Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/02/2007 G Issue 12558
مقـالات
الخميس 27 محرم 1428   العدد  12558
أمام المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.. ما مدى المواكبة والتفاعل تجاهها؟
عبد الله صالح محمد الحمود

الحياة بطبيعتها لا يستقر لها حال، ولهذا يقال إن دوام الحال من المحال، وهذه حكمة إلهية لا بد من الإيمان بها، وبمرور عقود من الأزمنة وتعاقب الأجيال، يلحظ المرء تغيراً في الأحوال، سواء ما بين عقد وآخر، أو ما بين جيل وآخر، ومن الحكمة أن من الواجب على الجميع استدراك هذه المتغيرات، بدءاً من تلقيها وفهم حالها، وانتهاءً بمعايشتها معايشة مثلى، مروراً بالتمعن والاستيعاب لها، وهنا لا بد لنا من معرفة ماهية هذه المتغيرات، ومدى درجة تأثيرها في الطبيعة البشرية، فالإنسان بما أنه خليفة الله في أرضه، كان لزاماً عليه استدراك هذه المتغيرات، وسرعة قبولها مبدئياً، والعزم على التعامل معها ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ومن هذه المتغيرات التي تمر على مدى العصور، المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، وهما الجانبان المؤثران المهمان في حياة الإنسان، كما أن هذين الأمرين يعدان العصب الرئيس لمقومات الحياة، سواء كان معيشياً أو تربوياً.

ومن هذه المقدمة القصيرة وددت أن أكتب وبإيجاز عن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها بلادنا، فبلادنا هي كحال أي بلد أو مجتمع آخر، نشأ أفراده داخل قرية محدودة المساحة، ومحدودة السكان، تجتمع بعض قراه في منظومة ريفية واحدة، وهذه المنظومة ليس من السهل اختراقها، أو حتى إجبار من يعيش داخلها على إحداث أي تغيير في نسيجها الاجتماعي، ولكننا أصبحنا بطبيعة الظروف المجتمعية العالمية، التي حلت بجميع الأمم، أنه يقال عن هذا المجتمع الدولي بالعولمة، فبدأت تحل علينا وبيننا متغيرات عديدة، بل انتشارها يمضي سريعاً كما تلتهم النار الهشيم، والسؤال المطروح هنا، ماذا أعددنا لهذه المتغيرات التي لا نقول قادمة بل نقول ونعترف بأنها قدمت، فهل كنا مهيئين وذوي جاهزية لمواكبة هذا التغير الذي بلا شك سيأتي بالغث والسمين، النافع والمضر، الصالح والطالح، أعتقد أننا في مرحلة ليس نحن فحسب بل كل المجتمعات، من أن الجميع يعيش مرحلة لا يحسد عليها، وهذا لا يعني الخوف والتردد في التفكير، بل لا بد من طرد شبح هذا الخوف، ودون أدنى تردد، ومن خلال مقاومة شجاعة، سعياً نحو إيجاد آليات تخدم الجميع في طريقة التعامل والتعايش مع كل ما هو قادم إلينا، ولهذا لا بد لنا من الاستعداد وإعداد العدة، لنكون ذوي جاهزية مطلقة وعلى مر الأوقات، وأن نسعى إلى التلقي والاستفادة من كل ما يخدم ديننا وأخلاقياتنا، بعد أن نؤمن أن التغيير هو أمر محتوم على الجميع، والمسلمون على مدى العصور الماضية هم من بنى حضارات عديدة، ولا شك أن هناك صعوبات ومعضلات واجهت هذا البناء، فكل مرحلة لا بد أن تنالها ظروف متعددة، وذات متغيرات اجتماعية واقتصادية مختلفة، وتحقيق الآمال والنجاحات يأتي بحسب طرائق التعامل والتعايش مع كل جديد قادم، درءاً لمخاطر مضرة، وتحقيقاً لأهداف مأمولة ومبتغاة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد