ربما من نعم الله علينا أنه ليس لنا تاريخ مع البطاقة. مؤلم تعرّفنا على بطاقة المرأة مؤخراً، وبطاقة المستشفى، وبطاقة الجامعة، وبطاقات البنوك بأشكالها وألوانها.. كل أطياف المجتمع لديه بطاقة، وكأننا أرقام أو لعلنا أرقام.. لكن لا أحد يدرك أن هناك بطاقة في دول أخرى اسمها (بطاقة التموين) بسبب الحالة الاقتصادية؛ حيث تقوم حكومتهم بدعم الأغذية الرئيسة؛ حتى يستطيع صاحب الدخل المحدود أن يحصل على المستلزمات الضرورية من الطعام.. فهناك أيضاً دعم للدواء، مع أنه مصنّع محلياً.. ولعلنا ونحن تحت طائلة هذا الغلاء المفاجئ الذي لمسته شخصياً سواء في الغذاء بأنواعه.. والأصعب الدواء.. نطرح عن ارتفاع الأسعار تساؤلات كثيرة.. مَن الذي يضع تسعيرة الغذاء والدواء؟!

إن الأسعار أصبحت ناراً كما يتحدث الناس، ولا يمكن أن تتعالى الأصوات دون صدى.. الدواء.. ما هذه الأسعار؟ وهل هذا عائد لوزارة التجارة؟ وهل نأمل في دعم حكومي لو كنا نصنع أدويتنا؟ ولا أدري ما أخبار مصنع أدوية القصيم.. هل سنحتاج إلى (بطاقة تموين) بعدد أفراد الأسرة؟ إنه الآن أصبح من ذوي الدخل المحدود مَن لديه خمسة أطفال وراتبه ثمانية آلاف ريال..!!

إذا كانت زيادة الرواتب فتحت شهية التجار.. فيجب أن يكون هناك حماية للمستهلك ليس بجودة الصنعة فقط بل بالأسعار.. علامَ تتم زيادة السلعة أو نزولها؟ ولماذا في هذا الشتاء زادت الأسعار؟ وأين الرقابة؟ وما جهة الرقابة؟! المواطن البسيط الموظف العادي لا يستطيع إلا أن يشتكي إلى الله.. ومشكلة المواطن أنه يشكو لنفسه فقط!!

الأسعار ماذا بها؟! والدواء ماذا حصل له؟! نريد قائمة تسعيرية لنقول رأينا في زيادة الأسعار المبالغ فيها، كل السكان أصبحوا ذوي دخل محدود.. أذكر أن هناك تنظيماً لجمعية تعاونية نشأت ثم اختفت، ربما تحتاج إلى تفعيل دورها أو إنشاء جمعيات تعاونية كما في إحدى دول الخليج.. لعل وعسى!!