يسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - مساء يوم غد الأحد فخامة رئيس جمهورية تتارستان بروسيا الاتحادية منتيمير شايمييف جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لعام 1427-2007م.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام قد ترأس الاجتماع الثلاثين للجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام في قصر سموه يوم السبت 24ذو الحجة الماضي. وعقب الاجتماع أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية أن اللجنة قررت منح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لفخامة الرئيس منتيمير شريبوفيتش شايمييف رئيس جمهورية تتارستان. وبيّن سمو الأمير خالد الفيصل أن اختيار فخامة الرئيس منتيمير شايمييف جاء بناء على جهوده العظيمة في إحياء الثقافة الإسلامية في وطنه جمهورية تتارستان، وفي تعريف مسلميها بمبادئ دينهم القيمة وجهوده في إعادة بناء المساجد التي دمرت في أزمان سابقة حتى أصبح عددها أكثر من ألف مسجد، أربعون منها في العاصمة قازان التي لم يكن فيها زمن الحكم الشيوعي إلا أربعة مساجد، كما افتتح في عهده جامع قول شريف الذي يعد تحفة فنية، كما شيدت في عهده مطابع للمصحف والكتب الإسلامية وكثير من المدارس والجمعيات الإسلامية وأنشئت الجامعة الإسلامية الروسية التي تدرس فيها المواد بالروسية والتترية والعربية، كما أنه اتبع سياسة حكيمة جعلت من تتارستان مثالاً للتعايش الاجتماعي السلمي ورمزاً للتسامح كما جعلتها تحقق نهضة اقتصادية وعمرانية واضحة المعالم. وأعرب سمو الأمير خالد الفيصل عن تهنئة اللجنة لفخامته، معربة عن تمنياتها للجميع بالتوفيق والعون لما يحقق مصلحة الإسلام والمسلمين.
تجدر الإشارة إلى أن فخامة الرئيس منتيمير شريبوفيتش شايمييف ولد عام 1937م في أسرة تعمل في الزراعة ودرس الزراعة، فأصبح مهندساً زراعياً ثم تدرج في المناصب الحكومية والحزبية حتى أصبح رئيساً لجمهورية تتارستان منذ عام 1991م. ونظراً لجهوده في مجالات مختلفة نافعة منح أوسمة وجوائز عديدة، بينها رجل عام 1997- 1998م من جامعة كمبردج البريطانية وميدالية ابن سيناء الفضية من اليونسكو.
يذكر أن عام 1396هـ - 1976م شهد قيام أبناء الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - بإنشاء مؤسسة الملك فيصل الخيرية؛ تخليداً لذكرى والدهم، وإسهاماً في العمل والبناء. وقد آلت هذه المؤسسة عن نفسها أن تكون خيرية ذات منظور عالمي؛ ولهذا كان في مقدمة أولوياتها تقدير العاملين لخدمة الإسلام والمسلمين ومكافأة العلماء الذين أثروا ببحوثهم الرائدة الفكر الإنساني وأسهموا في تقدم البشرية.
وفي شهر شعبان عام 1397هـ أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن مجلس أمناء المؤسسة قرر إنشاء جائزة عالمية باسم الملك فيصل - رحمه الله - وأن أولى جوائزها تمنح سنة 1399هـ - 1979م، وأنه يعدّ مؤهلاً لنيل جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لكل من قدم للإسلام والمسلمين جهداً بارزاً نتجت عنه فائدة عظيمة للأمة الإسلامية، وتتكون الجائزة من شهادة (براءة) تحمل اسم الفائز، وملخصاً للعمل الذي أهله لنيل الجائزة، إضافة إلى منح الفائز (ميدالية) ذهبية ومبلغاً مالياً قدره 750 ألف ريال، ويتم الترشيح لكل جائزة من قبل المنظمات الإسلامية والهيئات العلمية والفكرية كالجامعات ومراكز البحوث والمجامع اللغوية والعالمية.
وقد بلغ اجمالي عدد الفائزين بجائزة خدمة الاسلام حتى الان 35 فائزاً.
