Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/02/2007 G Issue 12556
الريـاضيـة
الثلاثاء 25 محرم 1428   العدد  12556
لقاء الثلاثاء
إفلاس باكيتا!
عبدالكريم الجاسر

* تابعت كما تابع الجميع الحديث التليفزيوني لمدرب منتخبنا الوطني ماركوس باكيتا عبر القناة الرياضية السعودية.. والحقيقة أن باكيتا كشف بالفعل لماذا هو غير قادر على تطوير أداء المنتخب السعودي أو الوصول به على الأقل للمستوى الذي كان عليه قبل إشرافه عليه.. وذلك من خلال التبريرات التي قدمها التي يمكن أن تكون تبريرات إداري أو مسؤول لكنها إطلاقاً لا يمكن أن تكون تبريرات فنية مقنعة يمكن أن يتحدث بها مدرب أياً كان هذا المدرب.. فمن خلال الحديث الذي استمر زهاء الساعة ونصف الساعة لم يتطرق باكيتا لأي أمر فني يتعلق بطرق اللعب أو أساليبها أو المنهجية التي سار عليها.. وإنما كان يتحدث كما يتحدث المشجعون والإداريون بعيداً عن الأمور الفنية التي هي من صميم عمله.. والسبب في تصوري أنه لا يملك ما يتحدث به ففاقد الشيء لا يعطيه.

وإلا كيف تفسر إشرافه على المنتخب في أكثر من ثلاثين مباراة لم يستطع خلالها إقناع المتابعين بقدرته على إضافة أي شيء للأخضر يتوافق وطموحاتنا إلا إذا كان التعادل مع قطر والخسارة من الإمارات والفوز بشق الأنفس على البحرين والعراق في ظل نقصهما العددي هو منتهى طموحه فهذا شيء آخر..

شخصياً لديَّ يقين تام بعدم قدرة باكيتا على إضافة أي شيء للأخضر.. وقلت ذلك قبل توليه المهمة ثم كررته بعد فشله في كأس العالم وتوقعت فشله في كأس الخليج وحدث ما توقعته وسيفشل أيضاً إذا ما استمر في كأس آسيا.. لأن الكتاب كما يقولون يقرأ من عنوانه وعنوان باكيتا التخبط وقلة الحيلة وعدم القدرة على التطور والتطوير.. لا أقول هذا تحاملاً لكنها الحقيقة التي يراها كل من يفهم كرة القدم.. فمن السهل جداً أن تحكم على أداء أي فريق من مشاهدته في مباراتين أو ثلاث.. أما أن تفشل في معرفة وتقييم نجاح المدرب من عدمه بعد ثلاثين مباراة فهذا قمة الفشل.. وفي تصوري أن أمام اتحاد الكرة حل بسيط جداً يتمثل في تنظيم ثلاث مباريات من النوع الثقيل وأمام فرق قوية وبعدها يحكم على باكيتا وهل عمله هو طموحنا وما يتوافق مع إمكانياتنا.

فمباراة اليابان على سبيل المثال التي خسرناها بالثلاثة أمام المنتخب الثاني لليابان تكشف بوضوح إفلاس باكيتا واعتماده التام على الأسلوب البرازيلي القديم الذي تخلى عنه البرازيليون أنفسهم والمتمثل في الاعتماد على مهارة اللاعبين وقدراتهم بدلاً من الاعتماد على بناء الفريق جماعياً وتنظيمياً وتكتيكياً فإذا نجح اللاعبون في استخدام مهاراتهم الفردية فاز وإن فشلوا خسر دون وجود للفريق الذي يمثل اللاعبون فيه أجزاء من التركيبة الفنية وإذا أخفق جزء تم استبداله بمن يؤدي المهمة دون الإخلال ببناء الفريق وتكتيكه.. فالمسألة ليست عدم ضم فلان أو استبدال علان وأن القضية هي في بناء هيكل الفريق وطريقة لعبه وتماسكه وهو ما يفتقده الأخضر حيث ظهر فريقاً هشاً يهتز مع أي هجمة يتعرض لها مرماه.

ولذلك أقول رغم مرارة مثل هذا التغيير فإن التغيير بات ضرورة ملحة حتى نحافظ على حظوظنا في البطولة الأهم والأقوى في كأس آسيا والأهم من التغيير هو المدرب البديل فمن السهل أن تغير المدرب لكن البديل إذا لم يكن أفضل، فإن القرار سيكون عكسياً ونخسر أكثر بتغييره بدلاً من أن يكون التغيير خطوة للأمام على طريق بناء منتخب قوي يستفيد من مشاركته في كأس العالم أربع مرات ويكون قادراً على مواجهة أقوى الفرق العالمية لا السقوط أمام الإمارات!!

بيان سقوط الاتحاد

* السقوط الاتحادي الأخير وخروجه بالثلاثة أمام منافسه الأهلي في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد كشف الأوضاع الاتحادية الحقيقية التي حاول الرئيس ومرافقوه التغطية عليها طويلاً.. فالصفقات الوهمية والأرقام الفلكية التي تعلن هنا وهناك مع هذا اللاعب أو ذك أو تلك الشركة أو المؤسسة كان لا بد أن يأتي اليوم الذي تكتشف فيه الجماهير الاتحادية عدم صحتها.. فالمظهر الذي كان عليه الاتحاديون في نهائي جاء مخجلاً فنياً وأخلاقياً سواء داخل الملعب أو خارجه على المدرجات.. لكن البيان الجماهيري الذي أصدرته جماهير الاتحاد العاشقة أكد بالفعل أن كل الممارسات التي مورست عليها لم تؤتِ أكلها وأن صدى جماهير العميد من الفهم والإدراك ما يؤكد بالفعل أنها عاشقة لفريقها ولا ترضى إلا بالبطولات والمنصات.. فالمتابع لما جاء في البيان يلاحظ أن الاتحاديين واعون تماماً لكل الممارسات التي رسمها الرئيس لتغطية فشله الذريع في قيادة الفريق نحو البطولات.. وأن الأرقام التي تعلن هنا وهناك ربما تكون غير صحيحة وأنها تأتي بالترتيب مع أطراف أخرى لإظهار الرئيس بمظهر الباذل والمنفق للعودة للبطولات في حين تؤكد الجماهير أنه أحد أسباب غيابها إن لم يكن السبب الرئيسي.

فالسياسة الاتحادية في عهد البلوي تعمل على تدمير المنافسين قبل بناء فريقه والاهتمام به.. ويكفي أنه أعلن بملء فيه أنه يتمنى تدهور الأهلي وبالفعل سعى لذلك في أكثر من مناسبة يعرفها الأهلاويون جيداً.. بينما فشل فشلاً ذريعاً في هز كرسي المنافس الآخر الهلال الذي حقق أعظم وأقوى إنجازاته في عهد الرئيس.

ولأن الاتحاديين يدركون تماماً أن من يحيطون بالرئيس لا يعنيهم الاتحاد بقدر العمل على الاستفادة من الهدر المالي حوله.. فقد جاءت الكلمة الأقوى لتكشف الحقيقة التي قلناها مراراً وتكراراً دون جدوى.. وها هي الآن تصدق الاتحاديين الحقيقيين لتطالب البلوي بالرحيل حفاظاً على عميد الأندية السعودية الذي هو ولا أحد يدري متى يعود!

لمسات

* ما ذنب نادي الرياض في قضية تسببت بها إدارة مكلفة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولم يختارها أبناء الرياض أنفسهم..؟! ثم كيف يعاقب الكيان بحسم ست نقاط من رصيده وهو نادي لا يملك أي موارد مالية وكل موارده لدى الرئاسة التي سبق وسدده من النصر والاتحاد في قضايا عديدة؟! حقيقة هناك العديد من القرارات التي لا يجد المرء طريقاً لفهمها!

* رفع الإيقاف مجدداً عن محمد نور أثار الكثير من تعليقات السخرية.. حيث لم يصمد أي قرار بحق نور إلى نهايته ترى ما هو السر في ذلك؟.. وهل هذا سبب تكرار مشاكل هذا اللاعب بعد أن أمن العقاب؟!

* الأهلي حقق كأس الأمير فيصل بن فهد بجدارة تامة.. لكنه لم يكن خارقاً أو في أفضل حالاته.. لكنه كان الأفضل إعداداً وتعاملاً مع المباراة.. واستفاد من تواضع الاتحاد ومستواه الهزيل..!

* تنظيم النهائي الأخير على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة كان سيئاً جداً ولا يمت للحضارة بصلة.. فوضى عارمة في كل أرجاء الملعب.. أما التعامل مع الإعلام وأخص القنوات الفضائية بتلك الطريقة فهو أم الكوارث.. وخيل لي أنها المرة الأولى التي تنظم فيها نهائياً في بطولة محلية!

* أحدث ملاعب الكرة السعودية هو استاد الملك فهد الدولي بالرياض وله حوالي عشرين عاماً.. ما يعني أننا بحاجة لملاعب عالمية عددية وخصوصاً للأندية الكبار.. ونحتاج لتطوير الملاعب الحالية بما يتلاءم مع ما هو موجود حولنا.. فالمقاعد للمتفرجين أصبحت ضرورة على المدرجات الأسمنتية.

ومواقع المؤتمرات الصحفية وممرات ومناطق الإعلام يجب إيجادها فوراً.. باختصار الملاعب بحاجة لإعادة تطوير شاملة!

* في كل مباراة إعدادية لمنتخباتنا بدرجاتها الثلاث نجدها لا تتعدى سوريا الأردن لبنان أقول في الغالب.. مثل هذه المباريات والمستويات لا تضيف لكرتنا شيئاً.. فهي محسوبة كتجربة لكنها فقيرة فنيا مع كامل الاحترام للأشقاء.. فالعمل يحتاج لجهد أكبر في البرامج والتنسيق واختيار المنتخبات لملاقاتها فالمسألة ليست أداء واجب فقط!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد