Al Jazirah NewsPaper Friday  09/02/2007 G Issue 12552
رأي الجزيرة
الجمعة 21 محرم 1428   العدد  12552
اتفقوا من أجل الأقصى

زادت نسبة التفاؤل بين الإخوان الفلسطينيين المجتمعين في مكة المكرمة وزاد استشعارهم للمسؤولية التي ظهرت بشكلٍ جلي من خلال تأكيدهم وإصرارهم على عدم مغادرة الديار المقدسة دون الوصول إلى حل يحقن الدم الفلسطيني ويعيد الالتزام الصادق لقداسة وحرمة وقناعات اللحمة الوطنية, ومما يزيد في التفاؤل في أعمال لقاء مكة تشكيل لجان متخصصة في تفاصيل عملها وأجنداتها تتناول أساسيات العمل الفلسطيني وهي (لجنة حكومة الوحدة الوطنية) و(لجنة الشراكة السياسية) بين حركتي فتح وحماس و(لجنة إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية) التي بحثت هذه القضايا بأجواء سيطرت عليها حالة من الألفة السياسية بين الحركتين وهو ما سيكون له أثر إيجابي على مستقبل العمل الفلسطيني المشترك وتفعيل قناعات الشراكة كبديل من هوس الاحتراب والتنافس السياسي الذي لن يقدم إلى الشعب الفلسطيني إلا المزيد من الدمار والهلاك والفرقة المقيتة والمزيد من الحرية للعدو الإسرائيلي لكي يسرح ويمرح في تنفيذ أطماعه الاستيطانية والاستعمارية.

قادة فتح وحماس في مكة المكرمة يعلمون خير العلم أن هذا اللقاء هو بمثابة الفرصة الأخيرة التي لن تتأتى مرة أخرى من جديد لو أخفق إخوة التراب والسلاح في استغلالها وتوظيفها لترميم ما تصدع في جدار وحدتهم الوطنية وإطلاق مشروعهم النضالي من جديد بشكل وحدوي ليكون سداً منيعاً وترساً قوياً في وجه الممارسات الإسرائيلية التي يقوم الاحتلال تحت أرضية المسجد الأقصى من حفريات وإنفاق كمقدمة لهدمه وإقامة طوباويات وخرافات الصهاينة مكانه، وهذا ما يحتم على الإخوة في مكة المكرمة أن يجعلوا من قضية المسجد الأقصى وما يهدده منطلقاً لضرورة توصلهم إلى اتفاق يعيدهم جميعاً بكوادرهم المسلحة وايديولوجياتهم وقيادتهم إلى طابور مدرسة الوحدة الوطنية خصوصاً أن الأراضي الفلسطينية وفي ظل استمرار الممارسات الإسرائيلية تجاه أولى القبلتين قد تكون مقبلة على انتفاضة فلسطينية جديدة تحتاج إلى مركزية قرار ووحدة سلاح لمواجهة المخططات الصهيونية.

لقد وضع اجتماع مكة الإخوة الفلسطينيين وفي ظل الظروف الحالية جميع الأطراف أمام مسؤولياتها التاريخية والوطنية وأسقط ورقة التوت عن الجميع وأصبح لسان العقل يقول للفرقاء الفلسطينيين: ابعدوا جميع خلافاتكم ونزاعاتكم السياسية واثارها عن مستقبل القضية الفلسطينية واتفقوا من أجل الأقصى.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد