينيين من أجل اللقاء في مكة.

وأثبت المليك من خلال النداء وكما عودنا عندما تشتد الخطوب والمحن أنه رجل المواقف الإسلامية والعروبية الأصيلة. ويبقى أن الحل يكمن في يد الفلسطينيين أنفسهم، ولا يمكن للمملكة إلا أن تهيئ الأجواء الأخوية، وتدفع الفرقاء إلى الاجتماع وتحكيم الضمائر، وتيسير كل سبيل يؤدي إلى التلاحم الوطني الفلسطيني.

لكن هذا الجهد المخلص من قبل المملكة وقائدها بحاجة إلى أن يقابله تشبث من قبل القادة الفلسطينيين بالحوار حتى يتم الاتفاق حول كل النقاط الخلافية، وعدم ترك ثغرة يمكن أن تكون فتيلا لمعارك جديدة بين الإخوة.

الاختلاف بين حركتي فتح وحماس ليس بسيطاً، فهو خلاف يمتد إلى الجذور، وهذه حقيقة يدركها كل مهتم بالشأن الفلسطيني، ولكن السياسة هي فن الممكن، ولا يمكن أن يدعي قادة الحركتين أنهم سياسيون متمرسون إلا إذا استطاعوا أن يصلوا إلى حلول وسط ترضي جميع الأطراف، ولن يتم الوصول إلى هذه الحلول إلا عن طريق طاولة الحوار.

وحتى لو استمر الحوار لبعض الوقت، فإن استمراره خير من الإعلان عن فشله، لأن الخيار الآخر هو أزهاق الأرواح وإسالة الدماء الفلسطينية.

يجب ألا ينتهي لقاء مكة إلا باتفاق غير كل الاتفاقات السابقة التي استهدفت وقف إطلاق النار، فهذا الاتفاق يجب أن يكون شاملاً، ويتناول كل الملفات العالقة، والتي لم يتوصل بشأنها الفلسطينيون إلى حلول.

عندها سيكون لقاء مكة تاريخياً بكل معنى الكلمة، وسيشهد التاريخ للمتحاورين، بأنهم فعلاً قادة وطنيون استطاعوا أن يفوتوا على العدو فرصة الانقضاض عليهم وهم فرادى لا حول لهم ولا قوة، لأن في اجتماع الكلمة قوة لا يمكن لإسرائيل أن تتغلب عليها بإذن الله.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد